أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
أصدرت "مجموعة البنك الدولي" تقريرا حديثا حول "المناخ والتنمية في المغرب"، ومدى إمكانية تأثير تغير المناخ على الأهداف الإنمائية للمملكة.
وجاء في التقرير، اطلع موقع "أخبارنا" على مضامينه، أنه "يمكـن أن يؤثـر شـح الميـاه علـى كل جانـب تقريبـا مـن جوانـب التنميـة الاجتماعيـة والاقتصاديـة المسـتقبلية فـي المغـرب".
التقرير نفسه أورد أن "المغـرب هـو أحـد أكثـر البلـدان شـحا فـي الميـاه عالميا"، مضيفا أنه "يقتـرب بسـرعة مـن الحـد المطلـق لنـدرة الميـاه البالـغ 500 متـر مكعـب للفـرد سـنويا".
وزاد المصدر عينه أن "تزايــد حــالات الجفــاف وشــدتها يشكل، بالفعــل، مصــدرا رئيســيا لتقلبــات الاقتصــاد الكلــي، وتهديــدا للأمــن الغذائــي فــي المملكــة".
ومــن منظــور أطــول أمــدا، يشير تقرير مجموعة البنك الدولي، "يمكــن أن يــؤدي انخفــاض توافــر الميــاه وانخفــاض غلــة المحاصيــل بســبب تغيــر المنــاخ إلــى خفــض إجمالــي الناتــج المحلـي بنسـبة تصـل إلـى %5.6".
هذا وتوقع المصدر المذكور أن "تتأثـر الزراعـة البعليـة سـلبا بشـكل خـاص بالجفـاف وشـح الميـاه"، لافتا إلى أن "الزراعـة البعليـة لا تـزال تمثـل %80 مـن المسـاحة المزروعـة فـي المملكـة، وتشـتغل بهـا معظـم القـوى العاملـة الزراعيـة والفلاحيـة".
وكشف التقرير أن "التغيـرات الناجمـة عـن تغيـر المنـاخ علـى الزراعـة البعليـة قـد تـؤدي إلـى هجـرة مـا يصـل إلـى 9.1 مليـون مغربـي إلـى المناطـق الحضريـة، أي %4.5 مـن إجمالـي السـكان، بحلـول عـام 2050".
المصدر ذاته استطرد أن "الاستثمار في البنيــة التحتيــة شــرط ضــروري، ولكنــه غيــر كاف لمواجهــة التحــدي المتمثــل فــي شــح الميــاه؛ وهنــاك حاجــة تغييــر هــذا النمـوذج".
ولم يفوت التقرير الفرصة دون أن يشير إلى أن "الاسـتثمار فـي البنيـة التحتيـة للميـاه يحقـق عوائـد إيجابيـة للاقتصـاد ويجـب أن يظـل أولويـة".
كما أضاف أن "هـذه العائـدات، اسـتنادا إلـى التجـارب الدوليـة والبحـوث الأكاديميـة واسـعة النطـاق، لـن تتحقـق بالكامـل مـا لـم يقتـرن تطويـر البنيـة التحتيـة بتدابيـر إضافيـة".
هذه التدابير لخصها التقرير المذكور في "إدارة الطلـب علـى الميـاه، فضلا عن حكامـة الميـاه، وغيـر ذلـك مـن الإجـراءات المصممـة لإحـداث تغييـرات سـلوكية".
وخلص التقرير، في الشق المتعلق بالجفاف وشح التساقطات المطرية في المغرب، إلى أن هذه التدابير "تنسجم مـع النمـوذج التنموي الجديـد، الـذي يوصـي بتحديـد القيمـة الحقيقيـة لمـوارد الميـاه، بالإضافة إلى تحفيـز اسـتخدام المـوارد وإدارتهـا علـى نحـو أكثـر كفـاءة وترشـيدا".