حسناء سهر
إن التربية ليس لها مفهوم دقيق و يختلف استعمالها الشائع لدى جميع الناس ،أنهم لايدركون المعنى العلمي و القرآني لهذا المفهوم .
تختلف الفلسفات و المواقف التربوية في تحديد معنى التربية و قيل عنها أنها الجهود و الفعاليات التي تؤدي الى تشكيل الكائن الانساني و الحيواني ،يستقر مفهوم التربية في تكوين و بناء شخصية الفرد و اكتسابه جميع المعارف و المكتسبات الذي قد يحتاجها في الحياة الاولية من عمره و أن التربية في القرآن الكريم تتأطر في الادوات و التوجيهات في تأهيل الانسان و حسن تربيته من مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الاسرة و التعليم .
ان الله عزوجل في القرأن الكريم ،حث على تربية الابناء في الاية القرانية الاتية "يوصيكم الله فاولادكم " سورة البقرة الاية،وهب الله الانسان الحياة و سنة الزواج ثم نعمة الانجاب في اطار المؤسسة الزوجية ،و حفظ النسل البشري و استمرار الوجود الانساني "و
الله جعل لكم من انفسكم ازواجا و جعل لكم من ازواجكم بنين و حفدة ،ورزقكم من الطيبات " سورة النحل الاية:72 .
ان تربية الطفل في الاسلام ،تبدا باختيار الام الصالحة و اهتمت الشريعة الاسلامية بالتربية الطفل ،"ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن و فصاله في عامين أن اشكر لوالديك و الي المصير"سورة لقمان الاية 14 تتجلى هذه الاية الحكيمة في توجيه الاباء للابناء و ضرورة تربية التربية الحسنة ، في ضوء الشريعة نجد احكام على التربية منذ لحظة الاخصاب الى لحظة الولادة و حسن اختيار اسمه والاحتفال بولادته ،حتى ان الاسلام اباح افطار الام الحامل في شهر رمضان و اباح الافطار للمرضع حماية للطفل و مصلحته،و حرم الاجهاض الااذكان في ذلك خطرا على صحة الام و الجنين و قال تعالى "ولا تقتلو النفس التي حرم الله الابالحق" لانه جعل حق الحياة لكل الناس حتى لو كانو نطفة في رحم الام ،و بعد الولادة و بداية السنوات الاولى يوجه الاباء ابنائهم ان الاسلام دين توحيد و السلام و الايمان "يابني اقم الصلاة و امر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبرعلى ما اصابك ان ذلك من عزم الامور " سورة لقمان الاية 16 ،و يجب تزكية الجانب الروحي و الديني لدى الطفل من اداء الصلوات الخمس و نهي عن المنكر و الامر بالمعروف و عدم الشرك بالله ، حتى إعطاء الطفل الحق في التعليم واللعب و التأديب "أحسنو أدبهم "رواه الترمذي و نفى جميع اشكال العنف من استعمال القسوة مع الطفل و فيما يخص الارث اعطى الاسلام للطفل حق الميراث كان ذكرا او انثى "للذكر مثل حظ الانثيين "
ان الله تعالى ذكر في كتابه الكريم جزاء من احسن التربية لقوله تعالى " اللذين امنو اتبعتهم ذريتهم بالايمان الحقنا بهم ذريتهم "
و ان جزاء كل احسن التربية الجنة من نعيم المؤمنين في جنات الخلد من ذرياتهم من المؤمنين .