هل من الممكن مثلًا أن يجد الإنسان أن مثواه الأخير على القمر؟ هذا هو بالضبط ما يقوم به الألماني مانفريد آل ليسنج، من مدينة ايزلكامب بولاية شمال الراين فيستفاليا غرب ألمانيا، منذ
15 عاماً كوسيط بين شركة سيليستيس المتخصصة في دفن رماد الجثامين في الفضاء.
ويقول ليسنج إن شركته هي الوحيدة في العالم، التي تتيح هذه الفرصة للراغبين في دفن رماد جثامينهم في الفضاء الكوني.
ويتركز دور ليسنج في التوسط بين الشركة الأميركية ومؤسسات دفن الموتى في ألمانيا "حيث يتم وضع جزء رمزي من رماد الجثمان بعد حرقها في وعاء خاص، أما بقية الجثمان،
فيتم دفنه على الأرض أو نثره في البحر، ثم يتم وضع هذا الوعاء في كبسولة الرماد في مدار قريب من الأرض، من خلال صاروخ يحمل أقماراً صناعية للفضاء، وبعد فترة من
الزمن تعود هذه الكبسولة للغلاف الجوي للأرض، ثم تحترق وتبدو وكأنها نيزك في السماء".
ويكلف تحويل الوعاء إلى نيزك في السماء ثمانية آلاف يورو، إذا قرر صاحب الجثمان أن يضع جراماً واحداً من رماد جثمانه في وعاء على شكل بطارية، مثل بطارية الساعة
الرقمية، أما إذا أراد أكثر من ذلك فعليه أن يدفع أكثر. ويقول ليسنج إن رحلة هذا الوعاء للقمر تكلف 25 ألف يورو، وإن شخصاً فقط هو الذي استعمل هذه الخدمة حتى الآن وهو رجل
الفضاء الأميركي ايوجن شوماكر، الذي اكتشف مذنباً.
وبحسب ليسنج؛ فإن عدد الألمان الذين ذهب رمادهم للفضاء بلغ حتى الآن ثمانية أشخاص، رغم أن دفن الموتى في الفضاء ممنوع في ألمانيا "فقوانين الدفن الخاصة بالولايات الألمانية
تحظر فصل رماد المتوفى عن بعضه" حسبما أوضح أوليفر فيرتمان، المدير التنفيذي لاتحاد شركات الدفن في ألمانيا. وترسل الأسر التي تريد دفن رماد ذويها في الفضاء إلى ذلك،
من خلال متعهد يقوم بحمل الجثمان إلى أميركا ثم حرقه هناك.