الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

كواليس آخر حصة تدريبية للرجاء قبل مواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية

المعارض الجزائري وليد كبير يفضح نظام الكابرانات ويكشف أدلة تورطه في اختطاف عشرات الأسر بمخيمات تندوف

الحقوقي مصطفى الراجي يكشف آخر التطورات في قضية المدون الذي دعا إلى "بيع" وجدة للجزائر

من المسؤول الحقيقي عن كارثة "لالة ميمونة" ؟

من المسؤول الحقيقي عن كارثة "لالة ميمونة" ؟

أخبارنا المغربية

بقلم : إسماعيل الحلوتي

في الوقت الذي كان فيه المغاربة يتطلعون إلى حلول ساعة الخلاص، والتحرر من قيود الحجر الصحي والخروج من حالة الطوارئ الصحية المفروضين عليهم منذ حوالي ثلاثة شهور، جراء تفشي جائحة "كوفيد -19"، لاسيما بعد أن بدأ عداد حالات الإصابات والوفيات يسجل تراجعا كبيرا ببعض جهات البلاد واختفاءها في أخرى، فإذا بهم يفاجأون يوم الجمعة 19 يونيو 2020 بتفجر بؤرة وبائية للعدوى بفيروس كورونا المستجد في وحدات صناعية خاصة بتعليب الفواكه الحمراء بدائرة لالة ميمونة، في منطقة بوسلهام الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم القنيطرة، مخلفة بذلك حصيلة أولية تقارب حوالي 500 إصابة، مما بعثر أوراق الكثيرين وأربك حساباتهم وفجر بركانا من الغضب في صدورهم.

إذ بمجرد الإعلان عن هذه الحصيلة الثقيلة غير المسبوقة داخل ضيعة مملوكة لمستثمرين أجانب، والتي لم يكن أكبر المتشائمين يتوقع حدوثها في هذا الظرف العصيب وفي ظل ما اتخذ من إجراءات، حتى تعالت أصوات التنديد والاستنكار من كل الجهات، مطالبة بالكشف عن دواعي هذه الكارثة التي هزت أركان البلاد وتحديد المسؤوليات. مما جعل صداها المدوي يصل إلى قبة البرلمان، حيث هناك من النواب من طالب بتحميل المسؤولية المدنية عن ظهور بؤرة بمثل هذا الحجم في وحدات إنتاجية للفراولة إلى أرباب العمل، لعدم احترامهم معايير حفظ الصحة والسلامة داخل وحدات الإنتاج، وإلزامهم بالتعويض عما ترتب من أضرار بسبب تهاونهم في اتخاذ ما يلزم من تدابير احترازية، لحماية العاملات والعاملين ومخالطيهم من الإصابة بعدوى الوباء الفتاك. فيما طالب آخرون باستدعاء وزراء الشغل والصحة والصناعة والفلاحة ومساءلتهم.

صحيح أن السلطات المغربية عملت مشكورة منذ ظهور أول إصابة بعدوى الفيروس ببلادنا في مطلع شهر مارس 2020 على اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية الوقائية والاستباقية، وعادت ثانية للتفاعل مع هذه البؤرة الفلاحية الخطيرة، من خلال تدخل القوات المسلحة الملكية التي بادرت إلى إنشاء مستشفى ميداني بالقاعدة العسكرية بسيدي سليمان، قصد استقبال الحالات المؤكدة والمحتملة من المخالطين، والتي لا يقل عددها عن حوالي ألف حالة حسب التقديرات الأولية. وأن وزارة الداخلية قررت بدورها في نفس يوم الواقعة الرفع من درجات الحزم والجدية، عبر تشديد القيود الاحترازية والتدابير الوقائية ببعض الجماعات بكل من أقاليم: العرائش، وزان والقنيطرة، والتعجيل بسد المنافذ المؤدية إليها وتطويق الساكنة، وعدم السماح لأي كان من مغادرة مقر سكناه إلا عند الضرورة القصوى، من أجل اتخاذ الاحتياطات الوقائية الكافية والحيلولة دون تفشي الوباء والحد من آثاره السلبية...

