أخبارنا المغربية ـ وكالات
بعد أن تلقت ضربة مالية قاسية بسبب خسارة كبيرة في عدد المشتركين، اتخذت منصة "نتفليكس" عدة إجراءات للخروج من المأزق الحالي، تمثلت بالأساس في إلغاء العديد من المشاريع التي كانت قيد التطوير. وكان قسم الرسوم المتحركة التابع لعملاق البث الأكثر تضررا من هذه الخطوة، بعدما تم إلغاء العديد من مشاريعه، بما في ذلك فيلم "ذا توايتس" لرولد دال الذي كان من المرتقب إصداره على المنصة.
وقد أعلنت "نتفليكس" في 19 أبريل الجاري، أنها خسرت 200 ألف مشترك خلال الربع الأول، وتتوقع خسارة مليوني مشترك آخرين خلال الربع الثاني، وهو الأمر الذي تسبب في انهيار قيمتها السوقية، التي انخفضت بـ 54 مليار دولار.
وأثار هذا الانخفاض، وهو الأول الذي تم تسجيله لدى خدمة البث الأمريكية منذ أكثر من عقد، قلق المستثمرين بشأن آفاق المنصة بشكل خاص ومستقبل إنتاج وبث الفيديوهات بصفة عامة.
من جانبها، عزت شركة "نتفليكس" معظم الخسائر التي تكبدتها على مستوى المشتركين في أمريكا الشمالية إلى ارتفاع الأسعار. وفي هذا الصدد، أكد مسؤولو الشركة أنهم سيستعيدون هؤلاء المشتركين بمرور الوقت، مشيرين إلى أن الشركة رفعت أسعارها عدة مرات في أسواقها الرئيسية واستمرت مع ذلك في كسب المشتركين.
وللخروج من الأزمة، تعتزم الشركة أيضا القيام بحملة ضد مشاركة كلمات السر، حيث بإمكانها التقليل بسرعة من عمليات مشاركة كلمات السر، مثل تلك التي تقع على مستوى بعض مواقع الويب المشبوهة التي تقدم حساب شخص ما مقابل دولار واحد شهريا.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الأمور تصبح أكثر تعقيدا عندما يتعلق الأمر بمشاركة كلمة السر مع العائلة والأصدقاء، حيث لا يرغب عملاق البث في إثارة غضب المشتركين الذين يدفعون أكثر حتى يتمكن أقرباؤهم من الاستمتاع بالخدمة في نفس الوقت وفي مواقع مختلفة. وفي الوقت الراهن، تعمل "نتفليكس" على اختبار حل في أمريكا اللاتينية، حيث يتعين على المشتركين دفع مبلغ إضافي لمنح حق الولوج إلى أشخاص من اختيارهم.
وفي هذا السياق، قال مدير العمليات في "نتفليكس"، غريغ بيترز، بخصوص نتائج المنصة، "إذا كان لديك أخت، على سبيل المثال، تعيش في مدينة أخرى، وتريد مشاركة حسابك على المنصة معها، فهذا أمر رائع. لن نقوم بإيقاف هذه المشاركة، لكننا سنطلب منك دفع مبلغ إضافي".
ومع ذلك، وبغية دفع تكاليف جميع برامجها، والتي ستكلف حوالي 18 مليار دولار هذه السنة، يتعين على "نتفليكس" رفع أسعارها بشكل أكبر. لذلك، قررت الشركة الأمريكية تقديم نسخة أرخص تتضمن عرض الإعلانات التجارية. وفي سياق آخر، قالت المنصة إن المنافسة كانت أحد الأسباب الأربعة التي أدت إلى خسارة مشتركيها، لا سيما مع احتدام المنافسة مع "ديزني" التي تقترب الآن من 130 مليون مشترك.
علاوة على ذلك، يأتي التأثير المتزايد لمنصة "آبل تي في+" على صناعة البث المباشر، وحقيقة أنها تفوقت مؤخرا على "نتفليكس" بعد حصولها على أوسكار أفضل فيلم، ليضيق الخناق على "نتفليكس" بشكل أكبر.
ويبدو أن الصعوبات التي تواجهها "نتفليكس" لا تبشر بخير بالنسبة لمنافسيها، بما في ذلك "ورنر بروس" و"ديسكافري" و "والت ديزني" و"بارامونت غلوبال"، لاسيما أن هذه الشركات سجلت بدورها انخفاضا في أسهمها هذا الأسبوع في أعقاب خسارة "نتفليكس" لمشتركيها، في حين تم إغلاق خدمة "سي إن إن+" الجديدة التي تم الترويج لها بشكل كبير، بعد شهر واحد فقط من التشغيل، وهو الأمر الذي يؤكد أن المنافسة تحتدم أكثر فأكثر في عالم بث الفيديوهات.