محمد شاكري
مع عقد العرب لدورتهم العادية و بعد مسلسل تأجيل تعددت أسبابه لكن عنوانه هو أن العرب يصعب عليهم الإجتماع و لو صوريا..كيف لا و فكرة إنشاء هذا الكيان كانت بإيعاز بريطاني نكاية في الإميراطورية العثمانية المتهاوية آنذاك..
الخنجر الذي مزق آخر دولة خلافة هو نفسه الذي يطعن هنا و هناك
يحاول الجسم العربي أن يستعيد بعض عافيته و هو الذي حارت في تشخيص علله كل النظريات السياسة و الإقتصادية القديمة و الحديثة..
انعقدت القمة على أنقاض جسد عليل ممتد من المحيط إلى الخليج تتوالى عليه الضربات و تتنازعه النعرات الدينية و العرقية و المذهبية.
فإيران تعيث فسادا في العراق و لبنان و اليمن و سوريا. ليبيا تعيش صراعا داخليا على السلطة بينما يسيل لعاب القوى الأجنبية على ثرواتها. سوريا ممزقة أكلت الحرب الأخضر و اليابس فيها و شردت أبناءها. الجزائر تناكف المغرب على صحرائه في صراع طويل أنهك الشعبين. أما فلسطين فهي أم الجراح و أصل الداء و الدواء.
أمريكا تتلاعب بكل دولة على حدة و الحكام الجبناء يسمون ذلك تعاونا و تحالفا، فهي تُأمر فتطاع و أنى لمن نصبته أمريكا و حمته و زودته بالسلاح أن يخرج عن طاعتها.
أينما وليت وجهك في هذه الرقعة الشاسعة الغنية بثرواتها و شبابها و طاقاتها. هذه الرقعة الجغرافية التي تملك من أسباب الإتحاد بينها أكثر مما يفرقها، أينما وليت وجهك تجد جروحا لا تندمل..حدود مغلقة، اقتصادات متهالكة أو مبنية على أساس البتردولار، شعوب تعيش تحت حكم العسكر و أخرى بأنظمة قمعية أو ديكتاتورية ناعمة.
أي نعم ترك الإستعمار في كل رقعة مسامير جحا لأنه كان ذكيا و كان يفكر كيف سيتحكم في اللعبة من بعيد و لعقود طويلة..و لكن ألم تستفيقوا بعد من خدركم؟ ألم تدركوا بعد أن الشعوب الأخرى تنظر إلينا نظرة احتقار و استصغار؟ ألا تخجلون من أنفسكم حين تلتقون أسيادكم و يسألونكم عن أحوالنا؟
لن تخرج القمة عن سابقاتها إعلان متمنيات و مطالبات و لا شيء عملي..فما بني على باطل فهو باطل.