خليل البخاري
مع اقتراب موعد اجراء الامتحانات المدرسية الجهوية والوطنية، يلجأ عديد من التلاميذ والتلميذات الى الغش وهو نمط سلوكي مرفوض وغير مشروع، وامر مرفوض ولا يليق بقدسية العملية التعليمية واهدافها السامية والنبيلة. كما يمثل الغش انتهاكا صارخا لحرمة الامتحانات واهدارا لجهود التلاميذ وخاصة المتميزين ويعيق مهمة الأساتذة والمختصين في التقويم من الوقوف على مواطن القوة والضعف لدى التلاميذ والتلميذات.
يلجأ التلاميذ لأساليب متعددة ويتفننون في صورها واشكالها لينقلوا اجابات أسئلة الامتحان خفية دون أت يراهم الأساتذة المكلفون بالحراسة داخل قاعات الامتحان ، همهم الوحيد هو اجتياز الامتحان بتفوق.
يواجه تعليمنا ظاهرة الغش في كل موسم دراسي وأصبح الغش يشكو منه الأساتذة من انتشاره في جميع الاسلاك التعليمية من الابتدائي الى الجامعي. والغش رذيلة من أخطر الرذائل في المجتمع وضياع له. كما يمثل الغش سلوكا انحرافيا يخل بالعملية التعليمية ويهدد أحد أركانها وهو ركن التقويم. اذ يعد الغش في الامتحان الجهوي والوطني بمثابة تزييف لنتائج التقويم مما يضعف من فاعلية النظام التعليمي ككل ويعوقه عن تحقيق أهدافه.
ويلقي البعض الغش على نمط التنشئة الاجتماعية التي تعرض لها الفرد طوال مراحل حياته بينما يلقيها البعض الآخر على النظام التعليمي فضلا عن عناصر العملية التعليمية كالمدرسين وصعوبة المنهج الدراسي و طبيعة الحياة المدرسية..ويلقي البعض تبعة الغش الى التلاميذ أنفسهم الذين يلجأون إليه بسبب اهمالهم الدراسي . فمدارسنا بشكل عام تعاني من سلبية عدد من الآباء في متابعة أبنائهم وترك الحابل على الغارب للإدارة المدرسية لتتحمل التربية والتعليم.
ان ممارسة التلاميذ لسلوك الغش في الامتحانات المدرسية، يعد افسادا لعملية التقويم في مجال التحصيل الدراسي.والغش له تأثير سلبي على التلميذ والمجتمع على السواء، بحيث يصبح التلميذ غير منتج وغير واثق بنفسه وغير قادر على تحمل المسؤولية.
ان اسباب الغش في الامتحانات المدرسية متعددة ومتداخلة، منها سوء نظام الامتحانات واعتمادها على الحفظ، وضعف صياغة أسئلة الامتحان من قبل اللجنة المشرفة على اعداد المواضيع اضافة إلى صعوبة المادة الدراسية ورغبة بعض التلاميذ في الحصول على معدلات مرتفعة تمكنهم من ولوج المعاهد العليا والخوف من الآباء ونقص المراجعة والاستعداد لدى البعض وضعف مستواهم وعدم احساسهم بالمسؤولية ، وعدم تناسب موضوع الامتحان مع الزمن المخصص للانجاز، وتهاون بعض المراقبين اثناء الحراسة وغياب إدراك ووعي من بعض التلاميذ لمخاطر وعواقب الغش وافتقارهم المعايير الاخلاقية والقيم الأساسية وهذا يقع على مسؤولية الأسرة اضافة إلى تدني مستواهم المعرفي نتيجة انخفاض التحصيل الدراسي لديهم بشكل عام. كما أن نظامنا التعليمي لازال يقوم على الحفظ والامتحانات النمطية التي في غالب الأحيان لا تقيس القدرات اضافة إلى التقدم التكنولوجي الذي غير من وضعية الغش فاتحه التلاميذ والتلميذات الى استخدام وسائل أسرع وأكثر خفاء مثل الهاتف المحمول والسماعات. وللتذكير، هناك مواقع التجارة الإلكترونية تعرض رقاقات إلكترونية تستعمل في تلقي الإتصالات الهاتفية موصولة بسماعة دقيقة لتلقي الإتصالات الهاتفية.والغريب في الامر أن بعض التلاميذ يتباهون ويشكرون الأساتذة المراقبين على دعمهم ومساهمتهم في الغش ويكرهون أولئك الذين يلتزمون بالصرامة ويؤدون واجبهم . كما أن هناك بعض الاباء يوصون المراقبين على التساهل مع أبنائهم لضمان نجاحهم.
ولمواجهة ٱفة الغش, ينبغي تشديد الرقابة داخل قاعات الامتحان وعدم التساهل مع مرتكبي الغش والعمل على تطوير نظام التقويم واعداد المواضيع بشكل علني يعتمد على التحليل والتركيب والتقد وابداء الراي والتقويم عوض طرح مواضيع تركز على الحفظ الببغائي للدروس . وينبغي كذلك اتخاد اجراءات بيداغوجية تتمثل في التوعية والتحسيس بخطورة الغش على المستوى العلمي والمهاري واجراءات تنظيمية تتمثل في تشديد الحراسة وعدم التسامح مع الذين يتواطئون في عملية الغش, ووضع عناصر الإجابة بدقة من أجل ضمان الموضوعية في التقيي اضافة إلى استعمال ٱلان للتشويش داخل مراكز الامتحان وقطع شبكات الإنترنت خلال فترة الامتحانات المدرسية.
وصفوة القول فالغش بكل تلاوينه يكسر جسور التواصل والثقة بين التلميذ وزملائه وأساتذته وكذا محيطه التربوي بشكل عام لذا من الواجب العمل على اجهاض كل محاولات الغش بانواعه كافة بين التلاميذ والمحافظة على سير العمليةالامتحانية .
أحمد الهناء
رأي
مقال جميل حيت تجده يتحدث عن ضاهرة الغش متطرقا الى انواعها وتجلياتها كما وجدت فيه بعض الاقتراحات للحد او النقص منه.