أخبارنا المغربية
سجلت السياحة الوطنية انتعاشة ملحوظة، منذ إعادة فتح الحدود الوطنية يوم 7 فبراير الماضي. وبعيدا عن أن يكبح الشهر الفضيل هذه الدينامية الإيجابية بالنسبة للفاعلين السياحيين المغاربة، يأتي رمضان ليشكل مناسبة للمسافرين من أجل اكتشاف البلاد بطريقة مغايرة.
وعلاوة على شعائر الصيام والممارسات التعبدية، يهب شهر رمضان أجواء استثنائية ترتقي بالجانب الثقافي إلى معارج أعلى. فالممارسات والطقوس المحلية تمنح للسياح تجربة فريدة يطبعها حس روحاني طافح. كما أنه لا مجال للمقارنة بين فترة الشهر الفضيل والمواسم السياحية الأخرى، على اعتبار أن الحياة لا تأخذ مجراها الطبيعي إلا بعد الإفطار، لكن كان الفولكلور الرمضاني الفريد دوما بمستطاعه جذب المسافرين من جميع أنحاء العالم بحثا عن الفلسفة.
وبعد فترتين رمضانيتين مطبوعتين بحظر تجول صحي، تتيح الوضعية الوبائية الحالية الفرصة، سواء بالنسبة للمغاربة أو للسياح الأجانب، ليعيشوا مجددا احتفالات شهر التكافؤ هذا من أجل إسعاد من يكتشفونها لأول مرة. ولئن كان الإمساك هو شعار الصائم من الفجر حتى آذان صلاة المغرب، فإن أغلبية المؤسسات الفندقية تبقي على أبوابها مفتوحة لخدمة الزبائن الأجانب. ويمكن للمسافرين أيضا زيارة الأماكن الثقافية والمواقع السياحية الو لوجة للجمهور، وبالتالي الاستفادة بشكل أكبر من م قامهم دون سلبيات الحشود. الأمر نفسه ينطبق على السياح المغاربة الراغبين في اكتشاف تقاليد رمضانية محلية جديدة بعيدة عن إقامتهم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال أمين كريم، منظم الرحلات السياحية إن الأزمة الصحية أحدثت تغييرا في سلوك المستهلك بشأن السياحة. وأكد أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن حماس السائحين خلال شهر رمضان بسبب عدم وضوح العروض الرمضانية، مبديا تفاؤله بخصوص استمرار الانتعاش السياحي الوطني.
وكشف المهني في هذا الاتجاه، أهمية تطوير منتجات جديدة تدمج خصوصيات الشهر الكريم، والتي ستقترح أنشطة ثقافية أو رفاهية أو حتى أخرى تهم السياحة المستدامة.
وأوضح أيضا أنه جرت العادة، أن يسافر السياح المحليون في أغلب الأحيان مع العائلة منذ الأسبوعين الأوليين، "نتلقى حجوزات من المسافرين الراغبين في الابتعاد عن روتين الإعداد اليومي للفطور".
وخلص السيد أمين إلى أن "شهر رمضان يعد شهر صحة وتزكية، لأجل ذلك ينحو التوجه خلال هذه الفترة عموما نحو السياحة الطبيعية (السياحة الإيكولوجية)"، مضيفا " لا يتعلق الأمر بفترة سياحية جدا لكن ترتسم هناك عروض في الأفق".
(زين العابدين تيموري)