أخبارنا المغربية
تعد الاعتداءات الجنسية من بين أخطر أنواع سوء المعاملة التي يتعرض لها الأطفال عامة والأطفال والفتيان والفتيات المعاقون ذهنيا بشكل خاص، حيث أنه يؤثر بشكل كبير على حياتهم النفسية والاجتماعية.
فكيف يمكننا أن نحمي الأشخاص الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم من العنف الجنسي؟ وزارة شؤون الأسرة الألمانية أجرت دراسة قام المشرفون عليها بمقابلة أكثر من ألف وخمسمئة امرأة من مختلف الإعاقات الجسدية والذهنية بين عامي 2009 و2011، والنتيجة كانت كالتالي:
الفتيات والنساء ذوات الإعاقة عرضة على الأقل من مرتين إلى ثلاث مرات أكثر للعنف الجنسي مقارنة بالنساء الأخريات في المتوسط٬ حسبما جاء في موقع "شبيغل أونلاين".
وذكر الباحثون أن عدد الحالات غير المبلغ عنها مرتفع٬ حيث لا يمكن في الغالب التواصل مع المعرضات للعنف الجنسي بشكل خاص، بسبب إعاقتهن الذهنية الشديدة.
وفي حديث مع المصدر ذاته٬ قالت أم تعرضت ابنتاها التوأم لعنف جنسي إن الفتاتين تخجلان فقط من الغرباء. وأضافت: "ابنتي إلين على وجه الخصوص طفلة محبوبة٬ وإذا كانت تعرف شخصا ما جيدا وتحبه فإنها تحب أن تعانقه. لكن بسبب إعاقتها فهي ليست قادرة على تقييم هذا القرب كيفما كان". الأمر الذي جعلها ضحية اعتداء جنسي قام به سائق حافلة نقل الأطفال، الذي استغل براءة الفتاتين وطيبوبتهما.
وهناك أسباب مختلفة تجعل الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية معرضين بشكل خاص للخطر وخصوصا العنف الجنسي. موقع مفوض وزارة شؤون الأسرة الألمانية لقضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال ذكر النقاط كما يلي:
- غالبا ما يحتاج الفتيان والفتيات من ذوي الإعاقة إلى المساعدة والرعاية. يمكن أن يؤدي هذا إلى مواقف يستغلها الجناة.
- بما أن التجارب اليومية لهؤلاء الفتيان والفتيات ذوي الإعاقة تجعل آخرين يعتنون بهم وينظفونهم٬ فهذا يجعلهم لا يستطيعون تطوير شعور جسدي متوازن أو بالأحرى لا يعرفون أن "جسدي ملك لي".
- يتلقى العديد من الفتيان والفتيات ذوي الإعاقة معرفة غير كافية عن أجسادهم من آبائهم ومساعديهم الشيء الذي يستغله بعض الجناة.
- شوق الفتيات والفتيان ذوي الإعاقة إلى الحنان يجعلهم معرضين بشدة للاعتداء الجنسي.
- ينطلق الجناة من حقيقة أن الأطفال والفتيان والفتيات ذوي الإعاقات الذهنية لا يستطيعون على وجه الخصوص التعبير عن أنفسهم بوضوح كاف أو أن مصداقيتهم أكثر عرضة للتشكيك.
- بالإضافة إلى ذلك يستغل الجناة الحكم المسبق بأن لا أحد "سيهاجم" هؤلاء الفتيان والفتيات لأنهم ليسوا مُثُل الجمال المعتادة وبالتالي فهم أقل جاذبية.
وينصح الأخصائيون بالاهتمام بالتربية الجنسية والحياة العاطفية للأطفال والفتيان والفتيات المعاقين ذهنيا والتي تعد من بين الأساليب الوقائية التي تحمي هؤلاء الأشخاص من الاعتداءات الجنسية.