البرلماني شهيد يقصف الحكومة: سرقتم البلاد وتريدون سرقة حتى التاريخ

نبيلة منيب تشيد بمغاربة هولندا وتوجه انتقادات نارية للحكومة

احجيرة: التعديل الحكومي ماشي للترضيات وإنما لتسريع وتيرة البرامج

السعدي: لن ننخرط في الحملات التي تسيئ لوطننا بسبب حسابات سياسية ضيقة

بايتاس: منجزات الحكومة لا تدع مجالا للشك بكونها حكومة اجتماعية بامتياز

السعدي: الحكومة قامت بإصلاحات غير مسبوقة وهي مستمرة بفضل مشروعيتها الانتخابية

السطو الايديولوجي في المغرب الكبير

السطو الايديولوجي في المغرب الكبير

حسن أبراهيم

 

كثيرا ما نسمع عبارات ايديولوجية، تحملها أسماء جغرافية، لا علاقة لها بتاتا بهذه الجغرافيا، صحيح أن بلاد الامازيغ خضعت في حقب تاريخية مختلفة لموجات استعمارية حاولت ابادة الامازيغ هوياتيا ومحو حضارتهم من الجذور و خلق كتل بشرية تعلن انتماءها للمسيطر الاجنبي، تعتنق معتقداته ولغته وثقافته، لكن هذا لم يلزمها أبدا، ان تتناسى ثقافتها و تاريخها العريق. 

مايجب ان يعرفه و يستوعبه كل شمال افريقي عموما، هو أنه تمت رومنة (من روما)،  تتريك،فرنسة، و تعريب...هذه الأرض التي شاءت أقدارها ان تكون غنية  بالخيرات، هذه الأرض التي غزتها مختلف التلاوين السابقة الذكر لاستنزافها، لكن لم يكتفوا بهذا، بل حاولوا جاهدين السطو حتى على جغرافيتها أو ما يسمى اليوم الطوبونيما.

إن تداول مفاهيم مثل "المغرب العربي" إلى حدود كتابة هذه الأسطر هو سطو ايديولوجي و إبادة لهذه الأرض، و هو يمثل استعمارا فكريا ما زالت تمارسه القومية العربية على الثقافات الأخرى.

لقد بات من الواجب مراجعة هذه المفاهيم باعتبارها دخيلة على شمال إفريقيا، و لا تمت للجغرافيا بشيء، إذ ان الطوبونيما لا تتسمى بلغة ما، و إلا لكانت السنغال بلدا فرنسيا، و كانت جنوب افريقيا بلدا انجليزيا...وقس على ذلك. نماذج يندى لها الجبين، "الوطن العربي"، "الأمة العربية" و"الثقافة العربية" و"الفن العربي" ...التي مازالت مستعلمة إلى حد الآن في كل القنوات الرسمية، ليس المشكل هنا في التسمية، لكن في اختراق وطن ليس وطنها و إدماجها في مجال ليس مجالها.

ما يجب أن يفهمه أصحاب هذا الإدعاء القومي في شمال افريقيا، أن سكانها (الأمازيغ) ليسوا ضد فكرة القومية العربية حين تطبق في إطارها الجغرافي والبشري والتاريخي الذي هو شبه الجزيرة العربية، حيث للعربي الحق أن يفتخر بقوميته أشد الافتخار، لكن عندما تخرج هذه القومية عن الإطار الجغرافي الخاص بها وتفرض على الغير، فعندئذ تتحول إلى استعمار واحتلال يجب مقاومتها، لذلك نقول، نحن الأمازيغ للعروبيين: إن لنا خصوصيتنا ومميزاتنا الحضارية وتاريخنا وثقافتنا، ولن نصير عربا مهما فعلتم، وإن طال نضالنا قرونا من الزمن.

نفس الشيء عندما نسمع مصطلح "المغرب الاسلامي"، هذا ضرب صارخ في حق أرض عرفت تعايش كل الديانات، إن كانت هذه التسمية سليمة، فهذا يهني أن شمال افريقيا سيسميه أصحاب دين آخر بهذه التسمية "المغرب اليهودي"، "المغرب المسيحي"، "المغرب الالحادي"، "المغرب العلماني"...متى كانت الطوبونيها تتسمى و تنتسب لديانة معينة؟

في الختام، لا بد ان نشير إلى ان هذه الأرض جمعت مختلف اللغات، مختلف الديانات و مختلف الثقافات، لهذا وجب استحضار جميع المكونات دون تمييز و نقص، و بالتالي فالتسمية الضامنة لهذه الاختلافات هي "المغرب الكبير" ، أو "شمال افريقيا" بعيدا عن التأويلات الضيقة.

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات