دويتشه فيله
كان المخضرم توماس مولر محقّاً بوصفه لزميله النجم الصّاعد جمال موسيالا بأنه كان "ساحر المباراة" بامتياز أو ما يقال عنه أيضا "رجل المباراة" التي أذلّ فيها بايرن ميونيخ وصيف الدوري الألماني لكرة القدم فريق لايبزيغ برباعية مقابل هدف يتيم (السبت 11 سبتمبر).
النتيجة حملت توقيع موسيالا لا محال، فالدولي الألماني البالغ من العمر 18 عاما دخل إلى الملعب كبديل في الشوط الثاني عن سيرج غنابري، ولم يحتاج سوى لدقيقتين ليعزز التقدم البافاري إلى هدفين دون رد (الهدف الأول لليفاندوفسكي في الدقيقة 12)، مترجماً تمريرة رائعة من ألفونسو دايفيس. بهذا الهدف انتزع موسيالا اعتراف أسطورة البايرن لوتاس ماتيوس الذي يقال عنه إنه "لا يعجبه العجب" في إشارة إلى صرامته في تقييم أداء اللاعبين. لكنه صنّف هدف موسيالا ضمن الأهداف ذات الطراز "العالمي".
بعد ذلك بسبع دقائق يصنع جمال هدفاً آخر حمل توقيع لاعب مان سيتي السابق ليروي ساني هذه المرة، أما الهدف الرابع فكان صاحبه تشوبو موتينغ في الوقت القاتل (الدقيقة 92).
ولا يمكن ربط أداء جمال موسيالا بالأهداف فحسب، وإنما لا بدّ من الإشارة إلى أنه وعندما دخل إلى الملعب سرّع من إيقاع اللعب البافاري وشدد ضغطه الهجومي وكأنه يملك خبرة مواسم طويلة.
"استفادة كبيرة"
بالعودة إلى شهادة توماس مولر، اعتبر الأخير أن استبدال غنابري بموسيالا لم يكن "تكملة" للفريق وإنما "استفادة كبيرة جدا" له. يضاف إلى تأكيده على المزايا في شخصية جمال، حاله حال عدد كبير من الفاعلين في الفريق الذين ركزوا في ثناءهم على تواضعه الشديد، وثقته الكبيرة في نفسه التي " لا يشوبها تعجرف" يقول مولر. ذات الأمر ركز عليه المدرب الجديد يوليان ناغلسمان في حوار لسكاي، فقد وقف مطولا عند موهبة اللاعب "الخارقة"، عطفا عن "أخلاقه الرفيعة وقدرته على الإصغاء"، فـ"معه لا تشعر أبدا أنه متعجرف" يقول ناغلسمان.
موهبته الخارقة كما قيل ستفرض نفسها حتما على حسابات المدرب. فبعد هذه المباراة بدا جليا أن جمال موسيالا لن يظل طويلا على مقاعد البدلاء، وعندما طرح السؤال على لوثار ماتيوس ضمن جلسة حوارية ضمت العديد من الخبراء الرياضيين على قناة سكاي، لم يفكر طويلا وسريعا ما ردّ بأن موسيالا "لا يمكنه أن يكون لاعبا إضافيا فقط، وإنما جزء لا يتجزأ من هذا الفريق الرائع. يمكنك الاعتماد عليه".
على حساب من؟
يبقى السؤال المطروح على حساب من؟ فالبافاري مشبع على مستوى خط الدفاع الهجومي بلاعبين بارزين لا يفتقدون إلى السرعة والمهارة المطلوبة في فلسفة اللعب الهجومي لناغلسمان وقبله هانزي فليك.
في ذات الوقت لا بد من الوقوف عند جملة توماس مولر، اللاعب المعروف بتواضعه الشديد وحبه الصادق لقول الحقيقة كما هي، حين قال عن نفسه: "أنا كنت أحرس المكان فقط". فهل سطّر مولر بذلك تشكيلة المباريات القادمة في هذا الموسم؟ سؤال طُرح على الدولي الذي بلغ رصيده من المباريات الدولية 106 مباريات، لكنه ردّ بضحكته الطفولية إنه "في وقت ما سيحصل على مركزي"، ما يعني ليس قريبا، وأن مركزه ليس للعرض.
في حقيقة الأمر هذا السؤال سيطارد ليس فقط توماس مولر، بل جميع الأسماء البارزة الذين اعتبروا إلى غاية اللحظة أساسيين ولا نقاش حول مراكزهم، فجمال موسيالا أطلق صافرة المنافسة على مراكز خط الوسط وناغلسمان لن يتجاهل صداها، وغياب سيرج غنابري سيزيد من حدتها.