المباركي: المتقاعدون يعانون من تجميد تقاعداتهم منذ 25 سنة

انطلاق الدورة التكوينية السابعة لجمعيات دعم مرضى القصور الكلوي بجهة الشرق

سطات: أكبر حملة لتحرير الملك العمومي تنفذها السلطات المحلية

إخراج سيارة سقطت داخل مصعد كهربائي بالدار البيضاء

سقوط سيارة داخل مصعد بشارع عبد المومن بالدار البيضاء يستنفر مصالح الأمن

بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

لماذا يدافع وزير العدل بشكل مستميت عن عدم متابعة السياسيين والمنتخبين بخصوص نهب وتبديد المال العام؟

لماذا يدافع وزير العدل بشكل مستميت عن عدم متابعة السياسيين والمنتخبين بخصوص نهب وتبديد المال العام؟

أخبارنا المغربية

بقلم: إسماعيل الحلوتي

في جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية المنعقدة يوم الثلاثاء 19 أبريل 2022 بمجلس المستشارين، أبى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير العدل عبد اللطيف وهبي المثير للجدل، إلا أن يصنع الحدث مرة أخرى وينصب نفسه محاميا للترافع ليس عن حماية القدرة الشرائية للمواطنين، وإنما دفاعا عن المنتخبين والشخصيات السياسية بخصوص نهب وتبديد المال العام، من خلال منع جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال حماية المال العام من تقديم شكايات ضدهم.

ذلك أن الرجل الذي كان يبدو معارضا شرسا لرئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران، وخاصة عندما رفع شعار "عفا الله عما سلف" في وجه أولئك الذين نهبوا أموال المؤسسات العمومية واستزفوا صناديقها، والذي عودنا إبان فترة "المعارضة" على تصريحاته النارية ضد المفسدين، عاد اليوم من موقع الأغلبية ليفاجئنا برفضه البات تقديم شكايات ضد المنتخبين المشتبه في تبديدهم أو اختلاسهم المال العام والإساءة إلى صورتهم أمام المجتمع والرأي العام الوطني. حيث أنه كشف عن نيته في إدخال تعديلات على القانون الجنائي، معتبرا أن وزير الداخلية هو وحده المسؤول على مراقبة صرف المال العام في المجالس المنتخبة، وأنه لا يحق لأي جهة أخرى محاسبة المدبرين الجماعيين حول سبل صرفهم المال العام.

وهو ما أثار موجة عارمة من التنديد والاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما أن "وهبي" لم يجد من مسوغ لموقفه المثير للسخرية عدا تخوفه من عزوف السياسيين عن الترشح مستقبلا للانتخابات. مما أدى إلى اتهامه من قبل رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام محمد الغلوسي، باستغلال منصة البرلمان لمحاولة إضفاء الشرعية على رغبته في توفير غطاء قانوني للمفسدين وناهبي المال العام، متسائلا عن الفرق بين الشخص المنتخب والمواطن العادي، الذي يمكن استدعاؤه من قبل الجمعيات إلى القضاء لمحاكمته حتى لو كان صحافيا وناشطا حقوقيا؟ فهل معنى هذا أن المنتخب في الدرجة الأولى من المواطنة، ولا يجوز تلويث سمعته بجره للمحاكم، مهما ارتكب من فضائح أخلاقية وجرائم مالية ثابتة؟ ثم أين نحن من حق الهيئات المدنية في ممارسة الرقابة على المال العام، الذي يكفله لها الدستور؟

وبعيدا عن محاولة الحكومة التهرب من تصريحات وزيرها من خلال الناطق باسمها مصطفى بايتاس في الندوة الصحفية التي تلت المجلس الحكومي المنعقد يوم الخميس 21 أبريل، فقد بات واضحا لدى المغاربة أن الحكومات المتعاقبة على خط واحد في التستر عن إمبراطوريات الفساد، خاصة عندما أقدمت حكومة أخنوش رئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار" منذ بداياتها الأولى على سحب مشروع القانون الجنائي المتضمن لتجريم الإثراء غير المشروع، ثم لم تلبث أن سارعت إلى سحب مشروعي قانون احتلال الملك العمومي واستغلال المعادن، والالتفاف على مطالب المجتمع المدني الرامية إلى مكافحة الفساد والرشوة ونهب المال العام وربط المسؤولية بالمحاسبة. وهو ما يؤكد حرصها الشديد على حماية المفسدين الذين راكموا ويراكمون ثرواتهم، عبر نهب المال العام في غياب المراقبة والمحاسبة الصارمتين.

وقد تجلى ذلك في إصرار الوزير وهبي على تعديل قانون المسطرة الجنائية، بهدف حرمان جمعيات المجتمع المدني من وضع شكايات بشأن اختلاس وتبديد المال العام ضد المنتخبين، لما لذلك من انعكاسات سلبية على وضعهم، والإبقاء فقط على صلاحية وزارة الداخلية في تقديمها للنيابة العامة، إلى جانب المجلس الأعلى للحسابات الذي له كذلك الحق في إحالة ملفات فساد على الوكيل العام، باعتباره مؤسسة دستورية في وضعية طبيعية. ألم يكن حريا بسيادته الترافع في المقام الأول عن حماية موارد الدولة وتحصين المال العام بما يكفي من الجرأة، عوض الدفاع عن المفسدين؟ 

