سعاد درير
قد تكون الأيام القادمة مثيرة أكثر وموجِعة أكثر فأكثر في ظل التوقعات والتوجسات الحالفة ألا تخذل موعدها مع زمن جذري القرود الذي ربما يحتل مكانه على حلبة لا تبشر بنهاية لعبة الزمن بعد احتمال السقوط الوشيك لحصان كورونا.
ذيل من الأمراض التي لم يتنبأ بها العرافون ها هو يهدد بأن يجلد البشر ويوقعهم تباعا في حفرة الاستسلام ليؤكد لنا بأن الحياة معركة صغيرة كان من الأجدى أن نقنع نفوسنا بانهزامنا فيها حتى نتفرغ لما هو أهل بأن نتفرغ له.
والسؤال الذي يكاد يجتر نفسه على مدار الوقت يظل يحوم حول الخيبة الثقيلة لإنسان اليوم الذي لا يتوانى عن أن يستدرجه الغرور إلى نقطة الصفر مع كل خسارة يتكبدها عند فشله في العثور على ما يمتص غضبه وهو يقف عاجزا عن أن يجد الدواء الذي يقف للداء بالمرصاد.
كأنها الضريبة التي يدفعها إنسان اليوم تكفيرا عن تماديه في الفتوحات التي يمليها التطور والتحديث والابتكار والاختراع والقفز على حواجز الأخلاق والمبادئ والقيم والمواثيق المنظِّمة لتحرك الإنسان في اتجاه تدجين وحوش الرغبة الأمارة بتغيير دينامية الحياة البشرية عبر تسجيل إصابة تلو الإصابة مهما كلف حرق الغابة.
إلى متى يَسكن الوحشَ البشري هاجسُ التمرد والتحدي لشريعة الكون الذي يبحث له المخططون الجُدد لهندسة الحياة عن مقاسات أخرى لا تستقيم مع مسطرة الانقياد للقوانين السماوية والمقدسات في غياب احتكام لسلطة العقل الذي إذا كان لا يَكفر بجاذبية اينشتاين فهو لا يستهين بالنصوص التشريعية وثوابت العقيدة والدين؟!
شيء ما يحتاج إلى ضبطه، أو لِنَقُل إننا مدعوون إلى إعادة نظر في ما يبَرمَج له في قنوات البحث عن تدمير غريزة الإحساس بالحياة، شيء ما يحتاج إلى تطهير بيئة تفكير الإنسان الرافض لبقاء الجنس البشري كما كان، شيء ما يحتاج إلى تعديل خريطة الحياة على الأرض لنعود إلى السِّلم الذي فارقناه حتى لا يَضرب لنا الزمن مواعيد مرتَقَبة مع كُساح الفئران وجرب الضفادع وحُمَّى الحلزون وسعال السلاحف ورجفة الدجاج وانفلوانزا النّعاج...