بعد تصريحات العامري..شعارات غاضبة للجماهير التطوانية ضد "وكيل أعمال" في مباراة الجيش الملكي

الإبقاء على هيام ستار داخل السجن والمحامي يكشف مصير أبنائها والخبرة الطبية التي أجريت عليهم

ضحايا "مجموعة الخير" يلتمسون تدخل الملك لاسترجاع أموالهم بعد الحكم على المتهمين

بكل صراحة.. مواطنون يعبّرون عن آرائهم بشأن التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة

بحضور كاتب الدولة.. الهلالي يستعرض أهم إنجازات حزب البام بالصخيرات-تمارة ويشدد على مواصلة العمل

وزيرة التضامن: تعديلات مدونة الأسرة دفعة جديدة للحماية القانونية للمرأة وضمان استقرار الأسرة

المقاهي ليست فقط لتقديم المشروبات !

المقاهي ليست فقط لتقديم المشروبات !

أخبارنا المغربية

بقلم: اسماعيل الحلوتي

      استعدادا لرفع حالة الطوارئ الصحية على النحو التدريجي المعلن عنه من لدن السلطات العمومية ببلادنا، تلقى أرباب المطاعم والمقاهي مساء يوم الخميس 28 ماي 2020 عبر بلاغ صادر عن وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، إذنا صريحا بإمكانية إعادة فتح محلاتهم التجارية ابتداء من صباح اليوم الموالي الجمعة 29 ماي 2020، واستئناف أنشطتهم التجارية بعد توقف دام أزيد من شهرين، في إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار جائحة كورونا أو "كوفيد 19"، وذلك وفق حزمة من الشروط الواجب احترامها.

      وبعيدا عما ظل يترقبه أرباب المقاهي من دعم صندوق كورونا لأجل تخفيف جزء من معاناتهم في ما يرتبط بتراكم الديون والضرائب المفروضة عليهم وفواتير الماء والكهرباء، وعما يمكن للجنة اليقظة الاقتصادية أن تتخذه من تدابير لفائدتهم، لاسيما أن نشاطهم التجاري متوقف منذ 16 مارس 2020. 

      وبعيدا عما خلفه قرار السلطات المتسرع وغير المحسوب العواقب من ارتباك واضح بهذا الشأن، حيث أن الجمعية المغربية لأرباب المقاهي والمطاعم أبدت رفضها التام للقرار وتشبثها بالاستمرار في إغلاق المحلات المعنية إلى ما بعد رفع الحجر الصحي وتحقيق مطالب المهنيين عبر حوار جاد ومسؤول يأخذ بعين الاعتبار أوضاعهم ويراعي مجموعة من الإكراهات آثار جائحة كورونا.

      وبعيدا كذلك عما يوفره قطاع حيوي هام بحجم قطاع المقاهي والمطاعم الذي ما انفك يتوسع بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، في مختلف المدن المغربية والمناطق المجاورة لها والرابطة بينها، من مناصب شغل وتأمين موارد رزق لآلاف الأسر الفقيرة.

      وبصرف النظر عما يلاقيه المستخدمون إناثا وذكورا من إجحاف وهضم لحقوقهم، من حيث عدم تطبيق الكثير من المقاهي على وجه خاص لقانون الشغل، وحرمانهم من بطاقة الشغل وبيانات الأجرة والحد الأدنى القانوني للأجور، والحماية الاجتماعية والتصريح بهم في الصنوق الوطني للضمان الاجتماعي، وغير ذلك كثير.

       فإن ما لفت انتباهنا وأثار استغراب الكثيرين، هو أن يتم إلى جانب شروط السلامة الصحية وضع  إجراءات تعجيزية من قبيل عدم السماح للزبناء في المرحلة الأولى بالجلوس في المقاهي والمطاعم، والاقتصار فقط على تقديم الخدمات عبر عملية توصيل الطلبات إلى عناوين أصحابها أو تسليمها لهم مباشرة خارج فضاءات الغرف الخاصة بتناول القهوة والشاي وباقي المشروبات أو مختلف الأطعمة...  

      فالمقاهي ليست محلات خاصة ببيع القهوة وحملها لأماكن أخرى، ولا فضاءات تتاح فيها فرصة الجلوس لتناول القهوة أو الشاي وغيرهما من المشروبات، أو تضرب فيها مواعيد اللقاءات بين الناس، أو لتجمع المتقاعدين وغيرهم للعب الورق أو الشطرنج فيما بينهم، أو لممارسة القمار والرهان على الخيول والكلاب، أو ملتقى للمولعين بالموسيقى وروائع الطرب العربي أو عشاق المستديرة لمشاهدة المقابلات الرياضية في البطولات الوطنية والأجنبية على القنوات الفضائية المشفرة، بل هي ظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية، إذ يعد المقهى فضاء اجتماعيا بامتياز، يساهم في نسج علاقات عاطفية واجتماعية وعقد الصفقات المالية وخلق فرص التعارف مع أصدقاء جدد.