فمن المرفوض أخلاقيا وسياسيا أن يرغي الوزير "وهبي" ويزبد ويهدد ويتوعد، وهو المحامي الذي خبر دهاليز المحاكم واطلع على عديد ملفات النهب، التي ليس أبطالها سوى عددا من رؤساء الجماعات الترابية ومجالس المدن ومستشارين جماعيين من مختلف الهيئات السياسية في الأغلبية والمعارضة، بينما يفترض فيه العمل بجدية على تعزيز الديمقراطية وإرساء أسس دولة الحق والقانون، عوض الاندفاع نحو تكريس الفساد بمختلف أشكاله والإفلات من العقاب وتعطيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

إن ما لا يمكن استساغته هو ادعاء الكثير من المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن العام ببلادنا، بأن مكافحة الفساد وحفظ المال العام مسؤولية الجميع، وأن الانخراط في معركة القضاء عليه واجب وطني وأخلاقي، ثم يأتي وزير العدل ويباغتنا برغبته في منع المجتمع المدني من مقاضاة المنتخبين، تاركا صلاحية القيام بذلك لوزير الداخلية على اعتبار أنه الوحيد الذي يوفر ميزانية الجماعات الترابية، ناسيا أن ميزانية وزارة الداخلية ذاتها هي مال عام، ويمكن تقديم شكاية ضده وحتى مصالح وزارته الخارجية من عمالات أقاليم وباقي الولايات، كلما ثبت تورطها في شبهة تبديد أو تبذير أو اختلاس للمال العام.

 

مؤسف حقا أن يكتشف المغاربة مرة أخرى وفي ظرف وجيز أن الرهان على التحالف الحكومي الثلاثي في الاستجابة لانتظاراتهم وتحقيق ما عجزت عنه حكومتا البيجيدي، كان خاسرا. إذ بدا واضحا أن تصريح وزير العدل يندرج في إطار مخطط لضرب مكتسبات المجتمع المدني، والتصدي للحق في أي محاولة لمراقبة المسؤولين والمنتخبين، مما يحتم على جميع القوى الحية بالبلاد تكثيف الجهود في اتجاه إفشال كل المناورات الرامية إلى العودة بنا إلى ما قبل دستور 2011.

 


عدد التعليقات (14 تعليق)

1

اطلنتكي

لماذا ؟

الجواب واضح ولا يتطلب تفسيرات اخرى !!! ولكن اضف من عندك .... واتمم

2022/04/23 - 06:58
2

مواطن

المسؤولية تكليف ليست تشريف

عند ربكم تختصمون كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذي الجلال و الإكرام

2022/04/23 - 07:01
3

موحى وهبي

عصابة علي بابا

ليس لدينا في المغرب رجال دولة أو سياسيين لديهم الغيرة على الوطن او حب الوطن لدينا كراكيز بيادق يحركون كما تحرك الدمى لاح ولا لهم. ولاقوة ابتلينا بامثال هؤلاء الصعاليك....

2022/04/23 - 07:12
4

Abbes

محاربة الفساد

إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة!!!

2022/04/23 - 07:39
5

الصحراء المغربية

حلوفو كرموسو

طبعا سيدافع عن المبذرين لانه يوجد على راس القائمة. الحقيقة بانت للجميع. ما بقى مايتخبى. ولكن سياتي يوم سينفجر فيه كل شيء.

2022/04/23 - 08:16
6

منير

وا فضيحتاه

برب الكعبة لحساب من يشتغل هذا الشخص، لكم الله يا حماة الفساد، و لكن يستاهلوا المغاربة (لي جا يضحك عليهم).

2022/04/23 - 08:22
7

محمد

بدون تعليق

بكل بساطة لأنه مجرد منتخب وسياسي وأن حقيبة الوزير ستأخد منه اليوم قبل غد، هذه هي فرصته كي يحمي نفسه مستقبلا.

2022/04/23 - 08:37
8

محمد

المتصلق

السبب واضح وضوح الشمس في وسط النهار هو اولا ماء حامي يتربص بالمال ولا يريد المحاسبة ولا المتابعة ومن اجل هذا كله تسلق المناصب حتى وصل الى وزارة العدل بعد ان فشل في حقيبة رئيس الحكومة لما صدم بالجبل اخنوش فانبط له انبطاحا

2022/04/23 - 09:27
9

جواد

لا حول ولا قوة إلا بالله

يتحملون أمانة لا يستطيعون تأديتها.إنه العدل يا سادة.حسبي الله ونعم الوكيل فيهم

2022/04/23 - 10:35
10

عدلوني

تغيير الكرسي

عندما يجلسون على كرسي البرلمان تكون تدخلاتهم قوية ضد الحكومة و مع الشعب و عندما يجلسون على كرسي الحكومة يصبحون اناس اخرين. بالدارجة ديالنا مكيعقلوش على الشعب. عند ربكم تختصمون

2022/04/23 - 11:30
11

عبدو

الرحيل

البلاد مشات فيها وعيق البريق خاص تدخل من الفوق والا........

2022/04/23 - 11:50
12

عبد القادر

كل شيئ واضح وضوح الشمس

كلنا فاهمين علاش راكم عارفين بلامنفسر ليكم?

2022/04/24 - 01:10
13

tazi

La peut

السيد فكرشو لعجينة .حيد قانون الاعلان عن الملكية البرلمانية والوزراء....كيحمي راسو من المتابعات

2022/04/24 - 01:39
14

محمد

سطات

فسدون هم الي في جمعيات حماية مال لعام لاستبداد في المنتخباون غير عطيني ولا ندير بيك شكاية ديل كدوب سير تخدم في المعقول

2022/04/25 - 05:47
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات