وقفة احتجاجية ضد مدون دعا إلى بيع وجدة للجزائر

قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

شوارع باريس تكتسي اللون الأبيض استعدادا لاستقبال الشهر الأخير من السنة الميلادية

ضربة سـكين تنهي حـياة تلميذ بطنجة ومطالب بضرورة التدخل ومراقبة أبواب المدراس

استيراد اللحوم المجمدة يخلق جدلا واسعا.. مواطنون ومهنيون يرفضونها ويتسائلون: هل هي حلال؟

النص الكامل للخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش

النص الكامل للخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش

أخبارنا المغربية

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مساء اليوم السبت، خطابا إلى شعبه الوفي بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين.

 

وفي ما يلي نص الخطاب الملكي السامي:

 

"الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه. شعبي العزيز، لقد أنعم الله تعالى على بلادنا بالتلاحم الدائم، والتجاوب التلقائي، بين العرش والشعب.

 

وهو ما مكن المغرب من إقامة دولة - أمة، تضرب جذورها في أعماق التاريخ.

 

وإننا نحمده تعالى على ما أنعم به علينا من عونه وتوفيقه؛ حيث تمكنا من تحقيق العديد من المنجزات، و من مواجهة الصعوبات والتحديات.

 

والمغاربة معروفون، والحمد لله، بخصال الصدق والتفاؤل، وبالتسامح والانفتاح، والاعتزاز بتقاليدهم العريقة، وبالهوية الوطنية الموحدة.

 

والمغاربة معروفون على الخصوص بالجدية والتفاني في العمل.

 

واليوم، وقد وصل مسارنا التنموي إلى درجة من التقدم والنضج، فإننا في حاجة إلى هذه الجدية، للارتقاء به إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي يستحقها المغاربة.

 

شعبي العزيز،

 

إن ما ندعو إليه، ليس شعارا فارغا، أو مجرد قيمة صورية. وإنما هو مفهوم متكامل، يشمل مجموعة من المبادئ العملية والقيم الإنسانية.

 

فكلما كانت الجدية حافزنا، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات.

 

فالشباب المغربي، متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم.

 

فقد قدم أبناؤنا، بشهادة الجميع، وطنيا ودوليا، أجمل صور حب الوطن، والوحدة والتلاحم العائلي والشعبي، وأثاروا مشاعر الفخر والاعتزاز، لدينا ولدى كل مكونات الشعب المغربي.

 

وهي نفس الروح التي كانت وراء قرارنا، بتقديم ملف ترشيح مشترك، مع أصدقائنا في إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي نتطلع ونعمل على أن تكون تاريخية، على جميع المستويات.

 

إنه ترشيح غير مسبوق، يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم.

 

وتتجلى الجدية كذلك، في مجال الإبداع والابتكار، الذي يتميز به الشباب المغربي، في مختلف المجالات.

 

وأخص بالإشادة هنا، إنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وكذا تقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي.

 

وهي مشاريع تؤكد النبوغ المغربي والثقة في طاقات وقدرات شبابنا، وتشجعه على المزيد من الاجتهاد والابتكار، وتعزز علامة "صنع في المغرب" وتقوي مكانة بلادنا كوجهة للاستثمار المنتج.

 

كما تتجسد الجدية عندما يتعلق الأمر بقضية وحدتنا الترابية.

 

فهذه الجدية والمشروعية هي التي أثمرت توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية؛ وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي.

 

وبنفس الجدية والحزم، نؤكد موقف المغرب الراسخ، بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛ بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.

 

والجدية يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات:

 

الجدية في الحياة السياسية والإدارية والقضائية: من خلال خدمة المواطن، واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة.

 

وفي المجال الاجتماعي، وخاصة قطاعات الصحة والتعليم والشغل والسكن.

 

كما أن الجدية التي نريدها، تعني أيضا الفاعلين الاقتصاديين، وقطاع الاستثمار والإنتاج والأعمال.

 

والجدية كمنهج متكامل تقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص.

 

شعبي العزيز،

 

لقد ساهمت تداعيات الأزمة التي يعرفها العالم، وتوالي سنوات الجفاف، على المستوى الوطني، في ارتفاع تكاليف المعيشة، وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي.

 

لذا، وجهنا الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة، قصد تخفيف آثارها السلبية على الفئات الاجتماعية والقطاعات الأكثر تضررا، وضمان تزويد الأسواق بالمنتوجات الضرورية.

 

واليوم، مع ظهور بعض بوادر التراجع التدريحي لضغوط التضخم، على المستوى العالمي، فإننا في أمس الحاجة إلى الجدية وإشاعة الثقة، واستثمار الفرص الجديدة، لتعزيز صمود وانتعاش الاقتصاد الوطني.

 

وفي هذا الصدد، أطلقنا مشروع الاستثمار الأخضر للمكتب الشريف للفوسفاط، وقمنا بتسريع مسار قطاع الطاقات المتجددة.

 

وإثر الاجتماع الذي ترأسناه في هذا الشأن، أعدت الحكومة مشروع "عرض المغرب"، في مجال الهيدروجين الأخضر.

 

وإننا ندعوها للإسراع بتنزيله، بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين، في هذا المجال الواعد.

 

واستكمالا لورش الحماية الاجتماعية، ننتظر الشروع، نهاية هذا العام، كما كان مقررا، في منح التعويضات الاجتماعية، لفائدة الأسر المستهدفة.

 

ونأمل أن يساهم هذا الدخل المباشر، في تحسين الوضع المعيشي لملايين الأسر والأطفال، الذين نحس بمعاناتهم.