بيد أنه ومع مباركة كل الجهود المبذولة من قبل السلطات والمواطنين، تظل جهودا غير كافية ما لم تقم الجهات المعنية بفتح تحقيق عاجل حول الأسباب الحقيقية الكامنة خلف ظهور بؤرة لالة ميمونة، ومحاسبة كل من ثبت تورطه في هذه الكارثة ذات الكلفة الباهضة، من حيث إجراء التحاليل المخبرية وعلاج كل هذه الحالات التي كان يمكن تفاديها، خاصة أنه تم قبل السماح لعدد من الوحدات الصناعية والمهنية باستئناف أشغالها، التحذير من مغبة التراخي والاستهتار بالمسؤوليات، والحرص الشديد على توفير شروط الصحة والسلامة المهنية، عوض الاكتفاء فقط بإصدار البلاغات و"البروتوكولات" الصحية اللازمة، دون أن تواكب ذلك مراقبة صارمة في وسائل نقل الشغيلة وأماكن العمل.

ذلك أن الملك محمد السادس لم يأمر بإحداث صندوق كورونا إلا لتدبير ومواجهة تداعياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وليس لتصحيح أخطاء المتهورين ومنعدمي الضمائر، سيما أن الأخبار الواردة من عين المكان والمتداولة على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، تشير إلى أنه تم

التغاضي عن اكتشاف أولى الحالات بالإصابة قبل أسابيع من انفجار البؤرة، سعيا من "الباطرونا" إلى عدم اختلال وتيرة سلسلة الإنتاج وجمع فاكهة الفراولة وفرزها قبل تصديرها إلى خارج الحدود المغربية، خدمة لمصالح المستثمرين بتلك الضيعات الفلاحية، الذين أبوا إلا أن يحرصوا على حماية منتوجهم من التلف، أكثر من حرصهم على صحة وسلامة العاملات والعاملين والمصلحة العليا للوطن، مما ساهم في حلول هذه الكارثة النفسية والمادية.

فما حدث تلك الجمعة "غير المباركة" من ارتفاع مهول في عدد الإصابات المؤكدة بجائحة كورونا، سيظل شاهدا على تبخيس حياة المستخدمات والمستخدمين وغياب إجراءات السلامة في أماكن الشغل. ويؤكد على حقيقة صارت ثابتة لدى عامة الشعب المغربي ولا يمكن لأي كان أن ينفيها، وهي أن هناك من "الإقطاعيين" وأرباب العمل من استبد بها الجشع إلى أبلغ الحدود، وبدا واضحا أن هاجسهم الأكبر ينحصر فقط في مراكمة الأرباح، غير مكترثين بصحة وسلامة العاملين لديهم في غياب المراقبة المشددة، وصار من الواجب على الجهات المسؤولة التدخل العاجل من أجل معاقبة جميع المتورطين، وردع كل من تسول له نفسه التمادي في تعريض حياة المواطنات والمواطنين للخطر.


عدد التعليقات (13 تعليق)

1

كل الجمعات مباركات والحمد لله

2020/06/21 - 06:41
2

كاره

كيف ما قال ال عو ثماني راكو كتهولو..

2020/06/21 - 06:47
3

الصح

محاسبة صاحب المصنع

إن اللامبالاة والتقصير في العمل او المسؤولية يتطلب من السلطات فتح تحقيق في النازلة وتطبيق القانون بحدافره لأن الأمر يتعلق بوباء يهدد أمن وسلامة المواطنين فالعدد المخيف للمصابين يعني عدم الاكتراث بصحة وسلامة العمال والعاملات وبالتالي ضرب عرض الحائط مجهودات الدولة بما فيها السلطات المحلية والوزارة الوصية وبالتالي يجب محاسبة المسؤول عن المصنع حتى لو كان وزيرا أو مسؤولا في الحكومة.فصاحب الجلالة أعطى تعليماته السامية من أجل القضاء على الوباء وخصص له مبالغ مهمة وجميع أنواع اللوجستيك مما مكن المغرب من أن يحتل مكانة والحمد لله من بين الدول التي طوقت الوباء على صعيد المملكة السعيدة .إلا أن بعض المستهترين بالمجهودات الملكية والسلطات وجب تقديمهم للمحاكمة والمحاسبة لأنهم تسببوا في خلق بؤر للوباء نحن في عنى عنه .

