الطيب آيت أباه
بعد موجة ارتفاع الأسعار التي حطّمَت كل الأرقام القياسية، مول الحانوت -بقال الحيّ- يُخلي مسؤوليته من التدهور العنيف الذي دمّر القدرة الشرائية للمواطنين، ويُعبر عن أسفه الشديد لما آلت إليه الأوضاع المعيشية لذوي الدخل المحدود من أمثاله..
للإشارة فَمُول الحانوت ليس نقطة بيع فحسب، بل هو مرفق إجتماعي، شَكّلَ مع زملائه مؤسسة اجتماعية، تلعبُ أدوارا اجتماعية مهمة، يجري تجاهلها وتبخيسها، ربما لأنها متوفرة بتلقائية في جميع الأزقة والدروب، ولم تُكلف الحكومات المتعاقبة على تسيير الشأن العام أي شيء يُذكر، فَهِي تلعب أدوارها الطلائعية دون مقابل ولا ضمانات، وفوق ذلك تضخ في الميزانية العامة أموالا طائلة، لم تجن من ورائها ما يضمن استمرارها في ظل الأزمة الراهنة!!
للأسف الشديد، يتأكد أزمةً بعد أخرى، وبشكل مفضوح، أن الحظ المتعثر لمؤسسة مول الحانوت الإجتماعية، قد حكمَ عليها بالمكوث طويلا خارج كل البرامج التنموية الهادفة إلى التأهيل والمواكبة، تعزيزا وصونا لحقوق فئات من المواطنين بعَينها، نجهل لحد الساعة أسبابَ حرمانِ فئة مالين الحوانت من إدراجها ضمن هاته الفئات عن جدارة واستحقاق!!
بالنهاية، الرواج التجاري في هذه الأيام عند السواد الأعظم من التجار والمهنيين يعكس بشكل كارثي أدق تفاصيل القدرة الشرائية، وهي في وضع "مـحزوقة" بل "مـحزوقة" جـدّا!! ومع تفشي وباء "محزوقة"، وقبل خروج لجن المراقبة في موسمها المفضل، يحتاج السوق إلى لجنٍ لتقصي الحقائق من أجل تحديد الإجرءات الوقائية التي ينبغي اعتمادها، عوض ممارسة هواية توزيع الذعائر!!