أخبارنا المغربية ـ وكالات
عَقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أكثر من اجتماع، الخميس، لتحديد موقف بلاده من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
في نهاية الأمر أدان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد العملية الروسية فيما اكتفى بينيت بالقول: "نحن نتعاطف مع المواطنين الأوكرانيين الذين وجدوا أنفسهم في هذا الوضع بغير ذنب اقترفوه".
وبانتهاء تقييم قاده بينيت، مساء الخميس، "للأوضاع نظرًا للتصعيد الحاصل بين روسيا وأوكرانيا"، كما قال تصريح مكتوب أرسل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرسل نسخة منه للأناضول، تم اعتماد 4 مبادئ توجيهية "لتصرّف إسرائيل تجاه الأزمة".
وقال: "اتفق المستوى السياسي وشدد على المبادئ التوجيهية الرئيسية والتي مفادها كالتالي: مواصلة الجهود الرامية إلى إجلاء الإسرائيليين من المنطقة، ودعم الجالية اليهودية في أوكرانيا والاستعداد لاستيعاب المهاجرين منها، والاستعداد لتقديم المساعدات الإنسانية إذا لزم الأمر، ومواصلة المباحثات وتقييمات الأوضاع بشكل مستمر من أجل دراسة التداعيات المستقبلية-إذا وُجدت-على إسرائيل".
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع "واللا" الإخباري، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، رحّب في اتصاله الهاتفي، مساء الخميس، مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد بالإدانة الإسرائيلية.
واكتفت وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح مكتوب وصلت نسخة منه لوكالة الأناضول بالقول إن بلينكن "بحث مع وزير الخارجية الهجوم المتعمد وغير المبرر، من قبل القوات العسكرية الروسية على أوكرانيا وشعبها".
وبالمقابل، قال مسؤولان إسرائيليان للموقع الإسرائيلي ذاته إن "روسيا أبلغت إسرائيل يوم الخميس أنها ستعمل على احتواء الإدانة الإسرائيلية ولن تخلق توترات بشأنه أو رد".
وترددت إسرائيل كثيرا، قبل إصدار بيانها.
ولكن، لماذا ترددت؟
يقول السفير الإسرائيلي السابق، والباحث في معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، في تغريدة على تويتر: "إسرائيل لاعب ثانوي هنا، ويجب ألا تنحاز إلى أي طرف. ربما ستطلب منا أوروبا والولايات المتحدة الخروج بشكل لا لبس فيه لصالح الغرب، لكن لا ينبغي لإسرائيل أن تتبنى موقفًا حادًا بشكل مفرط".
وأضاف: "مصالح إسرائيل معقدة، ويجب أن تأخذ في الاعتبار الوجود الإقليمي لروسيا، خاصة في (الجارة الشمالية) سوريا، وكذلك العلاقة بين إيران وروسيا واليهود في روسيا".
وقد أعلنت إسرائيل مرارا أنها نفذت مئات الهجمات الجوية على أهداف لإيران وحزب الله في سوريا، خلال السنوات الماضية.
كما لفتت إسرائيل مرارا إلى التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والروسي، خلال تنفيذ هذه الهجمات.
وفي هذا الصدد، قالت الباحثة في المعهد الإسرائيلي ذاته، كارميت فالينسي في تغريدة على تويتر: "التصعيد الحالي اختبار مهم للعلاقات الإسرائيلية الروسية، لا سيما في ظل تورط روسيا في سوريا. مصلحة إسرائيل الأساسية هي الاحتفاظ بحرية العمليات في الأجواء السورية، وهي تتطلب سياسة حذرة تجاه موسكو".
وأضافت فالينسي: "ومن هنا جاءت الإدانة الضعيفة من إسرائيل، وقرار عدم بيع بطاريات (منظومة الدفاع الجوي) القبة الحديدية لأوكرانيا".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن إسرائيل رفضت طلب أوكرانيا تزويدها بمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، المنتجة بتعاون إسرائيلي-أمريكي.
غير أن العقيد في جيش الإحتياط الإسرائيلي أساف أوريون قال في تغريدة على تويتر: "يجب الانتباه أيضًا إلى الأحداث في سوريا، وإمكانية تغيير السياسة الروسية هناك واعتباراتها تجاه المنطقة في أعقاب الحرب في أوكرانيا".
وفي هذا الصدد، قال مدير عام معهد دراسات الأمن القومي الجنرال احتياط أودي ديكل في تغريدة على تويتر: "يجب أن نكون مستعدين لتأثير الوضع في أوكرانيا على منطقتنا، وجهود روسيا لتغيير قواعد اللعبة في الساحة الشمالية (سوريا ولبنان) والاقتراب من إيران".
وأضاف: "يَفهم الشرق الأوسط، ويُقدّر القوة والقوة الصلبة - وليس الدبلوماسية والعقوبات والخطاب الفارغ من المحتوى العملي. لذلك، يجب على إسرائيل أن تظهر أنها لا تُردع عن العمل في سوريا اليوم ضد التمركز الإيراني، لأن إيران عمليًا تنتهز الفرصة لنقل الأسلحة إلى لبنان عبر سوريا".
وتابع ديكل: "سوف يحترمنا بوتين أيضًا، إذا لم نتعثر وأثبتنا أننا لسنا خائفين من التصرف".
ومن جهة ثانية، فإن إسرائيل تُولي أهمية للإسرائيليين واليهود في أوكرانيا، وكذلك اليهود في روسيا.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في معطيات حصلت عليها وكالة الأناضول، إن ثمة 120-150 ألف يهودي (لا يحملون الجنسية الإسرائيلية) في أوكرانيا.
وتُقدّر الوزارة وجود آلاف الإسرائيليين (من حملة جنسيتها) في أوكرانيا تمكّن 500 منهم من مغادرة أوكرانيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة: "ساعدت السفارة الاسرائيلية في أوكرانيا بالتعاون مع دبلوماسيين إسرائيليين من الدول المجاورة، المئات من الاسرائيليين على مغادرة هذه الدولة".
وأضافت: "تم تسيير ثلاث حافلات مع مواطنين اسرائيليين من مدينة ليفوف إلى بولندا".
وأشار موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي إلى أن "8880 إسرائيليا كانوا متواجدين في أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين".
وأضاف إن 4300 إسرائيلي، عادوا من أوكرانيا قبل إغلاق المجال الجوي في البلاد.
وعلى صعيد آخر فإن إسرائيل تخشى تأثير الأزمة الأوكرانية على المفاوضات الدولية الجارية مع إيران، حول السلاح النووي في فيينا.
واشتكى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في حديث لموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، الأربعاء، من أن هذه الأزمة توجّه الأنظار عن مفاوضات فيينا.
وقال لابيد: "ما يزعجنا بشكل كبير أنه يصرف التركيز بعيدًا عن المحادثات النووية في فيينا، حيث نرغب في الحصول على مزيد من الاهتمام الأمريكي لمنع حدوث أشياء خطيرة هناك".
والجمعة، جرى أول اتصال هاتفي منذ بدء الأزمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مكتوب حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه: "تحدث الاثنان حول وضع القتال في أوكرانيا، وفي منطقة كييف بشكل خاص. وبضمن ذلك، عرض رئيس الوزراء تقديم إسرائيل لأي مساعدات إنسانية، وأطلع الرئيس على الخطوات التي تم اتخاذها بالفعل في هذا الصدد".
وأضاف: "قال رئيس الوزراء مجددًا إنه يأمل في وضع حد للقتال سريعًا، كما وعبّر عن تعاطفه مع الشعب الأوكراني في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها".
ولم يتضمن التصريح أي إشارة لكلمة روسيا.