2020/06/21 - 07:08
4

مواطن

تصورو هذي غير لالة ميمونة قرية صغيرة جدا لكن المحيط ديالها كبير بزاف . زوج دالوحدات صناعية دارو فيها كارثة كبيرة . لوكان الدولة مدارتش الحجر الصحي وخلات الناس خدامين لشحال كنا غدين نوصلو ديال الحالات . الدولة قايمة بشغلها ولكن المتهورين وقلالين الوطنية والشناقة مكيهمهمش الا مصلحتهم . التزموا أيها المواطنون بالحجر الصحي الأمر رآه جدي ومشي اللعب هذا .

2020/06/21 - 07:20
5

توفيق

تعليق

هذا أمر يسير المسؤول هم أعضاء اللجنة المكلفة بمراقبة المنشآت الصناعية ومدى توفرها على الاجراءات الوقائية لتفادي إصابة العمال بكوفيد 19 أو أرباب المنشأة.

2020/06/21 - 07:38
6

عباس فريد

الفوضى

السبب هو ضروف السيبة والفوضى وانهيار هيبة الدولة واختفاء دورها امام لوبي التحكم واهل النفوذ وتغول السلطة فقط على المواطن العادي اما رموز الفساد السياسي والمالي فهم من يتحكم في رموز الفساد السلطوي البلد عبارة عّن وكالة بدون بواب او مركب في محيط تتقادفه الامواج بدون قاءد الدفه لان هناك فراغ مهول في اعلى السلطة لفرض دور الضبط والانضباط وكل واحد يلغي بلغاه

2020/06/21 - 08:05
7

عباس فريد

الفوضى

السبب هو ضروف السيبة والفوضى وانهيار هيبة الدولة واختفاء دورها امام لوبي التحكم واهل النفوذ وتغول السلطة فقط على المواطن العادي اما رموز الفساد السياسي والمالي فهم من يتحكم في رموز الفساد السلطوي البلد عبارة عّن وكالة بدون بواب او مركب في محيط تتقادفه الامواج بدون قاءد الدفه لان هناك فراغ مهول في اعلى السلطة لفرض دور الضبط والانضباط وكل واحد يلغي بلغاه

2020/06/21 - 08:07
8

رشيد

المحاسبة اولا واخيرا

نطالب بفتح تحقيق عميق مع رب العمل وكذا جميع المسؤولين المكلفين بتطبيق التدابير الاحترازية كل حسب حدود مسؤوليته في هذه الكارثة مع ترتيب الجزاءات وتحميلهم تبعات هذه الكارثة لكي يكونوا عبرة لباقي المسؤولين الاخرين في ربوع الوطن انتهى الكلام.

2020/06/21 - 08:08
9

متتبع

بالزربة

من الاخر...العثماني و رباعته و السبنيولي..

2020/06/21 - 08:46
10

عبد الإلاه

صحح كلامك

كل أيام الله مباركه والجمعة العيد الأسبوعي للمسلمين وهو يوم مبارك ولا علاقة باليوم بتهور البعض ولا بغباء كاتب المقال الذي وصف اليوم بما لا يليق .

2020/06/21 - 09:24
11

القصراوي

الأعذار الواهية

قبل تفجر بؤرة للا ميمونة بهذا الشكل المخيف والذي يعد بمئات الحالات في الأيام الأخيرة،كانت نفس البؤرة وقيل حوالي أسبوعين قد سجلت عشرات الحالات خاصة لعاملات من القصرالكبير ومحيطها.وهنا يطرح السؤال الكبير والعريض.أين كانت سلطات وزارة الداخلية ووزارة الصحة طوال هءه المدة؟ ولماذا لم تتخذ التدابير في حينها؟ .لنكن صرحاء:فمعظم خطر الإصابة بالوباء أصبح مصدره الوحدات الإنتاجية الصناعية والتي أصبح واضحا أن إجراءات المسؤولين معها يشوبه الكثير من التقصير وأحيانا التواطؤ.فهل من تدابير فعالة وناجعة قبل فوات الأوان!!!؟

2020/06/21 - 09:52
12

بوشيخي

رد

كل الجمعات مباركات ان شاء الله ولعل هاته الجمعة المباركة التي وقع فيها ما وقع خير البلاد و العباد ومن يدري. فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم..

2020/06/21 - 12:26
13

عبد الإلاه

صحح كلامك

كل أيام الله مباركه والجمعة العيد الأسبوعي للمسلمين وهو يوم مبارك ولا علاقة باليوم بتهور البعض ولا بغباء كاتب المقال الذي وصف اليوم بما لا يليق .

2020/06/21 - 04:20
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات