ومع
نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير٬ اليوم السبت بالرشيدية٬ مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى ال79 لمعارك جبل بادو٬ التي جسدت ملحمة بطولية في رقيم الذاكرة الوطنية.
وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير٬ السيد مصطفى الكثيري٬ في كلمة خلال هذا المهرجان الذي حضره عامل الإقليم السيد أحمد مرغيش وأعضاء الهيئات التمثيلية لأسرة المقاومة وساكنة الإقليم والسلطات الإقليمية ورؤساء المصالح الخارجية٬ الفصول الوضاءة للمعارك الضارية التي دارت رحاها خلال شهر غشت 1933 دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وأوضح أن قبائل هذه المنطقة أبلت خلال ملحمة معارك جبل بادو البلاء الحسن ووقفت صامدة بالمرصاد لغطرسة الاستعمار واستكباره وكان لها قصب السبق في مراحل النضال السياسي والمقاومة السرية والفدائية غداة المؤامرة الإجرامية التي اقترفتها سلطات الحماية في 20 غشت 1953 بنفيها لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما.
وتوقف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عند صمود قبائل آيت حديدو وآيت مرغاد وآيت عيسى إزم وأسيف ملول التي أظهرت قدرة قتالية عالية في ساحة المعارك التي قادها أبطال مغاوير سارت بشجاعتهم الركبان كزايد أوسكونتي وعلي أطرمون وسيدي أحمد نايت سيدي وغيرهم٬ومشاركة الفقهاء في هذه الملحمة الخالدة بحثهم على الانخراط في الجهاد وإصدار الفتاوى التي توصي بالاستشهاد في سبيل الله والدفاع عن راية الإسلام.
كما أشار في السياق ذاته إلى مشاركة المرأة في هذه المعارك بإسعافها الجرحى وترديد شعارات ترفع من معنويات المقاومين والأهازيج والأقوال المأثورة التي تشحذ العزائم وتذكي الحماس لمواجهة العدو بمعنويات مرتفعة خلال المعارك.
وأكد المندوب السامي في هذا السياق٬ مشاركة أبناء هذه المنطقة في فصول وأطوار الملحمة الكبرى لثورة الملك والشعب المجيدة التي تكللت بحصول المغرب على الاستقلال ورجوع جلالة الملك المغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن حاملا مشعل الحرية وانعتاق البلاد في معركة الجهاد الأكبر.
وسجل الحضور الوازن لإقليم الرشيدية في المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني٬ مؤكدا أن أبناء هذا الاقليم المجاهد يساهمون اليوم في مسيرة البناء والنماء التي يخوضها الشعب المغربي بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ الذي لا يألو جهدا في سبيل بناء المجتمع الديمقراطي الحداثي وإعلاء صروح المغرب وتأهيله لمواجهة تحديات التنمية المستدامة والتصدي لتداعيات العولمة وآثارها الوخيمة على حضارة الشعوب ومقوماتها الثقافية والتاريخية.
وأبرز أن تخليد الذكرى ال79 لمعارك جبل بادو يشكل فرصة لاستحضار ما تختزنه هذه المناسبة الوطنية من دروس وعبر طافحة بالمثل والقيم٬ التي ما أحوج الأجيال الناشئة إلى أن تغترف من معينها الفياض وتنهل من ينابيعها والاهتداء بأقباسها وأنوارها في محاربة كل مظاهر الفقر والهشاشة وتقليص الفوارق الاجتماعية وإذكاء إشعاع المغرب الحضاري والحفاظ على مكانته المرموقة بين الشعوب والأمم.
ونظم بهذه المناسبة حفل تكريم ثلة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير حيث سلمت لهم لوحات تقديرية كعربون وفاء وإجلال لمكرماتهم وبطولاتهم وتضحياتهم في حقل المقاومة وجيش التحرير٬ كما تم توزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية على بعض المستحقين للدعم المادي والاجتماعي من أسرة المقاومة وجيش التحرير.
وتم على هامش هذا المهرجان الخطابي توقيع اتفاقية للشراكة والتعاون بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وفريق البحث في اللغة والآداب والفنون لمنطقة تافيلالت التابع للكلية متعددة التخصصات بالرشيدية٬ تهم بالأساس التعريف بأعلام المغرب عامة وتافيلالت خاصة ورجالاتهما ومشاهيرهما في الفكر والأدب.
كما تنص الاتفاقية على تنظيم ندوات علمية وتظاهرات ثقافية وفكرية وأيام دراسية وموائد مستديرة ولقاءات تواصلية وتحسيسية مشتركة٬ تتناول بالدرس والتحليل الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة وجيش التحرير عامة٬ والتوثيق للذاكرة الوطنية وصيانتها مع الوقوف على خصوصياتها وتفاصيلها في الجهة على الخصوص.