دويتشه فيله
كشفت نتائج دراسة علمية قام بها فرع بحوث التمثيل الغذائي لدى معهد "ماكس بلانك" الألماني بكولونيا أن الوجبات الغنية بالدهون والسكر لها تأثير سلبي على الدماغ. ويظهر ذلك التأثير بعد مرور ثلاثة أيام فقط على تناولها. وحسب الدراسة فإن الدماغ يدافع عن نفسه بعد أكل تلك الوجبات ويتفاعل معها بنفس الطريقة التي يتفاعل بها مع البكتيريات التي يتعرض لها الجسم.
وتوصل الباحثون إلى تلك النتيجة بعد قيامهم بتجربة قاموا خلالها بتقديم وجبات سريعة نموذجية ذات نسبة عالية من الدهون والسكر وقليلة الألياف للفئران لمدة شهر، وفقًا لمقال نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار.
مختارات
"صوموا تصحوا".. الامتناع عن الطعام يقوي المناعة !
ربطت دراسة أمريكية بين الصوم ومكافحة الجسم لأعراض مرض المناعة الذاتية. إذ تشير الدراسة إلى أن الصوم أو تقليل السعرات الحرارية ضمن برنامج معين يسمح بتجديد الخلايا ويمد الجسم بالعديد من الفوائد.
ولاحظ الباحثون ظهور تفاعلات التهابية شديدة كالتي تحدث بسبب العدوى البكتيرية. وبسبب تلك الوجبات تم إنتاج عدد كبير من الخلايا المناعية والتي عززت من نسبة الإصابة بمرض السكري وتكلس الأوعية الدموية. وفي نهاية التجربة أصيبت الفئران بتكلسات في القلب وماتت في غضون شهرين حسب موقع "بونته" الألماني.
ورغم وجود فرق كبير بين الفئران والبشر في التركيبة الجسدية والدماغية إلا أن نتائج الدراسات حول البشر كشفت أن مستهلكي الوجبات السريعة يموتون في المتوسط بعد 50 إلى 60 عامًا بسبب نظامهم الغذائي غير الصحي.
وأظهرت نتائج التجارب التي قام بها الباحثون أن جهاز المناعة يتغير باستمرار عندما يتناول المرء وجبات سريعة كالبيزا والهامبرغر أو البطاطس المقلية الخ. حتى عندما يقوم الشخص بتغيير نظامه الغذائي فإن جسمه يطلق المزيد من الناقلات العصبية الالتهابية عندما يستهلك مرة أخرى الأطعمة الدهنية أو التي تحتوي على نسب كثيرة من السكر. ويبقى الجسم في حالة تأهب متواصلة ويتفاعل فورا مع أي "هجوم" آخر من الوجبات غير الصحية.
فحتى عندما نتناول وجبات غير صحية لفترة قصيرة فإننا نعرض جسمنا للخطر. ولا يعرف الباحثون كم من الوقت يحتاجه جسم الإنسان حتى يتخلص من "حالة التأهب" تجاه الوجبات غير الصحية التي تناولها الشخص في السابق. وهذا يعني أن الأوان يمكن أن يكون قد فات فعلا أمام الأشخاص الذين كانوا يواظبون على تناول الوجبات السريعة.
وكشفت دراسة سابقة أنجزها باحثون بجامعة سيدني الأسترالية أن من بين مخاطر النظام الغذائي غير الصحي هو أنه يولد لدى الشخص الرغبة في أكل المزيد ويغيب عندهم الشعور بالشبع. وقسم باحثون 105 متطوعًا شابًا يتمتعون بصحة جيدة إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى تتناول وجبات صحية؛ بينما الثانية تتناول الوجبات السريعة المليئة بالدهون. وبينما كانت أصحاب المجموعة الأولى يضبطون أنفسهم ويأكلون بشكل منظم، ازدادت لدى المجموعة الثانية الشهية للمزيد من الوجبات غير الصحية، حسب موقع الصحيفة الألمانية "أوغسبورغر ألغماينه".
ومن بين النتائج الصادمة لمحبي الوجبات السريعة أن التغذية غير الصحية وغير المتوازنة لها عواقب أسوأ بكثير مما كنا نظن في السابق. من بين المؤشرات على ذلك، أن متوسط العمر المتوقع مثلا في الولايات المتحدة ينخفض مرة أخرى. ومن المرجح أن تموت الأجيال القادمة في وقت أبكر من آبائهم وأجدادهم. ومن بين أبرز الأسباب عامل السمنة الناتجة عن سوء التغذية.
ويطالب الخبراء المسؤولين بالقيام بإجراءات لتفادي ذلك منها برمجة حصص في المدرسة لتعليم النظام الغذائي الصحي حتى يتعلم الأطفال مقاومة الإغراءات المستمرة للوجبات السريعة.