بوعزة ناصر
على بعد ساعات قليلة من دخول شهر رمضان المبارك، نلاحظ عودة المواد الغذائية إلى ارتفاعها الصاروخي من جديد دون رقيب ولا حسيب ولا دعم. وما زاد الطين بلة هو "الشناقة" او المضاربات التي تعمق الجرح وتؤثر على حياة الشغيلة التي تعاني في صمت مستعينة بالصبر في الشدائد، والصبر مفتاح الفرج، ونحن شعب صبور في الشدة والرخاء، في كل زمان ومكان، لكن "الصبر كيدبر.. وكيتقاضا ملي كتوصل العظم".
وهنا نتساءل: أليس في الأحزاب الثلاثة المشكلة للحكومة ذرة إنسانية اتجاه المواطن المقهور؟ ألا يحرسون على تطبيق القانون والالتزام بوعودهم أثناء الانتخابات؟ ألم يحن الوقت ليقتنعوا بما أخذوا من المكاسب والامتيازات على ظهر الإنسان المغربي البسيط؟ ... والله إنه من العيب في بلد فلاحي يصل فيه ثمن البصل على سبيل المثال إلى ثلاثة عشر درهما!! .."حشومة وعيب ميكونوش ناس الحكومة كيحسوا بالدراوش والمتضررين، گانهم عايشين فشي دولة أخرى وحاكمين شي شعب اخر". الكل يتوجع بدون استثناء، وهم يتبجحون بإنجازات لا وجود لها في الواقع، سوى على شاشة التلفاز وفي خرجاتهم الإعلامية. أما المواطن "وصل فيه الموس العظم" لأن قفته تحولت الى جبل على ظهره، وأصبحت ثقيلة لا يقدر على تحملها، بل حتى الموظف يتجرع نفس الشيء لأن راتبه هزيل ولا يساير الغلاء.
لذا على الحكومة أن تخرج من رقعة الصمت غير المفيد، ومتابعة الأزمة من بعيد. فالحكومة يجب أن تكون جادة وفاعلة وصاحبة المبادرات والحلول البناءة لمختلف الأزمات كيف ما كان نوعها وأسبابها، وتعمل على صيانة كرامة المواطن بدعم قدرته الشرائية. وذلك انسجاما مع شعارها الذي رفعته وهو: " الدولة الاجتماعية".
{ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، من لا يرحم لا يرحم".