      ولا يمكن لأي كان أن ينفي بأن المقاهي بالمغرب تعد من بين المشاريع الاقتصادية المربحة كما يدل على ذلك تناسلها اللافت، وما باتت تعرفه من رواج كبير في ظل انتشار البطالة وغياب الفضاءات التي يمكن استقبال الشباب ومساعدتهم على حسن استثمار أوقاتهم واالإسهام في صقل مواهبهم وتنمية أفكارهم وتفجير طاقاتهم، من قبيل دور الشباب والثقافة والرياضة، ولم تعد تلك الفضاءات الخاصة بالاستراحة أمام الموظفين والتجار أو باحات للتأمل  بعيدا عن صخب الحياة، بل صار المقهى هو المكان الوحيد المتاح ولوجه أمام الجميع، باعتباره فضاء أساسيا واجتماعيا ذا بعد ثقافي ورمزي، فيه يمكن للمواطن الهروب من مشاكل البيت والأبناء وتكسير الملل بالإبحار في عوالم افتراضية عبر الانترنت، وفيه يتاح لرواده إمكانية الكتابة والقراءة وتبادل الأفكار بأريحية، والاطلاع على مختلف مواد الصحف اليومية، وهو كذلك "أندية" عامة مفتوحة أمام التلاميذ والطلبة لاستذكار دروسهم والتحضير للامتحانات خلال العطل المدرسية والجامعية.

      وجدير بالذكر أن المقاهي كانت في ما مضى منصات إخبارية بين الأصدقاء سواء منها ما يتعلق بترويج الأخبار السياسية أو الثقافية أو الرياضية، وظلت تشكل منتديات للفكر والثقافة والإبداع ومراكز لاجتماع الأدباء والشعراء والفنانين ورجال السياسة، بيد أنه سرعان ما بدأ بريق ذلك الإشعاع الثقافي في الخفوت وتراجعت الكثير من إيجابياتها خلال السنوات الأخيرة أمام ظهور أشكال جديدة من وسائل التواصل الاجتماعي، وصار بإمكان مستخدميها الانخراط بيسر في المناقشات والألعاب عبر الشبكة العنكبوتية، وبقيت فقط بعض المقاهي القليلة جدا في مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة ومراكش تحتفظ بعاداتها النبيلة...

      إننا إذ نأسف لما آلت إليه أوضاع عديد المقاهي من ترد وخاصة في الأحياء الشعبية، التي تحولت إلى أمكنة لهدر الوقت والممارسات غير المحمودة، وما أصبح عليه معظم أربابها من جشع في تحقيق أرباح مرتفعة بكل الجهات، فإننا نأسف كذلك لما يعانيه المستخدمون من قهر وظلم، ونأمل في أن يعاد لها مجدها الضائع، وأن تسهر الجهات المختصة على حماية الحقوق المشروعة لكل العاملات والعاملين بها وضمان استقرارهم والاستفادة من التغطية الصحية والاجتماعية ومعاش التقاعد.

 


عدد التعليقات (14 تعليق)

1

جلال

الأرباب المقاهي يريدون حقوقهم تخفيف عبء الديون الضرائب هذا حقهم لكن على الأرباب المقاهي واجبات تحسين الزيادة الأجور الهزيلة المشتغلين في المقاهي تسجيلهم في صندوق الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية الأغلبية المشتغلين محرومين منه الحكومة أن تفرض شروطها أيضا على الأرباب المقاهي إذا أرادوا تحقيق شروطهم منها الأرباب المقاهي بدأوا يأخذوا ما بغاوي يعطوا

2020/06/08 - 06:00
2

Taxi Deutschland

براكا من البكاء

إلى كان شي حد كيستاهل المعاونة هو داك الفقير لي تيخدم بأقل من 100 درهم يوميا

2020/06/08 - 06:18
3

مغرب حر

المغرب

متأسف عوض أن تدافع عن أصحاب المقاهي تقول لهم هدفهم الربح أين هو ربح بنضرك امتلك مقهى وسوف تعرف يقول المتل مهاز المزود إي لي حاس بيه

2020/06/08 - 06:21
4

عبدالاله

استمرار الاغلاق

المقاهي اكبر خطر يهدد معاودة انتشار الوباء خاصة إذا علمنا ان جلها تفتقد اصلا للمواصفات الصحية الضرورية، فضلا علىى ضيق مساحاتها والتقارب المفرط بين روادها اضافة إلى سلوكيات اخرى اشد خطوره واكثر تهديدا الا وهي الشيشا.اذا لا للفتح بالنسبة المقاهي ما دام ان الوباء لا زال منتشرا

2020/06/08 - 06:41
5

ء

ء

صراحة توحشت نجلس في القهوة ..ولكن ..عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم

2020/06/08 - 06:57
6

Rachid tznt

والو

لا فائدة منها.اللهم من كان رزقه وعمله مرتبطا بها...

