ومع
يحتفل المغرب٬ اليوم الجمعة٬ وعلى غرار باقي دول العالم باليوم العالمي للوقاية المدنية٬ وهي مناسبة للإشادة بجهود عناصر الوقاية المدنية الذين يقومون بعمل جبار وتضحيات جسام من أجل تجنب مخاطر الكوارث بكل أصنافها.
ويشكل هذا اليوم٬ الذي يخلد هذه السنة تحت شعار "الوقاية المدنية وإعداد منظمات المجتمع المدني من أجل الوقاية من مخاطر الكوارث"٬ أيضا مناسبة لتسليط الضوء على الدور الهام الذي يضطلع به المجتمع المدني إبان الكوارث والأزمات والدعوة إلى مزيد الاستفادة من ديناميته وحضوره القوي وتجربته الواسعة للوصول إلى كل الجماعات٬ كما أنه مدعو ليضطلع بدور حاسم في العديد من عمليات إنقاذ الأرواح والممتلكات والبيئة قبل وأثناء وبعد الكوارث.
وعلى الرغم من مستوى الاستعداد ودرجة نجاعة معداتها٬ لا يمكن لمصالح الوقاية المدنية وحدها مواجهة المهام الكبيرة التي تفرض تدبيرا فعالا للكوارث.
وبغض النظر عن مهامها المعقدة ٬ فانه يتعين تعبئة الموارد والوسائل الخارجية. ومن هنا جاءت الحاجة إلى انخراط المجتمع المدني في هذا العمل الذي أثبت في كثير من الأحيان مساهمته الفعالة والمفيدة٬ خاصة على مستوى الوقاية٬ والإنذار المبكر والاستعداد في حالة حدوث كوارث٬ والتدخل خلال عمليات الإصلاح لاستعادة الوضع الطبيعي.
كما يتعين مواكبة الجهود التي تبذلها الدولة في مجال تدبير المخاطر عبر تدخل مكونات المجتمع المدني التي هي قادرة على إبراز روح العمل التطوعي٬ والتوعية الاجتماعية والوقائية وثقافة الوقاية لمواجهة الكوارث والحد من آثارها.
ويمكن للمجتمع المدني٬ الواعي والمنفتح على الجميع٬ إذا ما منحت له الوسائل التي تسمح له بالعمل كمنظمات لدعم هياكل الوقاية المدنية٬ أن يضطلع بدور محوري في توعية السكان وتهيئ المواطنين لمواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية أو التي يكون الإنسان سببا فيها.
ويمكن لهذه المنظمات أن تعتني بالأشخاص الذين لا يكونون في متناول مصالح الوقاية المدنية واستكمال عملها من خلال توفير المعطيات وتحليل الوضعية على أرض الواقع٬ وأن تشتغل في إطار منظم يحدد المهام والاستفادة من تكوين من أجل إعداد التدخلات في حالة كارثة والمشاركة في البرامج والاستراتيجيات الوقائية.
كما أن مختلف مكونات المجتمع المدني مدعوة للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ والإغاثة والإسعافات الأولية وعمليات الاستقبال وتوفير وسائل الإنقاذ (النقل والإنارة والتنظيف والإطعام).
وبهذه المناسبة٬ دعا الأمين العام للمنظمة الدولية للوقاية المدنية نواف الصليبي٬ في رسالته إلى المجتمع الدولي وجميع مصالح الدفاع المدني والوقاية المدنية ومصالح خدمات الطوارئ٬ إلى تشجيع المجتمع المدني على المشاركة في جهود التخفيف من الكوارث والاستعداد لمواجهة أي طارئ وضمان مستقبل أفضل مبني على التضامن ومشاركة المواطنين والمجتمع.
ويسعى هذا اليوم العالمي٬ الذي يخلد تفعيل إحداث المنظمة سنة 1972 بصفتها منظمة حكومية دولية٬ أيضا إلى أن يشكل مبادرة تفسح المجال لتعبئة المتطوعين وتوعية المجتمع المدني من خلال برنامج مستدام من أجل الاستفادة من الإمكانيات البشرية على المدى الطويل.
هذا ومن جهة أخرى بلغ عدد تدخلات عناصر الوقاية المدنية في المغرب خلال سنة 2012 ما مجموعه 394 ألف و720 تدخلا موزعا على جميع أنحاء التراب الوطني.
وتصدرت جهات الدار البيضاء - الكبرى والرباط - سلا - زمور - زعير تدخلات عناصر الوقاية المدنية حيث بلغت على التوالي 13 في المائة و11 في المائة من مجموع التدخلات.
وعرف عدد حرائق الغابة٬ خلال صيف 2012٬ انخفاضا ملحوظا حيث انتقل من 597 حريقا خلال صيف 2011 إلى 376 خلال نفس الفترة من سنة 2012٬ في حين بلغ مجموع عمليات الإغاثة في الشواطئ الوطنية 4787 مسجلة ارتفاعا قدره 12 في المائة.
وبخصوص حوادث السير٬ تدخلت عناصر الوقاية المدنية في 59 ألف و627 حادثة خلفت مقتل 1856 شخصا وإصابة 84 ألف و705 شخصا .
وسجلت جهة الدار البيضاء الكبرى أكبر عدد من الحوادث بما يفوق 14 ألف تليها جهة الرباط - سلا - زمور - زعير ب 5658 حادثة.
وبهذه المناسبة٬ تعتزم المديرية العامة للوقاية المدنية تنظيم عدة تظاهرات وعروض بجميع أنحاء التراب الوطني٬ خاصة تنظيم أيام مفتوحة تخصص لتقديم التجهيزات ومعدات الإغاثة والإنقاذ.
وتهدف الأبواب المفتوحة أيضا إلى توعية العموم٬ وخاصة الأطفال المتمدرسين٬ بمناورات التدخل في حالة وقوع حادثة وحريق وغيرها من حالات الطوارئ الأخرى.