قالت البروفيسور زبيدة بوعياد، رئيسة جمعية الإنقاذ من السل والأمراض التنفسية، إن الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا، تعهد بأن يقدم المساعدة لوزارة الصحة لمكافحة داء السل بالمغرب. وأضافت بوعياد، في اتصال هاتفي أجرته معها «الصباح»، أن المجلس الإداري الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، وافق على منح مساعدات للمغرب من أجل القضاء على السل، مشيرة إلى أن تقدم وزارة الصحة بطلب للصندوق يندرج في إطار الإستراتيجية الوطنية الجديدة التي وضعتها الوزارة لمكافحة السل والتي تهدف إلى خفض نسبة الإصابة به بـ 6 في المائة سنويا في أفق 2015.
وأوضحت بوعياد أن المغرب سيستفيد عند توقيع الاتفاقية مع الصندوق العالمي من مساعداته طيلة السنوات الخمس المقبلة، مضيفة أن البرنامج الاستراتيجي للوزارة سيعمل أيضا على تقليص نسبة المنقطعين عن علاج داء السل من 10 في المائة إلى أقل من 2 في المائة، والحفاظ على معدلات الكشف وعلى نسبة نجاح العلاج في أزيد من 90 في المائة.
إلى ذلك، كانت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، أكدت أن الميزانية المخصصة لشراء أدوية السل عرفت تزايدا ملحوظا بنسبة 40 في المائة، إذ انتقلت القيمة المخصصة لشراء هذه الأدوية من 19 مليون درهم في 2009 إلى أزيد من 31 مليون درهم في 2010.
وذكرت بادو أن داء السل شكل منذ عدة سنوات إحدى مجالات التدخل الرئيسية ذات الأولوية في جميع السياسات الصحية التي تبنتها وزارة الصحة، مشيرة إلى أن تنفيذ إستراتيجية مكافحة السل بالمغرب مكن من الكشف عن أزيد من 80 في المائة من حالات السل الرئوي الإيجابية، وتحقيق معدل سنوي لنجاح العلاج يتراوح ما بين 85 و90 في المائة.
وتفيد آخر المعطيات الرسمية حول الوضعية الوبائية لداء السل بالمغرب، إلى حدود سنة 2008، وجود 25 ألفا و500 مغربي مصابين بداء السل، بمعدل انتشار للداء يصل إلى 82 شخصا من بين كل مائة ألف، بينما يصل معدل الإصابة بالسل الرئوي إلى 37.4 شخص في كل مائة ألف نسمة، 53 في المائة منهم يحملون النوع المعدي من المرض، وهم من الفئة العمرية بين 15 و35 سنة.
ويتمركز داء السل في المناطق الحضرية بالمغرب بشكل كبير، مقارنة مع المجال القروي، إذ تأتي الدار البيضاء على رأس القائمة، تليها جهتا طنجة وتطوان، والرباط، وجهات أخرى.
ويعد السل الرئوي الأكثر انتشارا، إذ يشكل 60 في المائة من بين أنواع السل الأخرى، ويهدد الفئات التي تعاني الهشاشة والفقر، وينتشر بشكل أكبر وسط الذكور أكثر من الإناث، إلى جانب تأثيره على ذوى ضعف الجهاز المناعي، إذ أن 30 في المائة من المصابين بداء السيدا في المغرب مصابون بالسل.
يشار إلى أن جرثومة السل المقاومة للدواء يتعذر علاجها بسهولة، ويصبح حاملها بمثابة "قنبلة" تنقل العدوى في محيطه، وبين الأطر الطبية والتمريضية، في حالة عدم اتخاذ جميع شروط الوقاية