أخبارنا المغربية
بقلم: برعلا زكريا
يعد قطب الجزيرة من أشهر القنوات الإخبارية في العالم، ولها دور كبير في تغطية الأحداث الإخبارية العالمية. وعلى مر السنوات، قامت الشبكة بتطوير وتحديث أساليبها في البث التلفزيوني والتغطية الإخبارية، وذلك من خلال استخدام تقنيات حديثة وابتكارية.
كما قامت الجزيرة بتطوير برامجها واستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي ما ساعدها على تعزيز مكانتها المتقدمة من بين أهم وأشهر القنوات الإخبارية في العالم، بصرف النظر عن الانتقادات الموجهة لها على غرار خدمتها أجندات سياسية معينة أو عدم الالتزام بالحياد في تغطية بعض القضايا.
ومن بين أحدث التقنيات التي أعلنت عنها الشبكة الإعلامية إنشاء مذيعة افتراضية تعمل باللغة العربية وتسمى "ابتكار".
تعمل "ابتكار" بتقنية التعلم الآلي، وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والمعلومات الإخبارية وتقديمها بشكل دقيق وسريع. وتتمتع "ابتكار" بقدرات متميزة في تحليل وفهم النصوص الإخبارية وتقديمها بشكل سلس ومتناغم، وتنذر بثورة في الإعلام حيث أن استخدامها يوفر العديد من الفوائد، من بينها: تغطية إخبارية سريعة ودقيقة، على مدار الساعة حيث يمكن لـ "ابتكار" العمل دون الحاجة إلى فترات راحة، مما يساعد على تحسين جودة التغطية الإخبارية وتقديمها بشكل مستمر، وكذا تقليل التكاليف المتعلقة بتوظيف المذيعين الحقيقيين، وتحسين كفاءة العمل، إضافة إلى توفير التغطية الإخبارية في الأماكن الخطرة التي يصعب على المذيعين الحقيقيين الوصول إليها.
وبشكل عام هناك بعض الدول العربية التي حققت تقدما في مجال الذكاء الاصطناعي كالإمارات العربية المتحدة والتي تعتبر من بين الدول العربية الرائدة في هذا المجال، حيث تم إطلاق استراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية في عام 2017، وتم تخصيص ميزانية كبيرة لتطويره. وتقوم الإمارات بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات مثل الصحة والتعليم والنقل. نفس المساعي نجدها في كل من السعودية وقطر.
وبالرغم من أن هذه الدول حققت تقدما في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من التحديات التي يواجهها العالم العربي في هذا الباب تتمثل في قلة الاستثمار في البحث العلمي كون الدول العربية من بين الدول التي تنفق نسبة صغيرة جدا من الناتج المحلي الإجمالي على البحث العلمي والتطوير إلى جانب ضعف البنية التحتية، و نقص الموارد البشرية المؤهلة و قلة الاهتمام الحكومي.
إن عالم اليوم وما يفرضه من تحديات جديدة يلزم حكومات الدول العربية تبني سياسات ناجعة وعملية في مجال الذكاء الاصطناعي سواء على المدى المتوسط أو البعيد.
من بين هذه التحديات الحروب السيبيرانية التي تهدد الأمن والاستقرار، كذلك استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الزراعة والصناعات بغية تحقيق الأمن الغذائي في مواجهة الجفاف والتغيرات المناخية والأخطار البيئية واستنزاف الموارد الطبيعية والتقلبات الاقتصادية العالمية. إلى جانب تطوير القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة وتسهيل الإجراءات الإدارية، ناهيك عن استشراف المستقبل عبر تحسين التنبؤات واتخاذ تدابير وقائية مناسبة.