المعارض الجزائري أنور مالك يكشف بالرباط أدلة تورط الجزائر والبوليساريو في جرائم ضد المحتجزين بتندوف

برادة: مدارس الريادة حققت نتائج مهمة جدا وبشهادة الجميع

الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

كواليس آخر حصة تدريبية للرجاء قبل مواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية

انفجار بيروت.. فوضى خلاقة تخدم صفقة القرن بمبادرة فرنسية

انفجار بيروت.. فوضى خلاقة تخدم صفقة القرن بمبادرة فرنسية

أوعقى حميد

بخصوص زيارة ماكرون الماكر للبنان، لا بأس أن نذكر بمخزون أهم عملة حاليا وهي الذهب في كلا البلدين، وفي العالم أيضا.

 

في تصنيف مجلس الذهب العالمي لسنة 2020، جاءت فرنسا في المرتبة الرابعة عالميا، بما يزيد عن 2430 طن من احتياطي الذهب، أما لبنان الجريحة، فما يجعلها تمتص الصدمات هو احتياطها من الذهب، حيث تتوفر على أزيد من 280 طن وتأتي في المرتبة الثانية عربيا بعد السعودية.

 

إذن فزيارة ماكرون المفاجئة للبنان عقب الانفجار، تحمل دلالات اقتصادية وليست تضامنية أو إحسانية كما يراها الكثيرون، فمعروف أن لبنان هي تلك المستعمرة الفرنسية التي تزودها فرنسا بخردة الأسلحة لمواجهة الكيان، ولتحقيق توازن بين الفصائل الممولة خارجيا كحزب الله.

 

وخلال لقاء ماكرون الصحفي، دعى الدول لمساعدة لبنان للنهوض مجددا، والمساعدة في عرف الرأسمالية هي تقديم القروض بفوائد مغرية لإعمار بيروت التاريخية، ملتقى الحضارات ومحطة من محطات التجارة العالمية في أحد أكبر موانئ المنطقة.

 

ولن يغادر ماكرون، حتى يلتقي بصديقه الهارب من اليابان كارلوس غصن، وأحد مواطنيه الذي يعتبر أهم مسير أعمال خلال السنوات الماضية، كارلوس هذا يعلم جيدا طموح ماكرون الخبير الاقتصادي والمالي، ولن يتوانى في إغراءه لإقناع السياسيين الفاشلين في لبنان.

 

لبنان التي تأوي اللاجئين السوريين والفلسطينيين، أصبح مواطنوها لاجئين في بلدهم، حيث أطلقت منظمة الإغاثة العالمية نداء للمساعدة على الإيواء، دمار اقتصادي واجتماعي وسياسي ونفسي، يريدونها غارقة أكثر لكونها في صلب صفقة القرن، يريدون تهجير الشعب بعد تجويعه وتفقيره.

 

والأهم من هذا كله، بعد تدمير مرفأ بيروت والذي سوي بالأرض، يريدون تهيئته بطريقتهم، وتصميمه حسب أهدافهم، كيف لا وهو يستقبل ثلثي واردات لبنان، مما يعني أنه المتحكم الرئيسي في مأكلهم وملبسهم.

 

ولا ننسى أن ميناء طرابلس ثاني أهم ميناء في لبنان يتوفر فقط على مخزون شهر ونصف من القمح، وإذا ربطنا نفاذ المخزون بنفاذ العملة الصعبة التي تشتري بها الدول احتياجاتها، فلن يتبقى للبنانيين إلا صرف الذهب الذي هو بيت القصيد بالنسبة لماكرون الماكر، وهذا ما

 

أكدته منظمة الفاو التي تتوقع كارثة وخصاص مهول في المواد الأساسية رغم مبادرتها وعزمها إرسال مساعدات من القمح.

 

وللإشارة، فإن البنك الأمريكي ليوم الجمعة أكد أن كبار المستثمرين توجهوا نحو تخزين الذهب والدولار، عوض التداول وشراء العقارات، وهو مؤشر خطير يحذق بالدول المتضررة اقتصاديا في ظل هذا الإغلاق العالمي.

 

إن تنظيم باريس لمؤتمر عالمي الأسبوع المقبل، واستدعاءه للقوى الكبرى للتبرع الهجين، وقبول ترامب الحضور مع زعماء العالم، نذير شؤم وحظ سيء لتسريع بنود صفقة القرن الموبوءة، أما الحضور العربي فهو لتزيين المشهد وإعطاءه بعدا عالميا.

 

 

ندائي فقط للشعب اللبناني الحر، الذي لم يوقع لا على عريضة الحمائية الجديدة، ولا مطالبا الماكر ماكرون بحكمهم، ألا يستسلموا ويكونوا واعين متيقنين بتغير المشهد العالمي الذي يريدهم خارج رقعة تقرر مصيرها، والأهم ألا يفرطوا في شبر من ترابهم، الأزمات تمر ويصبح المستحيل ممكنا، لكن الأرض لا تعود بين ليلة وضحاها، والإغراءات التي يتوصل بها القرويون بملايين الدولارات لا يجب ان تحرك فيهم شعرة شهوة، ولهم في جيرانهم وإخوانهم الفسطينيين عبرة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات