ماءالعينين بوية
للشان شأن، إنها الكرة، شعبيتها تجاوزت كل الرياضات، حتى ادعى البعض أنها في خانة مؤامرات الإلهاء، يتوهمون ذلك من كثرة النكسات، التي يرون أنها أداة لمن يتطورون ضد من ينتكسون، متناسين أن النكسة من خلل يتكدس، لا مؤامرة فوق مؤمرات الفساد و الزبونية و المحسوبية و الريع.....
من ضجة التذاكر، إلى زوبعة المحاماة، عالمان يختلفان عن عالم آخر يرتفع بأثقال الناس حيث لا سقف للتوقعات.
الضجتان تظهران كيف يستشري الفساد و أدرانه بين مجتمع يكاد يكون معزولا عن آخر منتهى فرحته الخروج إلى الشوارع عقب كل مباراة، صرخات الكبت، فجرتها لعبة كرة قدم.
يوما ما سيكون منتهى أحلام الأطفال أن يصبحوا لاعبي كرة يشتهرون و يستغنون و ينقذون أسرهم، كما في البرازيل أو الأرجنتين مثلا، فالفقر جعل من هؤلاء الأطفال مع عشق الكرة يخرجون نحو الشوارع لتحقيق آمال الانعتاق، لا دراسة و لا وظيفة....بينما في هذه الدول بعينها قد تجد شعبا آخر يلعب من عل، و يتشدق بفرحة الصبيان وهم يركضون حفاة كأنه مكسب لهم و لنزواتهم المخملية.
ترتفع الأسعار شيئا فشيئا، حتى تتضاعف مع حالات شجع، لا يخفيها تجار لا يرتدعون فيخافون، في مصر يتجاوز الدولار سقف الثلاثين جنيه، بعدما كان قبل عقد في حدود الست جنيهات، و تنتشر صور أرجل الدجاج كبديل وديك....إنه مسار تخاف أن تصل إليه دول أخرى....وهو مسار بات كابوسا يراه من تفتحت عيناه دهشة من ارتفاع سريع لأسعار مواد في حدود سنة إلى الضعف...!!!
شح المواد و غلاء الأسعار، حالة من حالات خوف الفقراء، في حين قد لا يراها أهل التذاكر، أو أهل المحاماة، فمنطق القدرة يفرض منطق الطمأنينة النسبية، الغني كيف له إدراك زيادة دراهم، قد لا يعرفها، في حين يقشعر كثيرون من قتامة وضع يدب بطيئا ليغتال ويسحق أكثر فأكثر فئات وفئات....