عثمان الفاطمي
منذ تطهير المغرب لمعبر الكركرات بشكل سلمي، وموافق للقوانين الدولية والأعراف الأممية ، والبوليساريو تخوض حربا وهمية، كل معاركها وأحداثها نسجت من وحي الخيال، لتمارس بذلك دجلا وتضليلا إعلاميا ،ودعاية سوداء في إطار بروباغندا اعلامية مكشوفة الأهداف أمام العالم، تهدف إلى تزييف الوعي وقلب الحقائق، وخلق حرب وهمية، والانتشاء بانتصارات عسكرية من ضرب الوهم والخيال.
"جوزيف جوبلز" الذي كان يشغل وزير الدعاية والعقل المدبر للزعيم النازي " أدولف هتلر"، والذي كان بمثابة الأستاذ والخبير الأول في التضليل الاعلامي في العالم ،كان من أبرز مقولاته " أكذب ثم أكذب ثم أكذب............. حتى يصدقك الناس" ، فعلى على هذا النهج ذهب اعلام البوليساريو معتقدا أن الناس من كثرة وفرط أكاذيبهم سيصدقون أخبارهم الزائفة، وأقوالهم الباطلة ، وبلاغاتهم العسكرية اليومية المضللة، والتي وصلت إلى حدود اليوم إلى أكثر من 80 بلاغا عسكريا، وكأن هذه الحرب تتم في جزيرة معزولة عن العالم، حيث لاوجود لبعثة المينورسو، ولا لوسائل الاعلام، ولا لأي كائن حي!
فالألة الاعلامية للبوليساريو ، مدعومة بالإعلام الجزائري ، تريد توهيم سكان مخيمات تندوف على أن مليشيات البوليساريو تخوض حربا ، وتحقق انتصارات عسكرية في مواجهة المملكة المغربية، ولاسيما بعد الفشل الذريع للبوليساريو وعرابتها الجزائر على المستوى الدبلوماسي والسياسي في قضية الصحراء المغربية ، وهذا الأسلوب لا يخرج عن سياق توجيهات " جوزيف جوبلز" ، وذلك عندما قال " أعطني اعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي".
مسلسل الأكاذيب والأباطيل، والتضليل الاعلامي للبوليساريو ،لم ينتهي عند حد اصدار بلاغات عسكرية كاذبة ووهمية، بل تعدى ذلك مؤخرا إلى ادعاء قصف معبر الكركرات المغربي، و العجيب والمضحك في الأمر أن قيادة الجبهة نقلت الخبر عن موقع أجنبي، فالجبهة نفسها لا علم لها بالقصف، لولا نشر أحد المواقع للخبر الزائف ،والذي التقطه اعلام البوليساريو، وعمل على نشره والترويج له في إطار الدعاية الاعلامية الكاذبة والمضللة.
إن الترويج لخبر قصف معبر الكركرات المغربي مؤخرا من طرف اعلام البوليساريو حماقة كبيرة ،عارية عن الصحة، ولا يمكن أن يصدقها عاقل على وجه الأرض، فالبوليساريو مليشيات تمتلك أسلحة عتيقة محدودة المدى والتأثير، كما أن معبر الكركرات يتوفر على مقر لقوات المينورسو ترصد أي تحرك أو حدث ذو طبيعة عسكرية في المنطقة، فالمنطقة آمنة تعرف حركة طبيعية لمرور السلع والبضائع والأشخاص، كما أنها تأتي وراء حزام أمني مغربي، والذي يفصلها عن المنطقة العازلة ،والتي بدورها تبقى تحت أنظار ومراقبة القوات المسلحة الملكية المغربية، كما أن المعبر من المستحيل الاقتراب منه، من الجهة الموريتانية، نظرا لتشييد موريتانيا لمنطقة دفاع عسكري شمال البلاد ، والتي أغلقت كافة المنافذ على البوليساريو ، لكن بالرجوع لمقولات " جوزيف جوبلز" الأستاذ الأول في التضليل الاعلامي، ينكشف السر وراء هذه الكذبة الكبيرة، حيث يقول " كلما كبرت الكذبة كلما كان تصديقها أسهل"، فالبوليساريو اخترعت لنفسها كذبة كبيرة بهدف ترويجها اعلاميا قصد تخويف المستثمرين الأجانب بالمنطقة، والتشويش على مصالح المغرب ، لاسيما وأن المنطقة مقبلة على مشروع منطقة التوزيع والتجارة بالكركرات، والذي سينجز على مساحة 30 هكتار بكلفة تبلغ 6 مليارات سنتيم، كما أنها تحاول جاهدة الهاء سكان المخيمات بانتصارات وهمية من وحي الخيال والوهم.