فوزي الرحماني
بعد قرار الوزارة الأخير بخصوص موضوع بداية الموسم الدراسي. السناريوهات المتاحة هي كما يلي:
1- تأجيل الدخول المدرسي: مستبعد منطقيا لاعتبارات عديدة ومن أبرزها غياب رؤية واضحة دوليا للقضاء على الوباء أولا، وأيضا حتى وإن ظهر لقاح روسيا إلا أن إمكانية وصوله لباقي دول العالم وبالأخص المغرب، يمكن أن يستغرق الأمر سنوات ، اعتمادا على ما صرحت به روسيا والتي قال مسؤولوها أنهم يمكن أن ينتجوا مليوني جرعة شهريا يعني أن اللقاح لن يكون كافيا حتى للروسيين أنفسهم.
2- اعتماد التعليم الحضوري للجميع أمر شبه مستحيل في الظروف الحالية للوباء، وذلك لاعتبارات عدة، أهمها: الاكتظاظ في فصول الدراسة بالمجال الحضري، غياب الاستعداد وغياب الامكانيات لاعتماد التعليم الحضوري، المنظومة الصحية غير مستعدة لاستقبال آلاف الحالات يوميا من بؤر مدرسية.
إلا أنه يمكن اعتماده في أغلب مؤسسات التعليم الخصوصي لأغراض اقتصادية الكل يعرفها ولأغراض أخرى، كما يمكن القول بأن هذه المؤسسات ستكون في أغلب الحالات أفضل من المؤسسات العمومية في توفير الحماية لمكوناتها.
كذلك يمكن القول أن أغلب مؤسسات التعليم العمومي بالعالم القروي ستتبنى التعليم الحضوري، وذلك لأسباب من بينها: غياب الاكتظاظ نسبيا في أغلب المؤسسات، مجال انتشار الوباء يهم المجال الحضري أكثر من نظيره القروي، كما أن أغلب الأسر بالبوادي غير مستعدة للتعليم عن بعد...
3- اعتماد التناوب بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد ربما سيكون الأفضل في الوقت الراهن، بعبارة أخرى تبني التفويج في كل الأقسام والتناوب بين فوجي القسم الواحد، على أساس أن يستفيد الفوج الأول حضوريا فيما الفوج الثاني يستفيد عن بعد ثم بعد أسبوع مثلا الفوج الأول يستفيد عن بعد فيما الفوج الثاني يستفيد حضوريا. لكن، هذه الصيغة ستكون مكلفة بالنسبة لأطر هيأة التدريس بالأخص (زيادة في المجهود المبذول، زيادة في عدد ساعات العمل، ضغط نفسي أكبر ...). أيضا لانجاح هذه الصيغة وجب على الوزارة توفير الحماية لأطرها ولكل المتعلمات والمتعلمين، كما يجب توفير المعدات اللازمة وعقد شركات مع شركات الاتصالات لتسهيل اقتناء الأجهزة الإلكترونية لجميع المتدخلين في المنظومة بأثمنة مناسبة وكذا ربط كل المؤسسات بالأنترنيت لتوفيره للمتعلم مجانا ....
4- التعليم عن بعد: لن يكون مجديا ونحن لا نعرف متى سيتم القضاء على الوباء، أو بعبارة أخرى لا نعرف متى سيرفع الله عنا هذا الوباء، من جهة، ومن جهة أخرى التعليم عن بعد لا يمكن له أن يعوض التعليم الحضوري مهما كانت ظروف الإشتغال ومهما توفرت الامكانيات.