بوعزة ناصر
تعني الكمشة في معجم الوسيط: "الكمشة من الإناث: الصغيرة الضرع". وفي معجم القاموس المحيط: "كمش وكميش: الرجل السريع، والفرس الصغير الجردان...".
أما كلمة "زعيق" تعني حسب المعجم الغني: ز ع ق (صيغة فعيل): جاء الولد زعيقا: مذعورا، خائفا.
بالوصفين (كمشة وزعيق) نعت وزير العدل السيد عبد اللطيف وهبي أصحاب الشهادات في الحقوق والقانون بعد أن رجع ليثير موضوع المحاماة مرة أخرى في وقت هدأت فيه العاصفة شيئا ما، وهاجمهم بقوة، وأنهم صغار العقول وكبار الزعيق والذعور والكذب لا غير. كما هددهم بالسجن لولا أنهم مجرد أطفال لا يؤخذ بهم ولا يريد الزج بهم في المحاكم. "هناك كمشة سقطت في الامتحان...حتى أولئك الفتياة والذكور الذين يتقنون الزعيق، لا يتقنون الحقيقة"، واستدل على ذلك بمجموعة من الأوراق والأرقام والشكايات للراسبين في المباراة والتي تبين تزوير واختلالات وضعف حسب قوله.
وقد دافع رئيس حزب البام عن موقفه ونعوته لهم بأنها "أقل ما يقال في أولئك الأشخاص". وأنه لولا خجله لنعتهم بأكثر من ذلك. ولم تنج من حرب السيد الوزير "الصحافة وصحاب القهوة و الفيسبوكيين" حسب تعبيره، واسترسل في رده عن كل ما يخص مباراة المحاماة ووجه خطابه بوجه متحسر للجرائد واصحاب المقالات: "نهاية وهبي.. إقالة وهبي" دون الاتصال به وتحري الحقيقة، واصفا ذلك بالبهتان ولا علاقة له بالإعلام والمهنة. كما انتقد كل من يمس بحياته: "حياتي الشخصية ما دخلها؟" أو بأسرته متسائلا: " بأي حق يستيقظ الصحفي ويكتب أي شيء... بأي حق يأتي الصحفي ويكتب على ابنتي؟" وطلب بترك حياة ابنه وابنته ومواجهته شخصيا: "إذا أرادوني فأنا موجود.. إكون راجل ولا مرا ويجي يوقف قدامي". وهنا نسي السيد الوزير أنه "يوم لك ويوم عليك" فكما يرفض المساس بأبنائه فكذلك أبناء الناس من الصحافة والطلبة لا أحد سيقبل نعتهم بالكمشة والأطفال وهم رجال الغد، وزاد الطين بلة وشبههم بالكلاب؛ وهي عبارة قاسية ولا تصلح به كوزير ورئيس حزب معاصر يعول عليه "هناك من يتنقل بين البيانات كما تتنقل الكلاب بين المزابل".
فالأجدر بالسيد الوزير أن يترفع عن مثل هذه النقاشات وردود الأفعال والتراشق بالعبارات والبيانات "شد ليا نقطع لك". فالمسؤول دائما يتحلى بالصبر ويتقبل الانتقادات ويحاور بصواب وعقل ، ويجيب بحكمة ورزانة وثبات واحترام مهما كانت الأمور.