ضربة سـكين تنهي حـياة تلميذ بطنجة ومطالب بضرورة التدخل ومراقبة أبواب المدراس

استيراد اللحوم المجمدة يخلق جدلا واسعا.. مواطنون ومهنيون يرفضونها ويتسائلون: هل هي حلال؟

وهبي: في اجتماع اليوم برئاسة رئيس الحكومة اتفقنا على تفعيل قانون العقوبات البديلة

تفاصيل مثيرة حول اعتقال "ولد الشينوية" على لسان مشتكين

لحظة نقل "ولد الشينوية" إلى سجن عكاشة بتهم ثقيلة

أخنوش:التصنيع سياسة حكومية متكاملة تهدف لتطوير الاستثمارات الكبيرة وتحقيق العدالة الاجتماعية

بعد انقلاب النيجر.. هل تضطر الجزائر للمصالحة مع المغرب؟

بعد انقلاب النيجر.. هل تضطر الجزائر للمصالحة مع المغرب؟

أخبارنا المغربية

بقلم: بلال التليدي

حصلت في الأسبوع الماضي تطورات مهمة ستكون بلا شك مؤثرة على مستقبل منطقة الساحل جنوب الصحراء، وعلى حسابات توازن القوى الإقليمية في المنطقة المغاربية.

التطور الأول، الانقلاب الذي أطاح برئيس النيجر محمد بازوم، وتباين ردود الفعل الدولية والإقليمية بخصوصه.

التطور الثاني، التقييم الذي صدر عن الملك محمد السادس في خطاب العرش لهذه السنة بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية، واستمراره في سياسة مد اليد إلى الجزائر.

أما التطور الثالث، زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة إلى موسكو ولقاؤه بوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو.

تبدو هذه الأحداث متنافرة، لكن، عند النظر في السياق الذي يحكمها، ومحاولة تفكيك عناصر التباين في الموقف الدولي والإقليمي، والتفاعلات التي صدرت من دول الإيكواس، وما تلاها من ردود فعل كل مالي وبوركينافاسو، يتضح الخيط الرابط بين هذه الأحداث، وكيف يمكن تفسيرها ضمن نسق واحد.

عمليا، تبدو فرنسا الخاسر الأكبر من انقلاب في النيجر، وهو لا يرمز فقط إلى نهاية النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل جنوب الصحراء، ولكن يؤشر على تحول مفصلي يتخلق بشكل مطرد في القارة الإفريقية، يسميه الرئيس الفرنسي «تنامي الشعور المضاد لفرنسا» ويصفه القادة الأفارقة بـ«التحرر من الهيمنة الفرنسية» على المقدرات والثروات الإفريقية.

وتبدو موسكو على الأقل من الناحية النظرية، المستفيد الأكبر من هذا الانقلاب، سواء بافتراض أنها من ورائه على الرغم من نفيها أي صلة بالانقلاب، أو بافتراض أنه انقلاب مستقل عن الأيادي الخارجية، وأنه يمثل صدى الصوت الإفريقي المتحرر من النفوذ الفرنسي.

ثمة مفارقة، ينبغي تسجيلها عند ملاحظة الموقف الدولي والإقليمي من هذا الانقلاب، فإذا كان من الطبيعي لفرنسا أن ترفض الانقلاب، وتعمل بكل ما أوتيت من دينامية دبلوماسية من أجل إعادة الحكم لحليفها الرئيس السابق محمد بازوم، وإذا كان من الطبيعي جدا لدول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا أن تأخذ موقفا حازما من الانقلاب، بحكم تداعياته المستقبلية على استقرار المنطقة، وما يرمز إليه من إنهاء مسار الدمقرطة وعودة الانقلابات كأسلوب في التحول في السلطة، فإن المثير للانتباه هو موقف الجزائر، الذي أعربت خارجيتها عن «رفضها القاطع للتغييرات غير الدستورية للحكومات» ودعت إلى «وضع حد فوري للانقلاب» ووصفت الانقلاب بالاعتداء غير المقبول على النظام الدستوري» لكنها في الآن ذاته، أكدت تمسكها بـ«المبادئ الأساسية التي توجه العمل الجماعي للدول الأفريقية، داخل الاتحاد الأفريقي، وعلى ضرورة أن يعمل الجميع من أجل الحفاظ على الاستقرار السياسي والمؤسساتي للنيجر، بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار في هذا البلد».

