علي كرزازي
ليست هناك مدينة تستقي قدسيتها من اسمها غير القدس، فهي اسم على مسمى، مثلما ليست هناك مدينة أسبلت عليها الأديان الثلاثة من القداسة والتكريم مثل القدس، ولا أدل على ذلك من أنها تضم بحسب بعض الإحصائيات الحديثة: 73 مسجدا و158 كنيسة و1204 كنيسا.
لا شك أن الأهمية الدينية والروحانية لمدينة القدس هو ما يمنحها تلك القداسة التي تضاهي قداسة مكة والمدنية عند المسلمين، أما عند اليهود فالمدينة تستمد قداستها من قيمة الأنبياء الذين مرّوا بها، ذلك أن المخطوطات العبرانية تفيد أن النبي والملك داود عليه السلام فتح القدس وجعلها عاصمة لمملكة إسرائيل الموحدة ، وقد دام حكمه 40 سنة ليخلفه بعد ذلك ابنه النبي والملك سليمان عليه السلام، والذي بنى الهيكل الذي يسميه اليهود ب"هيكل سليمان"، ويكتسي هذا الهيكل عند اليهود أهمية وقداسة ما بعدها قداسة، فهم يعتقدون إعتقادا راسخا أنه المكان الذي يثوي فيه تابوت العهد، وبناء على هذا المعتقد فهم لا ينفكون عن الحفر في أساسات المسجد الأقصى بحثا عن هذا الهيكل، وقد ورد في التوراة أن اليهود شادوا هيكلا آخرا يدعى هيكل حيرود بعد أن تم تدمير هيكل سليمان، وتم ذكره في الكتاب المقدس 632 مرة.
ومن الأماكن المقدسة كذلك عند اليهود نجد حائط المبكى ويعرف أيضا باسم حائط البراق، وهو ثاني أقدس الأماكن اليهودية بعد قدس الأقداس، ويقع هذا الحائط غرب الحرم القدسي الشريف، وهو آخر ما تبقى من السور القديم الذي كان يحيط بمعبد حيرود وفق المعتقد اليهودي. ويرجع تاريخ الصلاة والتعبد بجواره إلى القرن الرابع، ولا زال اليهود يزاولون عبادتهم عند هذا الحائط إلى حد اليوم، ويحرصون على أن تُبنى جميع كنسهم في العالم بشرط أن تكون محاربيها في اتجاه القدس، على أن تكون محاريب كنس القدس في اتجاه قدس الأقداس، أما صلواتهم فهي بحسب الشريعة اليهودية يجب أن تتلى في اتجاه القدس وهيكل حيرود. وللتدليل على مكانة القدس عند اليهود يكفي أن نذكر أنها وردت في التناخ: 669مرة، أما اسم صهيون المرادف عند اليهود للمدينة ولفلسطين ككل فذكر 154
مرة. وفي سبيل إكساب القدس دورا دينيا ونوعا من القداسة، عمد اليهود إلى بناء كنيس القدس الكبير، وهو أكبر الكنس بالمدينة حاليا، وقد تم التخطيط لبنائه سنة 1923م إبان الانتداب البريطاني ليُستكمل سنة 1958م بمساعدة الأثرياء اليهود.
لا يقل إجلال المسيحيين للقدس عن إجلال اليهود لها، وها هنا يلعب التاريخ والدين كذلك دورا أساسيا في هذا التقديس، فمن جهة ورد ذكر القدس عند المسيحيين في العهد القديم، ومن جهة أخرى وسمت هذه المدينة حياة المسيح عيسى عليه السلام بميسم خاص، فبحسب العهد الجديد تم استقدام المسيح إلى القدس بعد ولادته ببيت لحم بوقت قصير، كما يعتقد المسيحيون أنه تم صلبه بالتلة المعروفة باسم جلجثة، وهي من المواقع المسيحية المقدسة بالمدينة، إضافة إلى التلة التي تقع على جبل صهيون حيث يقع ضريح الملك داود، والتي يعتقد أن المسيح وحوارييه تناولوا فيها العشاء الأخير.
