دويتشه فيله
أعلنت وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس عن اختيار روسيا أربعة أشخاص للعمل كأعضاء طاقم وممثلين غير محترفين؛ في أول فيلم من المقرر أن يتم تصويره في الفضاء الخارجي.
وقد اختير كلا من الممثلة يوليا بيريسيلد (36 عاماً) والمخرج كليم شيبينكو، للانطلاق إلى الفضاء على متن صاروخ سويوز من قاعدة الفضاء الروسية بايكونور في كازاخستان يوم 5 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وتم ترشيح الممثلة ألينا موردوفينا (33 عاما) مع مدير التصوير أليكسي دودين (40 عاما) ضمن طاقم احتياطي.
وفازت بيريسيلد من بين 20 ممثلة تأهلن للتصفيات النهائية للقيام بهذا الدور في الفضاء.
وقالت روسكوزموس إن عنوان الفيلم هو ”التحدي"، ويعتبر ”دراما فضائية"، وسيبدأ تدريب الأربعة على رحلة الفضاء بنهاية الشهر الجاري.
وقد تقدم لهذا الدور أكثر من 3 آلاف شخص، وإلى جانب مهارات التمثيل، كانت الاختبارات الطبية هي العامل الحاسم.
وعرف الجمهور بيريسيلد على نطاق واسع قبل 11 عاما من خلال الفيلم الروسي "الحافة" ، الذي تدور أحداثه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويشارك في إنتاج الفيلم رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روغوزين الذي أعلن سابقا عن سعي روسيا لأن تصبح أول بلد يصور فيلما في الفضاء، في وقت تعمل فيه وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مع النجم الهوليوودي توم كروز لتصوير مشاهد مماثلة. ولم يُكشف عن الميزانية الروسية لهذا المشروع.
وكانت روسيا قد أعلنت في بيانين متتاليين عزمها إرسال طاقم سينمائي لإنجاز أول فيلم خيالي في محطة الفضاء الدولية في تشرين الأول/أكتوبر، ومن ثمإرسال الملياردير الياباني يوساكو مايزاوا إلى المحطة ليكون السائح الفضائي المقبل في كانون الأول/ديسمبر، في رحلة سوف تستمر 12 يوما، وسيكون قائد الرحلة رائد الفضاء الروسي ألكسندر ميسوركين، على أن يبدأ تدريب الطاقم في حزيران/يونيو.
ويأتي هذان الإعلانان في ظل انتكاسات عدة مني بها القطاع الفضائي الروسي في السنوات الأخيرة، ومحاولة وكالة الفضاء الروسية النهوض بعد فضائح فساد، ومع احتدام المنافسة مع شركة "سبايس اكس" التابعة لإيلون ماسك.
فمنذ أيار/ مايو 2020، باتت صواريخ وكبسولات "سبايس اكس" قادرة على إرسال رواد فضاء إلى المحطة، وقد انتزعت الشركة عقودا ضخمة من ناسا وأيضا من وكالات فضاء أوروبية. خسرت على إثره روسيا إيرادات بملايين الدولارات تتقاضاها في العادة عن كل مقعد في الرحلات الفضائية.
وتعاونت "روسكوزموس" و"سبايس أدفنتشرز" سابقا بين 2001 و2009 لإرسال أثرياء إلى الفضاء في ثماني رحلات، كان آخرها مع مؤسس فرقة "سيرك دو سوليي" الكندي غي لاليبرتيه.
ولم تكشف "سبايس أدفنتشرز" ولا "روسكوزموس" عن المبلغ الذي سيدفعه يوساكو مايزاوا لحجز اثنين من المقاعد الثلاثة على مركبة سويوز.
وبحسب مجلة "فوربس" المقربة من أوساط أصحاب الثروات الطائلة، تتراوح كلفة مقعد واحد على هذه الرحلات ما بين 20 و35 مليون دولار لتمضية فترة ما بين ثمانية أيام واثني عشر يوما في محطة الفضاء الدولية، وتحمل هذه الإيرادات أهمية لا يستهان بها، خصوصا بعد الاقتطاعات الكبيرة.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بمراجعة المشاريع الدائرة، مشددا في يوم الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لرحلة يوري غاغارين، أول إنسان يخرج إلى الفضاء، على ضرورة بقاء روسيا قوة كبرى في القطاع الفضائي.