موكوينا: لم أجد التشكيلة المثالية ولا أمانع أن يكون مساعدي مغربي

الوينرز تلهب المدرجات في مواجهة الفتح الرباطي

موكينا يرتدي شعار الوداد خلال حضوره بملعب البشير قبل مواجهة الفتح

جماهير بركان تخلق الحماس بالمدرجات في مباراة المغرب التطواني

الجماهير التطوانية تخلق أجواء جميلة بملعب بركان

فرحة المكتب المسير للنادي المكناسي بعد تحقيق التعادل أمام الرجاء

هذا ما قاله مدرب النادي المكناسي بعد التعادل أمام الرجاء الرياضي

كراكاج أسود وأخضر لجماهير الرجاء في مواجهة النادي المكناسي

سلطة كرة القدم

سلطة كرة القدم

هشام النخلي

 

أصبحت كرة القدم لغة عالمية في جميع أنحاء المعمور ،و بسطت شهرتها على العديد من الدول الحديثة ،و سحرت ألباب الشباب و الشيوخ على السواء،و هدمت الهوة الطبقية  بين الأغنياء و الفقراء، موحدة الشعور القومي و الوطني،و تحولت اليوم إلى إخطبوط  عملاق امتدت أذرعه إلى عالم المال و السياسة و الاقتصاد ووسائل الإعلام ،تديرها في القمة حكومة كروية عليا تعرف باسم الفيفا. 
   ارتفعت حدة الهوس الجماهيري بلعبة كرة القدم مع تزايد القنوات المتخصصة المحتكرة لبث كل الألعاب الرياضية ،و وأخذت هاته اللعبة حصة الأسد فيها، باسطة رياديتها على جميع الرياضات. 
   فبإمكانك اليوم -أيها المتفرج- الارتماء على أريكتك الوثيرة في منزلك،و الجلوس أمام شاشة إل سي دي  العالية الصفاء،و دس بطاقة التشفير الممغنطة في (( الرسيفر))،أو إذا كنت في مكتبك أو في ورش عمل ، أو في حافلة سفر، أو حتى في  الحمام، فسيكفيك فقط أ ن تفتح هاتفك النقال المبرمج ،و كل مباريات العالم ستجرى  بين يديك و رهن أصابعك، ليمر أمامك كل لاعبي العالم المرموقين،فتعجب ببطولاتهم  و مراوغاتهم ، فتهتف في حماس جنوني و بأعلى صوتك عندما تمر الكرة بجانب أعمدة المرمى الثلاثة ،أو عندما يسجل هدف رائع، يتولد لديك شعور بالنشوة و الحبور لا يوصف،و تحس بدماء الانتماء الوطني تسري في عرقك،خصوصا عندما يتأهل منتخب بلادك،و تخرج إلى الشارع و أنت تلوح بالأعلام الوطنية، و تهتف وسط المحتفلين... 
   وينتابك شعور أكثر حدة عندما يرفع لاعبك- معبود الجماهير الرياضية و صاحب اللياقة البدنية و المهارة الاستثنائية- الكأس الذهبية عاليا،تماما مثل مجالد روماني  انتصر على خصومه ، رمى سيفه الملطخ بالدماء،و رفع يديه و زأر مثل أسد نحو الجماهيرالتي تهتف بإسمه ،وتقف له إجلالا واحتراما أكثر من تعظيم القيصر، تحييه مثل إله سيرك روما. 
    اليوم،أصبح جل محبي كرة القدم في العالم يكادون يعبدون اللاعب النابغة الموهوب ،ولنضرب مثلا للاعب متميزمن حجم  ليونيل ميسي ـ الذي تنبأت به الرسوم الكارتونية: كابتن ماجد- المتربع حاليا على عرش الكرة العالمية،والذي له دور محوري في تسنم  البارصا للقمة الكروية للأندية العالمية،من خلال لمساته الفنية ومراوغاته العجيبة و تمويهاته الجسدية،و طرقه الذكية في احراز الأهداف، تجعل الكل مشدوها أمام فرجة و متعة كروية نادرة ،بفضله  بلغت إيرادات برشلونة في عام واحد عدة ملايين من الأورو. تألق هذا اللاعب الأرجنتيني  بعدما أفل نجم الجوهرة  السوداء بيلي،و بطل سحر قدمي دييغو مارادونا،و و خبا نجم رونالدو،واحترقت ورقة حظ رونالدينهو، وغيرهما من المحترفين الكبار، الذين تركوا بصماتهم في الميادين و الذاكرة الرياضية. 
  لا يجب إغفال دور المدربين الذين أصبحوا كالجنرالات ن يرسمون الخطط ((لجنودهم)) اللاعبين ، لقصف شباك الخصم بالكرات ، لتحقيق المهمة: استقرارها في المرمى.يتحرك اللاعبون فوق البساط الأخضر الممتد، كـأنهم يعزفون موسيقى الأرجل و الرؤوس،يمررون الكرة بأقدام راقصة،.تعانق رجل  اللاعب الكرة كما يعانق روميو محبوبته جولييت،يغنجها و يحتضنها،و يقذفها بخفة أو بكعب مفاجئ تقلب كل موازين المباراة ، لم يحسب لها المدافعون أي حساب، فتستقر في الشباك،بينما الحارس يتعجب مرورها، فيرفعها الهداف بكلتا يديه،  و يطبع على جلدها قبلة، فيطير كالبلبل فرحا. فتعم حمى الفوز في مدرجات الملعب،و يصدح النشء بالأناشيد الحماسية،التي تمجد التسلق نحو قمم التتويج و الشهرة. 
  و قد تتحول حمى الهتافات التشجيعية إلى غليان إذا ما حصل اللاعبون على إنذارات صفراء أو بطاقات حمراء بدون مبرر معقول من طرف حكم المباراة، ففي حالة خسارة فريقهم المفضل،يهنئون الفريق الفائز بروح رياضية، وبالمقابل يصبون جام غضبهم على الحكم بعد تصفيره ، معلنا نهاية التسعين دقيقة،فيلتف حوله رجال الأمن لتامين سلامته البدنية.
 
