محمد شاكري
الصراع بين الغرب و الشرق ليس وليد اليوم فهو قديم قدم الحضارات نفسها. الصراع الذي يكون حضاريا، ثقافيا و سياسيا و في أحيان كثيرة عسكريا..و هنا يكون للمتغلب أن يسيطر بفكره و اقتصاده و سياسته...و لكن لن يستطيع أن يمحي الآخر أو يجعله نسخة منه.
أقول هذا الكلام بمناسبة استضافة قطر لكأس العالم و الضجة التي أثارتها الكثير من الدول حول المثلية و هم يعرفون حساسية هذه المواضيع في المجتمعات الشرقية و المسلمة خاصة، لكن أنانية الغرب و استعلاءه تجعله يرى الأمور بمنظار واحد فيصبح ديكتاتوريا في فرض رأيه.
تُفرض المثلية في الدول الغربية قهرا على تلك المجتمعات من خلال الإعلام و الجمعيات و المدارس رغم أنها ضد الفطرة الإنسانية، و يتم تجريم الآباء الذين يرفضون تلقين هذه الأشياء لأبنائهم، بل إن الكنيسة نفسها لا تجد في الإعتراف "الديني" بالزواج المثلي اللواطي -الذي يضرب مبدأ الأسرة- لا تجد في ذلك أي حرج في حين يتم تبخيس علاقة الزواج الشرعية.
و بغض النظر عمن وراء الترويج و الدعم اللامحدود لهذه الفئة، و في ذلك حديث ذو شجون، فإن نسبتها لن تتجاوز عتبة الصفر مقارنة مع باقي ساكنة هذا العالم، و هذا لا يعطي الحق للأقلية أن تفرض رأيها على الأكثرية.
يشهر الغرب ورقة حقوق الإنسان و الأقليات و المرأة و حتى حقوق الحشرات عندما يريد ابتزاز الدول الضعيفة..فهي آلية للضغط و تركيع الأنظمة الأخرى لأن هذه الأخيرة مهزومة داخليا و نفسيا و سجلها الحقوقي مخجل مع ميزة ممتاز. أما عن المجتمعات فلا يخلو مجتمع من ظاهرة من الظواهر و لكل مجتمع خصوصيته في التعامل معها بحسب مرجعياته و أخلاقياته، أما أن تفرض علي ما تراه أنت صوابا و أراه انا خروج عن الفطرة فتلك عين الديكتاتورية.