ومن أهم المعالم المسيحية المقدسة التي تحتضنها القدس نذكر كنيسة القيامة، التي يؤمن المسيحيون أنها شيدت على تلة الجلجثة حيث صلب المسيح يسوع عليه السلام، كما أنها - بحسب معتقدهم- تضم مدفنه والمكان الذي قام فيه من الموت، ونظرا لقدسيتها شكلت مزار للحجاج المسيحيين حول العالم منذ القرن الرابع وإلى يومنا هذا، وهي إضافة إلى ذلك تأوي مقر بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، وتحتضن ثلاثة طوائف: الرومان الكاثوليك، الروم الارثوذوكس والأرمن الأرثوذوكس، وقد نشبت بين هذه الطوائف احتكاكات وصراعات حول مسألة الاحتفاظ بمفاتيح الكنيسة إلا أنه في عهد صلاح الدين تم تسليم المفاتيح إلى عائلة مسلمة درءا للمشاكل بين تلك الطوائف، وهو الحل الذي يشاع أنه ما زال معمولا به إلى حد الآن.
ومن أهم المعالم المسيحية المقدسة الموجودة في القدس نذكر ضريح السيدة مريم الذي تؤمن معظم الكنائس الشرقية أنه مكان دفن مريم العذراء أم المسيح عليه السلام، وكاتدرائية القديس جرجس، وباب الأسباط وهو إحدى بوابات المدينة القديمة و يمثل بداية طريق الآلام التي سار عليها المسيح حتى صلب وفق ما يعتقده المسيحيون، وهي محجهم إلى يومنا هذا حيث يتعقبون خطى نبيهم عيسى عليه السلام .
كثيرة هي الأديرة والكنائس المسيحية المنتشرة في مدينة القدس والتي تحكى كل واحدة منها تاريخا وقصصا مرتبطا بالأساس بالمسيح ومريم الباتول وغيرهم من القديسين المسيحيين، وهي في غالبها الأعم تعرضت لعوادي الزمن وللهدم من طرف الغراة، ثم أعيد بناؤها وترميمها على مدار تاريخ القدس، ولا زالت تشد إليها أعدادا من الحجيج المسيحيين من مختلف بقاع العالم.
تكتسي مدينة القدس عند المسلمين أهمية قصوى، وتتبوأ منزلة رفيعة كإحدى المدن المقدسة المباركة، ذلك أن القرآن الكريم احتفى بها احتفاء كبيرا، إذ يقول عز وجل:
" سبحان الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى
الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [سورة الإسراء، الآية: 1].
فالبركة هنا ميزة للمسجدين: المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهي تعم ما حولهما، وبناء عليه فإن أهمية ومكانة المسجد الأقصى تكاد تضارع أهمية ومكانة المسجد الحرام، وهو ما يفسر تقديس المسلمين للمدينة ككل، فالمراد بالمسجد الأقصى " هو بيت المقدس الذي هو إيلياء، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل؛ ولهذا جمعوا له ( المقصود الرسول ص) هنالك كلهم، فأمهم في محلتهم، ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم، والرئيس المقدم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين". (تفسير ابن كثير).
إن القدس كحيز مكاني كانت شاهدة على أحد أعظم المعجزات المحمدية، إنها معجزة الإسراء والمعراج التي جاءت لتنير العقل البشري، إذ أسرى الله تعالى بالرسول محمد (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حيث عرج به من الصخرة المقدسة إلى السموات العلى، وهناك التقى جميع الأنبياء والرسل الذين سبقوه، وأثناء ذلك فرض الله على المسلمين الصلوات الخمس وبيّن للرسول (ص) كيفية أدائها.
يذهب أغلب المفسرين إلى أن المقصود بالمسجد الأقصى في سورة الإسراء، إنما هو بيت المقدس أو القدس، وتسمية الأقصى جاءت للدلالة على بعد المسافة بين المسجدين.
ويرجع تقديس المسلمين لمدينة القدس كذلك إلى كونها كانت مهاد العديد من الأنبياء والقدسيين والصلحاء نظير النبي داود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام، وبالتالي فقد كانت فضاء لتنزلات الوحي ومهبطا للملائكة، عدا عن أنها ستكون شاهدة على حشر الناس يوم القيامة.