   أصبحت كرة اليوم مرتبطة بقانون العرض و الطلب ،و بصفقات بيع اللاعبين مقابل أموال خيالية،وأصبح للقطاع الخاص و خصوصا الشركات العملاقة المتعددة الجنسية دور المتحكم في البنية الأساسية والترفيهية لهاته الرياضة، نحو توجيه التشجيع على الاستهلاك من خلال وسائل الإشهار و الإعلان ،و قنوات التشفير الحصرية المؤدى عنها ،لأن عهد القنوات المجانية قد ولى للاستيلاء على عقول المشاهدين الافتراضيين،و تحقيق الهدف النهائي، و بالتالي الوصول إلى حافظات نقودهم. 
    كما لا يجب إغفال دور كرة القدم من الجانب الإجتماعي و الإنساني، خلال الوقوف دقيقة صمت تكريما لروح فقيد ينتمي إلى الأسرة الرياضية،أو من مشجعي الفريق،أو من خلال  مساهمة بعض اللاعبين و الأندية في أنشطة البر و الإحسان. 
   و في الدول التي انحطت الرياضة بها،تحولت   كرة القدم إلى ما يشبه البكاء على أطلال الميادين الرياضية، حيث غاب اللاعب الكفء و المدرب الجيد،و خفتت روح الإبداع و الابتكار و الخلق،وتسربت من الكواليس روائح فضائح و فساد، أزكمت أنوف الجماهير الرياضية، التي أصبحت  تحن لأمجاد وطنية مضت... 
   عندما يلعب فريق برشلونة أو الريال المدريد، تمتلئ كل المقاهي ، بأناس أغلبهم يرغبون في اصطناع فرحة مزيفة –بعيدا عن مشاكلهم-من خلال الهتاف وراء الشاشة ،و تداول ثقافة كرة القدم في حوارات يمتزج فيها  الترفيه برشفة شاي لاهب، أو فنجان قهوة مر...
 
      فعلا، لقد تحولت كرة القدم إلى أفيون للشعوب، ونجحت   في استيطان  نخاع البشر، و احتلال أعصابهم، و لقد أضحت سلطاتها تتعاظم و تتشابك  ،يوما بعد يوم...                   


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات