أخبارنا المغربية
تعاني العديد من الأمهات الجدد من "الاكتئاب النفاسي" بعد الولادة، وهو ما يتضمّن عادةً التقلبات المزاجية ونوبات البكاء التي تتلاشى سريعًا. لكن، بعض الأمهات الجدد قد تعاني من شكل أكثر حدة من الاكتئاب يستمر لمدة طويلة يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة Postpartum depression، وفي حالات نادرة، قد تُصاب الأم بعد الولادة بشكل بالغ الحدة من اكتئاب ما بعد الولادة يُعرف باسم ذهان ما بعد الولادة.
وفي مقالنا سنتناول أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وأسبابه وطرق علاجه مع بعض التوصيات الطبية للعلاج والوقاية..
* أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
بالنسبة للاكتئاب النفاسي، الذي يدوم لبضعة أيام إلى أسبوع أو اثنين فقط فقد تعاني السيدة من:
- تقلبات مزاجية.
- القلق.
- الحزن.
- الهياج.
- البكاء.
- قلة التركيز.
- اضطراب النوم.
لكن، في حالة اكتئاب ما بعد الولادة فإن الأعراض تكون أكثر شدة وتدوم لفترة أطول، مما يعيق في النهاية قدرة الأم على العناية بنفسها ورضيعها..
- فقدان الشهية.
- الأرق.
- هياجًا وغضبًا شديدًا.
- تعبًا شديدًا.
- فقدان الاهتمام بالجماع.
- الافتقار إلى البهجة في الحياة.
- الشعور بالعار، أو الذنب، أو العجز.
- تقلبات مزاجية حادة.
- صعوبة الارتباط برضيعك.
- الابتعاد عن الأسرة والأصدقاء.
- التفكير في إيذاء نفسكِ أو رضيعكِ.
وفي بعض الحالات، قد يتطور الأمر لحدوث ذهان ما بعد الولادة - وهو حالة مرضية نادرة تحدث عادةً في خلال أول أسبوعين بعد الولادة - تكون العلامات والأعراض أكثر حدة، وقد تتضمّن علامات وأعراض ذهان ما بعد الولادة ما يلي:
- الارتباك والتوهان.
- الهلوسة والأوهام.
- الارتياب.
- محاولة إيذاء نفسكِ أو رضيعكِ.
* أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
- قد يُسهم الانخفاض الحاد في الهرمونات (الإستروجين والبروجسترون) في الجسم بعد الولادة في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، أيضاً قد تنخفض الهرمونات الأخرى التي يتم إنتاجها بواسطة الغدة الدرقية انخفاضاً حاداً - مما قد يُشعركِ بالتعب، والخمول، والاكتئاب.
- الشعور بالقلق بشأن قدرتك على العناية بطفلكِ حديث الولادة، كما قد تشعرين بأنكِ أقل جاذبية، أيضاً قد تشعرين بأنكِ فقدتِ السيطرة على حياتك، ويمكن أن تسهم أي من هذه العوامل في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
- يمكن أن تؤدي العديد من عوامل نمط الحياة إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وتشمل متطلبات الرضيع أو أشقاءه الأكبر سناً، وصعوبة الرضاعة الطبيعية، والمشاكل المالية، والافتقار إلى الدعم من زوجك أو غيره من أحبائك.
* من النساء الأكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
- تاريخ سابق للإصابة بالاكتئاب، سواء خلال فترة الحمل أو في أوقات أخرى. او حدوث اكتئاب ما بعد الولادة بعد ولادة سابقة.
- المرور بأحداث شكلت ضغطاً نفسياً عليكِ، خلال السنة السابقة، مثل مضاعفات الحمل، أو المرض، أو فقدان وظيفتكِ.
- المشاكل الزوجية أو المالية أو الأسرية.
- كان حملكِ غير مرغوبٍ أو غير مخطط له.
* مضاعفات اكتئاب ما بعد الولادة
يمكن لاكتئاب ما بعد الولادة أن يعيق الترابط ما بين الأم والطفل وأن يتسبب في مشاكل عائلية، ويكون أطفال الأمهات اللاتي لم يُعالجن من اكتئاب ما بعد الولادة أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات سلوكية، مثل صعوبات النوم والأكل، ونوبات المزاج الغاضب، وفرط النشاط، كما تنتشر، أيضا، معاناة هؤلاء الأطفال من تأخر في المهارات اللغوية.
* تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة
ليتم تشخيص الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، يجب أن تظهر علامات وأعراض الاكتئاب الرئيسي في غضون أربعة أسابيع بعد الولادة، وتتضمّن ما يلي:
- مزاجا مكتئبا معظم اليوم في أغلب الأيام.
- قلة الاهتمام والاستمتاع بأنشطة اعتدتِ على الاستمتاع بها.
- تغيرا ملحوظا في شهيتكِ أو تغيرا غير مقصود في وزنكِ.
