الأحداث المغربية
ضيوف غير عاديون حلوا بمركب محمد الخامس ليلة الجمعة السبت الأخيرين. اقتحموا مقرات ثلاث جامعات رياضية. حملوا ما خف وزنه وغلا ثمنه, ورحلوا دون أن يراهم أحد. فما الذي حدث, وكيف حدث؟
اللصوص نجحوا في إزالة الشباك الحديدي لأحد مكاتب جامعة المسايفة وولجوا إلى داخل المقر. استولوا على ثلاثة أجهزة كومبوتر مكتبية وعلى مجموعة من الوثائق والمعدات الخاصة برياضة المسايفة, دون أن ينسوا أخذ بعض الميداليات التي كانت موضوعة على أحد الرفوف. اللصوص لم ينسوا أيضا تناول بعض الأطعمة والمشروبات التي كانت موجودة داخل ثلاجة بمقر الجامعة, والتي أفرغوها بالكامل. بعد الانتهاء من جامعة المسايفة انتقل اللصوص إلى مقر جامعة المصارعة فكيف تمكنوا من الدخول؟ حسب ما عاينته “الأحداث المغربية”, لدى زيارتها صباح أول أمس السبت مقرات الجامعات التي تعرضت للسرقة, فقد عمد اللصوص إلى إزالة الزجاجة العلوية لباب جامعة المسايفة ليلجوا إلى الممر الذي يؤدي إلى جامعات المصارعة والجيدو والبادمنتون, وهي عملية قد تعجل بسقوطهم في قبضة الأمن بعدما عثرت عناصر الشرطة العلمية على بصمات واضحة المعالم على الباب الزجاجي. بعد ذلك كسر اللصوص زجاج باب جامعة المصارعة ودخلوا إلى مقرها ليقوموا بالسطو على جهازي كومبيوتر محمولين وكومبيوتر مكتبي. نفس طريقة تكسير الزجاج استعملها اللصوص لدخول مقر جامعة الجيدو, الذي أكد بعض العاملين به اختفاء أجهزة كومبيوتر وشاشة كومبيوتر إضافة إلى مبلغ مالي غير محدد القيمة و شيكات.
أسئلة كثيرة تجعل من سرقة مقرات جامعات المسايفة والمصارعة والجيدو عملية غامضة. كيف عرف اللصوص أن شباك نافذة مقر جامعة المسايفة يمكن إزالته بكل سهولة؟ لماذا لم يقتحموا مقر جامعة البادمنتون المجاور رغم أنه يحتوي على باب خشبي يسهل تكسيره؟ وما الذي جعل اللصوص ينفذون عمليتهم على مهل بدليل أنهم أخذوا ما يكفي من الوقت لتناول الطعام وشرب الحليب ومشروبات أخرى دون الخوف من أن يكتشف أحد ما ما يجري؟ ولماذا تخلى اللصوص عن جزء كبير من «غنائمهم» خلف أحد أسوار مركب محمد الخامس؟ هذه الأسئلة وغيرها شرعت عناصر دائرة غاندي والشرطة العلمية في البحث عن أسئلة لها من خلال الاستعانة بالأدلة التي تم جمعها صباح أول أمس من مسرح الجريمة وإفادات مسؤولي ومستخدمي الجامعات الثلاث, الذين توافدوا على مقر دائرة غاندي للإدلاء بأقوالهم وغادروها وهم يحملون مجموعة من الحواسيب والشاشات التي تخلى عنها اللصوص بجانب أحد أسوار مركب محمد الخامس بعدما أحسوا بإمكانية انفضاح أمرهم, في حين مازال مصير بعض أجهزة الكومبيوتر المحمولة والمكتبية والوثائق مجهولا.
أليس من الغريب سرقة وثائق من مقر جامعة المسايفة دون الجامعتين الأخريين؟ جواب يوسف فتحي, رئيس الجامعة المعنية, افترض أن اللصوص استولوا على حواسيب ومحفظات دون أن ينتبهوا إلى أنها تحتوي على وثائق. لكن ألا يمكن لاختفاء وثائق معينة أن يعيق مهمة الجامعة التي توصلت باستدعاء من وزارة الشباب والرياضة لتقديم توضيحات حول أوجه صرف بعض المبالغ من ميزانيتها؟ فتحي أكد, في تصريح لجريدة “الأحداث المغربية” عدم وجود علاقة بين الأمرين بحجة أن الجامعة لا تحتفظ بوثائقها المالية داخل مقر الجامعة, كما أنها تحفظ المعلومات المهمة داخل مفاتيح تخزين المعلومات.
سرقة مقرات جامعات المسايفة والجيدو والمصارعة استنفرت وزارة الشباب والرياضة. محمد أوزين اتصل هاتفيا أول أمس بمحند العنصر وزير الداخلية وطلب منه فتح تحقيق حازم في ملف السرقة لتحديد ملابساته وإلقاء القبض على المتورطين فيه.