دغوغي عمر
التكافل الاجتماعي في الإسلامي هو التزام البعض بالبعض الآخر ، وهذا لا يقتصر في الإسلام على مجرد التعاطف المعنوي من شعور مفعم بالمحبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بل يشتمل أيضاً التعاطف المادي بالتزام كل فرد قادر بعون أخيه المحتاج ، ويتمثل فيما يسميه رجال الفقه الإسلامي بحق القرابة وحق الماعون ، والتزام الضيفة والإنفاق في سبيل الله ، والأخذ بالتكافل الاجتماعي في الإسلام هو من قبيل تطبيق النص بقول الله تعالى : {{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٠﴾ }} سورة الحجرات ، وقول الله تعالى : {{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ (219) }} سورة البقرة ، والعفو هنا يعني كل ما زاد عن الحاجة ، وقول نبينا محمد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً )) ، فالإسلام يسعى سعياً حثيثاً ويدعو إلى التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع ، وهم بدورهم ينسلون من أربعة منافذ رئيسة في المجتمع ، فمنهم من يفيض دخله عن حاجته ، ومنهم من يغطي دخله حاجاته ولا يزيد ، ومنهم من لا يكفي دخله لتغطية حاجاته ، ومنهم من يكون عاجزاً تماماً عن العمل فلا دخل لديه لتغطية حاجاته ، وبديهي أن الإسلام كفيل بوضع الحلول المناسبة لمعضلة الفقر ، وذلك بأسلوب أخلاقي واقعي يطرق أبواب الضمير لدى كل مسلم ومؤمن حتى وان كانت موصدة ، وفي هذا يقول نبينا محمد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) ، وان الإسلام وضّح كيف إن على العبد المؤمن المؤتمن على مال الله تعالى الطريقة الأخلاقية ، التي ينفق فيها المال دونما استعلاء ولا منـّة أو تخديش للكرامة وإلا انتفى الثواب المقرر على ذلك بالآتي :
1 قال الله تعالى : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ (264) }} سورة البقرة .
2 قال الله تعالى : {{ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) }} سورة البقرة .
3 قال الله تعالى : لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) }} سورة البقرة .
4 قال الله تعالى : إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18 ( }} سورة الحديد .
5 قال الله تعالى : وأنْفِقُوا مِنْ ما رزقْناكُمْ مِنْ قبْلِ أنْ يأْتِي أحدكُمُ الْموْتُ فيقول ربِّ لوْلا أخّرْتنِي إِلى أجلٍ قرِيبٍ فأصّدّق وأكُنْ مِن الصّالِحِين (10) ولنْ يُؤخِّر اللّهُ نفْسا إِذا جاء أجلُها واللّهُ خبِيرٌ بِما تعْملُون (11) } سورة المنافقون .
6 - قال الله تعالى : {{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٦٠﴾ }} سورة التوبة.