2020/06/08 - 07:04
7

الداه

الداه

نعم يجب التفكير في فتح المقاهي ولكن بشروط دقيقة جدا مع الزامها اولا بتسجيل جميع عمالها في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حتى لاتحصل كارثة كما شاهدناها حيث تركوا لمصريهم او اغلبهم على الاقل. وهذا الشرط هو من سيحصن الجميع اما ان يتباكى أرباب المقاهي دون التفكير في العاملين فيها يعتبر أنانية مقيتة

2020/06/08 - 08:34
8

Mostafa

انهم يجسدون اقتصاد الريع بامتياز واصبحوا يشكلون قوة ضغط على الدولة كاصحاب التعليم الخاص بدعوى انهم يتحملون جزءا من أعباء الدولة كالتعليم والترفيه صحيح انهم يشغلون يدا عاملة كثيرة لكنه يبقى قطاعا هشا لدا على الدولة أن تراجع سياستها تجاه تجار قهوة نص نص وبانيني

2020/06/08 - 09:52
9

zarouk abdellah [email protected]

مهمات المقاهي

المقاهي في المغرب ليست مركزا للنقاشات ،بل في معظمها مكانا لمجموعة من السلوكيات الخاطئة مثل النميمة وحضيان الطرق ،إضافة إلى التبرج على مباريات الكرة التي لا تضر اي فاءدة على السباب اللهم أرباح المقاهي وشركات الاشهار واللاعبين الذين يرحبون الملايين في اليوم والآخر يصفق لهم ،لماذا الله اعلم

2020/06/08 - 10:02
10

ابراهيم

الجشع والطمع

هاد مالين القهاوي معندهم علاش يحشمو عنهم الفلوس اطامعين فالدعم هذا هو الطمع والجشع بعينيه لضايع هما الخدامة ديال القهاوي اما مالين القهاوي سيرو اتقوا الله.

2020/06/08 - 10:06
11

اجل و هي افضل الاماكن لاضاعة الوقت في الثرثرة الفارغة و اهمال تربية الابناء و رعاية الاسر و البحلقة في الشاشات لساعات و نشر العدوى بين الناس٠٠الجلوس في المقهى لا يتجاوز ربع ساعة لدى المجتمعات المتحضرة لكن عندنا هناك من يجب ان تستصدر له شواهد السكنى بعنوان المقهى

2020/06/08 - 11:06
12

أحمد

أضحوكة فواتير الماء والكهرباء

المقاهي مقفلة وأنتم تتحدثون عن فواتير الماء والكهرباء صراحة أنا لم افهم المغزى من هذا الكذب والافتراء ... والحقيقة التي اعرفها هي أنكم تحتلون الأرصفة والشوارع على طول السنة وتجنون أرباح طائلة وإذا كنتم تنتظرون نهب الأموال التي تبرع بها المحسنين لصالح الضعفاء فمن الأحسن أن تغلقوا إلى الأبد

2020/06/08 - 12:06
13

محمد

فاتورة موحدة

يجب تعميم مدكرة على جميع المقاهي ادا اردت فتح المقهى يجب أن يطبق سعر القهوة 6الى7 دراهم فقط اما ان تشرب القهوة ب 25 و23 درهم وأكثر هده سرقة وهده المقاهي موجودة في الرباط حشومة كم سيكلف كأس قهوة 50كرام قهوة عملية حسابية2 دراهم حتى1.5o الكيلو بين 50 و90درهم وتبعها لي ب 25 و 15 وما فوق هده تسمى ريبا اتقو الله وتكون الاثمنة مقننة اقسم لكم بالله العضيم شربتها لي فرنسا باريس في شهر يناير ب 1 أورو انا وولدي اديت 2أورو شكون الي تيتخلص اكثر حنا ولا هما اما التقنين في الاتمنة واما خليها تيبس ما شارب قهوة من اليوم نعملها في داري ونديها في ترموس صغير معياوها أنا هاني

2020/06/08 - 12:30
14

سعد الصغير

انانيون

لقد ارغمنا صاحب مقهى على السير في طريق السيارات معرضين حياتنا للخطر بعد ان ملا الرصيف بالكراسي وضع الاغراس بجانبها ظلما وعدوانا ليجبرنا على السير داخل طريق السيارات.. حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء العدوانيين الانانيين المعتدين

2020/06/08 - 01:06
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات