نجاة حمص
هناك أشخاص ينبشون الحجر بحثا عن لقمة العيش ولا يفوزون إلا بالاصبع الأوسط من اليد..
فشلوا في إتمام الدراسة لأن التعليم في بلدنا الأمين مكلف جدا،رسومات التسجيل مرتفعة،الأدوات واللوازم كثيرة ومتنوعة،المدارس بعيدة والنقل رفاهية،تعبت أرجلهم من المشوار فجلسوا في منتصف الطريق ينتحبون بلا صوت،لا يملكون صوتا،آبائهم اعطوا الأصوات لمن لا يستحق،وكان أول ما قام به المنتخب هو اضرام النار في الأسعار. .
بكوا ما تيسر من دم،ثم مسحوا دموعهم ووقفوا على ارجل كسيحة دون مساعدة..
حاولوا الصراخ غير ما مرة،فنزلت الهراوات الثقيلة على ظهورهم،وبينما هم يتخبطون في دمائهم قفز غريب على مطالبهم وتسلم زمام الامور،صار الناطق الرسمي باسم من قال أريد خبزا..
التزموا الصمت،مشوا جنب الحائط،باعوا بعض الاشلاء المتلاشية مقابل دراهم معدودة،ثم فرشوا لبعض السلع. .
كانوا كلما باعوا درهما،سجدوا للسماء شكرا،ولكن كان للسماء رأي آخر،تريد أن تخضعهم لامتحانات هم في غنى عنها..
سلطت عليهم أصحاب الهراوات مرة اخرى،سرقت سلعهم،كسرت أعينهم،حتى لا يرفعوها مرة اخرى..
قست جلودهم على مر السنين،لم تعد ضربات الهراوات تؤلمهم،تأقلموا مع الوضع،أصبحوا يسرقون لقمة عيشهم عنوة،يختبئون،يهربون،حتى اطمنوا فرشوا لسلعهم..
هؤلاء..هم أكثر من تضرر من جائحة كورونا..
رئيس الحكومة يتلقى راتبه من دون ان يخرج من الفيلا خاصته،فكيف سيحس بالمواطن المطحون الذي إذا لم يسرق لقمة عيشه من بين أنياب الظروف، فلن يدخل أحد ولو خبزة على أسرته..
من منهم سيشعر بذاك الذي تمنعه كرامته من إبداء حاجته،من سيسدد الإيجار؟
من سيفهم طلبات البيت الكثيرة،التي لا تقتصر على دقيق وسكر وزيت؟
80 دولارا..ستغطي ماذا ام ماذا؟..
كل الحكومات تفهمت .. راعت الظروف..لكن هنا، ولأن الاسلاميين هم المسيطرون،ولانهم يعرفون ان هناك امراة دخلت النار في قطة، لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تاكل من خشاش الارض..ها هي المساعدات لا تتعدى 80 دولارا..وهاهي فترة الحجر بافية وتتمدد..