- عدم القدرة على النوم (الأرق) أو النوم بدرجة مفرطة (فرط النوم).
- التململ أو بطئا ملحوظا في الحركة.
- التعب أو فقدان الطاقة.
- الشعور بانعدام القيمة.
- تضاؤل القدرة على التفكير، أو التركيز، أو اتخاذ القرارات.
- تكرار التفكير بشأن الموت أو الانتحار.
أولا- علاج الاكتئاب النفاسي
يزول الاكتئاب النفاسي عادةً من تلقاء نفسه في غضون بضعة أيام وحتى أسبوع أو اثنين. وفي هذه الأثناء، حاولي الحصول على أكبر قدر من الراحة، وتقبّلي المساعدة من العائلة والأصدقاء، وتواصَلي مع غيرك من الأمهات الجديدات.
ثانيا- اكتئاب ما بعد الولادة
- الاستشارة النفسية أو العلاج الأسري واستشارات العلاقات العاطفية.
- مضادات الاكتئاب، وإذا كنتِ تُرضعين طفلك طبيعيًا، فمن المهم معرفة أن أي دواء تتناولينه سيدخل ضمن حليب الثدي، ولكن يمكن استخدام بعض مضادات الاكتئاب خلال فترة الرضاعة الطبيعية من دون أن يكون هناك خطر كبير على طفلك من ناحية الآثار الجانبية، ويمكنكِ العمل مع طبيبكِ لتقدير المخاطر والمنافع المحتملة لمضادات الاكتئاب المحددة.
وقد يساعد العلاج بالهرمونات، مثل بدائل الإستروجين في مواجهة الانخفاض السريع في الإستروجين المصاحب للولادة، وهو ما قد يخفف من علامات وأعراض اكتئاب ما بعد الولادة لدى بعض النساء. ولكن، ما زالت الأبحاث محدودة بشأن مدى فاعلية العلاج بالهرمونات في علاج اكتئاب ما بعد الولادة، وكما يحدث مع مضادات الاكتئاب، يمكنكِ تقدير المخاطر والمنافع المحتملة للعلاج بالهرمونات مع طبيبكِ.
ثالثا- ذهان ما بعد الولادة
يتطلب ذهان ما بعد الولادة علاجًا فوريًا، وغالبًا ما يكون في المستشفى، وعند ضمان سلامتك، فقد تُستخدم على نحو مشترك مجموعة من الأدوية - مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، وعقاقير توازن الحالة المزاجية - للسيطرة على ما تعانينه من علامات وأعراض، وفي بعض الأحيان، يُوصى أيضًا بالعلاج بالصدمات الكهربائية (ECT).
وخلال العلاج بالصدمات الكهربائية، يتم تمرير تيار كهربي ضعيف إلى مخكِ لإنتاج موجات دماغية تشبه تلك التي تحدث خلال النوبة، ويمكن للتغيّرات الكيميائية التي تحدث بسبب التيارات الكهربية أن تقلل أعراض الاكتئاب، خاصة عندما تفشل العلاجات الأخرى أو عند الحاجة لنتائج فورية.
ويمكن أن يعيق علاج ذهان ما بعد الولادة قدرة الأم على الرضاعة الطبيعية، فالفصل بين الرضيع وبين أمه يُصعّب الرضاعة الطبيعية، كما أنّ بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ذهان ما بعد الولادة لا يُوصى بها للنساء اللاتي يقمن بالرضاعة الطبيعية، وإذا كنت تعانين من ذهان ما بعد الولادة، فسيساعدك فريق مقدمي الرعاية الصحية في تخطي هذه التحديات.
* توصيات طبية
- مارسي النشاط البدني، مثل المشي مع رضيعكِ، ضمن روتينك اليومي، احرصي على تناول أطعمة صحية، ولا تُجبري نفسكِ على فعل كل شيء واطلبي المساعدة عندما تحتاجينها. وخصصي وقتًا لنفسك أو لقضائه مع زوجكِ بمفردكما.
- تحدثي مع زوجكِ، وعائلتكِ، وأصدقائكِ بشأن مشاعركِ، واسألي الأمهات الأخريات عن تجاربهم وخبراتهم، اسألي طبيبك عن مجموعات الدعم المحلية للأمهات الجدد، أو النساء اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة. وتذكري أنّ أفضل طريقة للعناية بطفلكِ هي بالعناية بنفسكِ أولاً.
- إذا كانت لديك سوابق إصابة بالاكتئاب - وخاصة اكتئاب ما بعد الولادة - فأخبري طبيبك بمجرد معرفتكِ بالحمل. وبعد ولادة الطفل، قد يوصى الطبيب بفحص مبكر بعد الولادة للكشف عن علامات وأعراض اكتئاب ما بعد الولادة، فكلما تم اكتشافه مبكرًا، أمكن البدء في علاجه مبكرًا.