وفضلا عن هذا وذاك كانت القدس أول قبلة للمسلمين لمدة ناهزت السنة قال تعالى:" قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ" [البقرة آية:144]، جاء في صحيح البخاري (399) ومسلم (525) عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:" كان رسول (ص) صلّى نحو بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله (ص) يحب أن يوجّه إلى الكعبة، فأنزل الله:" قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ" فتوجه نحو الكعبة. أما المسجد الأقصى والمسمى ببيت المقدس، وإيلياء، فهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، فقد روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله (ص) عن أول مسجد وضع على الأرض قال: "المسجد الحرام" قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى" قلت: كم بينهما؟ قال:" أربعون عاما، ثم الأرض لك مسجد، فحيث أدركتك الصلاة فصل".
إن رحلة الإسراء والمعراج هي في الأساس من بين الأسباب الهامة الداعية إلى تقديس المسجد الأقصى، تلك البقعة الطاهرة التي انتهى إليها فعل الإسراء، ومنها بدأت رحلة المعراج التي انتهت بالمصطفى عليه السلام إلى سدرة المنتهى، إذن فنقطة الوصل بين الرحلتين تشكل معلما مقدسا، فهو جزء من الحرم القدسي ، سمي ب" البراق الشريف" وقد ورد ذكره في الحديث الشريف، ومن ذلك ما رواه مسلم عن أنس عن الرسول (ص) أنه قال: " أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عرج بي إلى السماء" (رواه الإمام مسلم). ولعل ما يلفت الانتباه أن الأراضي المجاورة للمسجد الأقصى تدخل في حيز الوقف الإسلامي العام منذ عهد الأفضل بين صلاح الدين الذي أوقف على المغاربة الحي المعروف
بحي المغاربة، وذلك سنة 583هـ، كما بنى لهم مدرسة تسمّت باسمه وهي مدرسة الأفضلية.
وفضلا عن المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق تحتضن القدس معلما مقدسا آخر وهو مسجد قبة الصخرة، الذي يذهب المؤرخون إلى أن عبد الملك بن مروان وفر مالا كثيرا لبنائه، فتم له ذلك سنة 691هـ وطلي قبة هذا المسجد وأبوابه الأربعة بالذهب، أما هندسته المعمارية فجمعت بين الطراز العربي والفارسي والبيزنطي، وفي هذا الصدد يعزو بعض المؤرخين حرص الأمويين على تشييد هذا المسجد بتلك المواصفات إلى رغبتهم في تحويل أنظار المسلمين والحجاج إلى القدس بدلا عن مكة المكرمة والمدينة المنورة الخاضعتين آنذاك لحكم معارضهم عبد الله بن الزبير، وهذا ما يفسر دعوة عبد الملك بن مروان الناس إلى تنظيم مواكب دينية حول القبة نظير الطواف بالكعبة أثناء الحج. أما المسجد الأقصى الواقع جنوب مسجد قبة الصخرة فقد بدأ عبد الملك بنائه سنة 693م/37هـ وتم الانتهاء منه في عهد ابنه الوليد سنة 706م/96هـ، ويستنتج من بعض تفاسير الأئمة لحديث رسول الله (ص) الذي سبق إيراده أن هذا المسجد بناه أول مرة سيدنا إبراهيم الخليل بعد أربعين عاما من بنائه الكعبة.
لقد أسهبت كتب الحديث والمرويات في ذكر محاسن وفضائل القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة، ومن أشهر الأحاديث النبوية التي يستشهد بها في هذا الباب، قوله (ص) :«لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» (رواه البخاري ومسلم)، وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي (ص) أنه قال: «لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله خلالا ثلاثا: حكما يصادف بحكمة، ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد الصلاة فيه، إلا خرج من ذنوبه ليوم ولدته أمه (...) أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة». أما فضل الصلاة في المسجد الأقصى فيثبته حديث الرسول (ص) الذي روته مولاته ميمونة إذ قالت: «يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس قال:"أرض المحضر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قالت:أرأيت إن
لم أستطع أن أحمل إليه قال: فتهدي له زيتا يسرج فيه، فمن فعل ذلك كمن أتاه» (رواه أحمد وأبو داود).