 

وستشكل هذه الخطوة، إن شاء الله، ركيزة أساسية في نموذجنا التنموي والاجتماعي لصيانة كرامة المواطنين في كل أبعادها.

 

أما في مجال تدبير الموارد المائية، الذي يتطلب المزيد من الجدية واليقظة، فقد حرصنا على بلورة البرنامج الوطني للماء لفترة 2020-2027.

 

وإننا ندعو للتتبع الدقيق لكل مراحل تنفيذه، مؤكدين أننا لن نتساهل مع أي شكل من أشكال سوء الحكامة والتدبير، والاستعمال الفوضوي واللا مسؤول للماء.

 

شعبي العزيز،

 

في ظل ما يعرفه العالم، من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات ، وتداخل العديد من الأزمات، فإننا في أشد الحاجة إلى التشبث بالجدية، بمعناها المغربي الأصيل:

 

-أولا : في التمسك بالقيم الدينية والوطنية، وبشعارنا الخالد: الله - الوطن - الملك؛

 

-ثانيا: في التشبت بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد؛

 

-ثالثا: في صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك؛

 

-رابعا: في مواصلة مسارنا التنموي، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية.

 

 

 

شعبي لعزيز،

 

إن عملنا على خدمة شعبنا، لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما نحرص أيضا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار .

 

وخلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر؛ وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل.

 

وفي هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء؛ وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا.

 

ونسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين.

 

شعبي العزيز،

 

نغتنم هذه المناسبة، لنوجه تحية إشادة وتقدير، لكل مكونات قواتنا المسلحة الملكية، والأمن الوطني، والدرك الملكي ، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، على تجندها الدائم، تحت قيادتنا، للدفاع عن وحدة الوطن وأمنه واستقراره .

 

كما ندعو الله تعالى بالرحمة والمغفرة والرضوان لشهداء المغرب الأبرار، وفي مقدمتهم جدنا ووالدنا المنعمان، جلالة الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، أكرم الله مثواهما.

 

ومسك الختام، قوله تعالى "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، إنا لا نضيع أجر مـن أحسن عملا". صدق الله العظيم.

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".


عدد التعليقات (10 تعليق)

1

مهاجر

المملكة المغربية الشريفة

الحمد الله وشكر الله أن ملكنا بخير وعلي خير وأدام الله عليه الصحة والعافية عاش الملك ولا عاش من خانه

2023/07/29 - 10:48
2

هشامةالمغربي

خطاب ويا له من خطاب لملك حكيم.

والله العظيم يا ملكنا الغالي لقد اشفيت غليلي في هذا الخطاب العظيم الذي شمل كل الجوانب التي تخصنا وتخص الجانب الاجتماعي .وما اثلج صدري ايضا هو مد يدك الكريمة مرة اخرى لظولة الجزاءير حكاما وشعبا لتجاوز هذا الاحتقان الساءد بيننا وينهم ويهديهم الله الى رشدهم للرجوع الى الحكمة والبصيرة لخدمة الشعبين الشقيقين وازدهار المنطقة الشمالية الافريقية ككل.

2023/07/29 - 11:49
3

رشيد بوفوس.

إشادة وتنويه وتجديد للعهد.

نثمن الخطاب الملكي السامي الذي يُبِين عاماّ عن عام عن العزم المَولوي الأكيد على النهوض بهذا البلد والارتقاء به إلى مصاف الدول الرائدة قِيميّا واجتماعيا واقتصاديا وسياسياً.. على نحو يحفظ لهذا الشعب العظيم مكاسِبَه ويثبِّت مكانتَه المتميزةَ بين البلدان ما تظافرت جهود أبنائه وتوافرت عزائمهم تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة نصره اللّه وأيّده.

2023/07/30 - 12:28
4

مغربي حر

الله الوطن الملك

سيظل شعارنا دائما وأبدا: الله، الوطن، الملك المغرب يفي بوعودها ويحب من يحبه ويضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه معاداته أو المساس بوحدته الترابية. عاشت الدولة المغربية بقيادة ملكها الحبيب ولا عاش من خانها.

2023/07/30 - 01:38
5

فاطمة حنيف

حول الخطاب الملكي

نعم، الجدية في العمل هي أساس بناء الأمم وسؤددها، ونسأل الله جل وعلا أن يطيل عمر ملكنا الهمام ويزيده حرصا وإقداما..

2023/07/30 - 01:44
6

خالد

خطاب ذو أبعاد

حفظك الله أمير المؤمنين ورعاك وسدد خطاك وشفاك وعفاك. وحفظ الله الوطن ونأمل ان يستخلص الشعب المغربي الدروس من الخطاب الملكي. فلا بد من الرجوع إلى القيم الدينية والوطنية.

2023/07/30 - 09:19
7

يوسف ب

خطاب التاريخ والعبر

حفظ الله مولانا الامام صاحب جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده لقد أعطى حفظه الله ككل مناسبة شريفة خطوط عريضة وسكة طريق لمستقبل أفضل وكل مرة يوقظ اصحاب الضمائر الحية من اجل خدمة هدا الوطن والتحلي بالمسؤولية

2023/07/30 - 12:41
8

حفيظ

حفضنا الله ملكنا الهمام

حفض الله ملكنا الحبيب شعارنا الله الوطن الملك

2023/07/30 - 01:14
9

رشيد

ملاحظة

المغرب حكومة و شعبا دافعوا عبر التاريخ على حسن الجوار وضحوا بالنفس و النفيس كلما دعت الضرورة لمؤازرة إخوانهم الجزائريين في السراء و الضراء .

2023/07/30 - 02:44
10

لحسن

راي

نجدد البيعة و الولاء لملكنا محمد الخامس نصره الله

2023/07/30 - 03:35
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات