دويتشه فيله
بنهاية العام الجاري، قد يصل حجم الأرباح التي تحققها مواقع تنشر أخبار زائفة ونظريات مؤامرة لأكثر من 25 مليون دولار أمريكي.
فوفقا لمؤشر التضليل العالمي Global Disinformation Index (GDI)، والذي يقوم بتقييم الإصدارات الإخبارية على أساس مدى صحتها، تُحقق المواقع التي تقوم بنشر معلومات غير صحيحة بالضرورة متعلقة بفيروس كوفيد 19 أرباحاً ضخمة من خلال ما يصلها من إعلانات.
وبتحليل 480 موقع يتم الإعلان عبره ويحمل ”بشكل مكثف“ معلومات زائفة ونظريات مؤامرة متعلقة بفيروس كورونا، تتحمل شركات كبرى، مثل غوغل وأمازون، مسؤولية 95 بالمئة من عائد الإعلانات الذي تحققه المواقع ذات المعلومات الزائفة.
ولا يقتصر الأمر على هذه الشركات التي تعتبر من أكبر مؤسسات التكنولوجيا في العالم، إذ تقوم شركات عالمية أخرى مثل بلومبرغ ولوريال ومايكروسوفت بالإعلان عبر مواقع الأخبار الزائفة.
مطالبة الشركات بتحمل المسؤولية
وطالب مدير البرامج بمؤشر التضليل العالمي كريغ فاغان، في تصريح لـ DW، الشركات الكبرى، بتحمل المسؤولية قائلا: ”كل دولار يذهب للإعلانات على مواقع مضللة حول كوفيد-19 يعني دولاراً لا يذهب لتمويل مواقع إخبارية موثوقة“.
غوغل
ويشير كريغ إلى أن غوغل وأمازون وشركات التكنولوجيا الأخرى لديها الاختيار بشأن أي موقع تضع الإعلانات عليه، مؤكدا على أن "حرية التعبير لا تعني الحرية لكسب دولار عبر التضليل“، على حد تعبيره.
وطالب كريغ بتفعيل هذه الشركات لقوائم سوداء بالمواقع التي لا تتناسب مع ما تحمله الشركات من مسؤولية، موضحا أن القيام بهذا لا يعتبر "رقابة" حيث أن لكل شركة حق اتخاذ القرارات بشأن ما تقوم بتمويله.
عواقب نشر المعلومات المغلوطة
وينبه كريغ في حديثه مع DW لآثار القصص الإخبارية الزائفة ونظريات المؤامرة على استجابات الناس لجائحة كورونا، إذ تتضمن هذه المواد "تقويضًا" لمعايير الحظر الذي فرضته الحكومات، كما دعمت علاجات "زائفة وخطيرة“.
وتحدث كريغ أيضا عن الدور الذي لعبته الأخبار ”الزائفة“ في انتشار "نظريات مؤامرة" حول مخاطر شبكة 5G الجديدة للهواتف النقالة واعتبار فيروس كورونا نتيجة لهذه التكنولوجيا.
وكانت بعض المواقع الإخبارية قد تناقلت بالفعل أخبار ومقاطع فيديو تربط بين انتشار فيروس كورونا وشبكات الجيل الخامس للهواتف النقالة دون التحقق من مدى صدق الأمر.
ونبه كريغ لخطورة أخبار زائفة أخرى بشأن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حيث صدق البعض معلومات عن "لقاحات مميتة" بما دفعهم نحو "تعليق جهودهم"، على حد وصف كريغ، لانتقاد محاولات تطوير لقاح للفيروس.