نجاة حمص
وني يا من تظن أننا نعيش بالمجان ..اعلم يا فلتة الذكاء المتقد أن تلك المعيشة التي تابعتم بأنظاركم إلى أن توارت بالحجاب، كانت كغيرها في باقي الأقاليم بالوسط والشمال، الفرق فقط في ساكنة يغلب عليها طابع البداوة وشيمها، ساكنة تحمد الله كثيرا ولا تشتكي الغلاء ولا المحن..
إذا كنتم تقصدون ساكنة المخيمات.. فنعم، لقد إستفادت وتستفيد، ومن حقها الإستفادة، فقد قدموا إلى مناطق متنازع عليها جد خطيرة، عاشوا في الخيام وسط "العجاج" والعقارب والخلاء، واجهوا الصعاب في الوقت الذي كان الكثيرون يرعبهم مجرد ذكر " البوليساريو".. صحيح.. ساكنة المخيمات إستفادت ويحق لها ..وما كان يوزع عليهم كانوا يوزعونه اذا زاد عن حاجتهم على المحتاجين أو يبيعونه بأثمنة زهيدة،.. عاشوا وعاش معهم الكثيرون بتلك المساعدات البسيطة، جزاهم الله خيرا ورحم أمواتهم.
أما "معيشة" الباقين فكانت كغيرهم في باقي المدن، نفس الأسعار ونفس الثمن، سلع "المخيم" هي سبب السمعة تلك، وإذا كنتم تحسدوننا على ثمن الدقيق فجربوه قبل أن تحسدوا.
أما النقل وأذينياته فمن حق الطلبة والتلاميذ الذين عاشوا وهم يغطون آذانهم بأيديهم كلما مرت طائرة منخفضة، مغمضين أعينهم بانتظار دوي الانفجار.. درسوا وسط الرشق بالحجارة وحرق المدارس و قنابل المولوتوف.. جمعوا بالغلط أكثر من مرة مع المتظاهرين..شمروا ملاحفهم وملابسهم وقفزوا من على الأسوار عقب التدخلات التي لا تفرق بين فاعل وغافل..في ظل غياب جامعات حقيقية مفتوحة في وجه ابناء الشعب دون وساطة أو تدخل،و علما أن أقرب جامعة تبعد 12 ساعة سفر.
وبعد هذا.. أحقا تحسدوننا على الريكيات؟