وعلى نفس المنوال حظيت القدس بمكانة أثيرة لدى الرسول (ص)، بما أنها أرض الأنبياء ومكان الحشر والنشر ومسرج الرباط والجهاد ومهبط الأنبياء والقديسين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (ص) أنه قال: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون في دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة» (رواه أبو يعلى).
إذا كانت قدسية القدس ليست محل نقاش لدى معتنقي الديانات السماوية الثلاث على مدار الأزمان والعصور (اليهودية، المسيحية والإسلام)، فإن المدينة شكلت منذ بداية القرن الماضي قطب الرحى في الصراع العربي/الإسرائيلي، فالجانب العربي والفلسطيني يعتبر القدس عاصمة لدولة فلسطين المحتلة حسبما نصت عليه وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية بتاريخ 15 نونبر 1988م بالجزائر، استنادا إلى الحق التاريخي على اعتبار أن العرب اليبوسيين أول من بنى المدينة وسكنها في الألف الخامس قبل الميلاد، أما الجانب الإسرائيلي فغداة احتلالهم للمدينة سنة 1967م وضمهم للقدس الشرقية ، أعلنوا المدينة ككل عاصمة لدولة إسرائيل سنة 1980 مستندين إلى ما يعتبرونه حقوقا دينية وتاريخية، إذ يزعمون أنها كانت عاصمة لملكهم لما يزيد عن 3000 سنة، ومند ذلك الوقت تعمل إسرائيل بكل ما أوتيت من سلطة وقوة ودعم غربي خاصة من لدن الولايات المتحدة الأمريكية، على طمس الهوية العربية والإسلامية للقدس في أفق تهويدها.
وفي مقابل ذلك إلتئمت جهود العرب والفلسطينين في جبهة الدفاع عن القدس بما أنها رمز للهوية العربية والإسلامية، وفي هذا الصدد قدم الفلسطينيون آلاف الشهداء في سبيل مقاومة السياسة الصهيونية لإسرائيل، وعلى المستوى الدبلوماسي تواصلت نضالات العرب في الدفاع عن الحق الفلسطيني في أروقة المحافل الدولية وبخاصة في منظمة الأمم المتحدة، وبالرغم من صدور بعض القرارات الداعمة للفلسطينيين، فإن إسرائيل المعروفة بغطرستها وخرقها للقانون الدولي لم تحترم هذه القرارات.
وتبقى" صفقة القرن" من آخر المناورات التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل الترويج لها محليا وإقليميا ودوليا، من خلال الإيحاء للمجتمع الدولي بأن هذه الصفقة ستحل النزاع الدائم بين إسرائيل وفلسطين والعرب عامة، وستعود بالنفع على جميع أطراف النزاع خاصة على المستوى الأمني والاقتصادي.
ومن خلال استعراض مواقف الدول العربية من هذه الصفقة سيتضح جليا أن الدوائر الرسمية العربية وصلت إلى مرحلة مأزومة في التعاطي السلبي مع المصالح القومية للأمة العربية، خاصة إذا علمنا أن بعض الدول العربية شاركت في الإعداد لهذه الخطة، بل وعمدت إلى الضغط على الفلسطينيين للقبول بها.
ودون الدخول في مسلسل تخوين هذه الدول والوقوف على حيثيات مواقفها ولا المبررات والدواعي التي بنت بها هذه المواقف، فإن الأكيد أن خط الانبطاح والتشرذم العربي وصل إلى أدنى مستوياته، وإذا أضفنا إلى ذلك تداعيات الانقسامات الفلسطينية الداخلية، فإننا لا محالة سنعدم تلك الجبهة الموحدة المتراصة التي بوسعها وحدها إجهاض هذه المناورات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف تصفية الفلسطينية وإعدام الكيان السياسي لفلسطين ككل.
لكن ورغم قتامة وسوداوية الواقع الراهن للأمة العربية والإسلامية، فإننا لا نملك إلا التسلح بالأمل، عسى أن ‘توفق الأجيال القادمة في تجاوز حالة الانسداد هاته وتحقق نبوءات الشعراء وكل المؤمنين بعدالة قضيتنا القومية، فتنطلق فلسطين ومعها القدس لترفرف في سماء التحرر والإنعتاق. وما ذلك على الله بعزيز.