رشيد أخريبيش
"ولدي عندو جوج إجازات باه لاباس عليه وخلص عليه وقراه فالخارج" انتهى جواب وزير العدل المغربي السيد وهبي حول سؤال طرح عليه من أحد الصحفيين حول نجاح ابنه في مباراة الولوج إلى مهنة المحاماة التي أثير حولها كثير من الجدل .
اسمحلي سيّدي الوزير حتّى لو حصل ابنك على عشرات الإجازات في القانون وحتّى لو حصل عليها أبناء الوزراء من جامعات أجنبية، فهذا لا يعني أن لهم الكفاءة في اجتياز مباراة المحاماة بنجاح .
عوض أن تتحدّث سيّدي الوزير عمّا وقع بكل مسؤولية اخترت لغة الاستفزاز كما العادة و فضّلت أن تتحدث من برجك العاجي بسوء أدب، مخاطباً من مكّنوك للتّربع على عرش وزارة العدل.
لماذا يرفض السيد الوزير فتح تحقيق في تلك المهزلة وبذلك يفتح المجال لكثير من اللّغط حول التّلاعبات التي طالت مباراة ولوج مهنة المحاماة ؟
من يثق جيّدا في اللّجنه الّتي أشرفت على هذه المباراة لا يُمكن أن يرفض التّحقيق، ومن يفهم أنّ كل ما قيل هو مجرد حملة فيسبوكية لا أساس لها من الصّحّة لا يمكن أن يتهرّب من التّحقيق .
كلامك سيّدي الوزير حول هذه المباراة لا يليق بمنصبك الّذي يحتّم عليك الخُروج بردٍّ مقنع حول ما حدث، فلا يمكن أبداً لأيّ أحد أن يتقبّل ذلك الاستفزاز فقط لأن ابن الوزير كان من بين الناجحين الّذين أُسيل حولهم الكثير من المداد .
شئت أم أبيت ما حدث يطرح أكثر من علامات استفهام ،فكيف يمكننا التّسليم بفكرة الصُّدفة مع أنّ أغلب النّاجحين كانوا من عائلات مرموقة وبأسماء عائلية متشابهة و بأرقام بطاقات التّعريف المتشابهة .
كل خرجاتك تُظهر أنّك تصطف وراء اللوبي المُتحكّم في البلاد وأنت لم تخف ذلك في كل المُناسبات، وتتبجّح أنّك من الطّبقة البورجوازية، مع أنّك رجل تُمثّل وزارة العدل ومن المفروض أن من يمثل وزارة العدل وكل الوزارات كيفما كانت يجب أن يكون مسؤولاً عن تصريحاته .
شُبهة التّلاعبات الّتي تمّ طرحها في وسائل التّواصل الاجتماعي تحتّم على السّيد الوزير فتح تحقيق في الموضوع وإلاّ سيفقد الجميع الثّقة في تلك المباريات وسيصدّق الجميع فكرة أنّ مهنة المحاماة أصبحت حكراً على أبناء الوزراء والقضاة والسياسيين .
ليس صعباً على وزير العدل الّذي يعرف لون جواربنا أن يعرف ما حدث في مباراة المحاماة.
وليس صعبا عليه أن يخرج ليوضح بكل مسؤولية ما حدث لا أن يُبرّر ذلك بأنّ النّاجحين يملكون شهادات من جامعات أجنبية وأنّ الحملة قادها من يرتادون المقاهي ومن يُدوّنون على وسائل التواصل الاجتماعي.
للأسف حتّى الأحلام الصغيرة في هذا الوطن يتم تحطيمها بلا أدنى شفقة .