واضح أن ما يحكم موقف الجزائر في هذه القضية ثلاثة محددات أساسية، الأولى، هو تخوفها من التأثيرات الأمنية والسياسية والعسكرية التي ستكون أول متضرر منها، خاصة إذا ما تطورت الأوضاع، واتجهت الدول الغربية بقيادة فرنسا بتنسيق مع دول «الإيكواس» إلى خيار التدخل العسكري، ففي هذه الحالة، سيكون جدار منظومة الأمن القومي الجزائري في دائرة التحدي المباشر، وهو ما تخشاه الجزائر وتعمل من أجل منع هذا السيناريو، بالحديث عن رفض التدخل العسكري، والدعوة إلى إعمال مبادئ الحوار والتفاوض بين سلطة الانقلاب والرئيس محمد بازوم. أما المحدد الثاني، فهو الحرص على تأمين حد أدنى من التنسيق الاستراتيجي مع فرنسا، فحكام المرادية لا يريدون أن يغامروا بموقف يقطع شعرة معاوية مع باريس، وفي الآن ذاته يعطي المبرر الأساسي على ضلوعها في خدمة الأجندة الروسية، وتقديم خدمات لوجستية لها، حتى والجزائر تعبر عن رفضها للانقلاب. وأما المحدد الثالث، وهو المثير للانتباه، فالجزائر، التي تفاجأت كمثلها مثل باريس بها الانقلاب، وظلت لثلاثة أيام تترقب حقيقة الموقف بين حجز الرئيس النيجري السابق محمد بازوم من قبل الحرس الجهوري والإعلان عن الانقلاب، صارت في حالة شك من التكتيكات الروسية خصوصا لما تم الاستعانة بالدور المالي والبوركينابي ـ دون انتظار دعم جزائري- لمطاردة النفوذ الفرنسي في النيجر، فموسكو، كما يبدو، سئمت من لعبة التوازن التي تقيمها الجزائر بينها وبين فرنسا، ولم تعد قادرة على تحمل التسويف الجزائري في المساعدة على الامتداد الروسي في دول الساحل جنوب الصحراء، لاسيما وأن إفريقيا أضحت ورقة مهمة في حسم المعركة مع الناتو على الجبهة في أوكرانيا.

هذا التحليل، يفسر إلى حد كبير تزامن زيارة رئيس أركان الجيش الوطني الجزائري سعيد شنقريحة إلى موسكو مع هذه الأحداث، والإفصاح عن الرغبة في تعزيز التعاون العسكري، ومساعدة الجيش الجزائري لتعزيز قدراته الدفاعية ومواجهة التهديدات والتحديات الأمنية والعسكرية التي من المفترض أن تواجهها في المدى القصير.

في السادس عشر من شهر يونيو الماضي، زار الرئيس عبد المجيد تبون موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى الرغم من تصريحاته التي طلب فيها بشكل صريح من موسكو الحماية، إلا أن زيارته خلت من أي أجندة تعاون عسكري، إذ فضل الرئيس الجزائري أن يستعين بورقة الاختصاص (تعاون المؤسستين العسكريتين الروسية والجزائرية) حتى لا يترك في زيارته ملفا يتم استثماره غربيا لتشديد الضغط عليه، لكن يبدو اليوم، أن الجزائر أضحت مضطرة إلى الخروج من المنطقة الرمادية في التعاطي مع موسكو، وذلك بفعل اقتراب التحديات الأمنية والعسكرية من جدار أمنها القومي، لاسيما بعد تنامي الحديث عن الخيار العسكري سواء من جهة دول الغرب، أو جهة دول الإيكواس، إذ تغيرت المعادلة تماما، فالجزائر وضعت اليوم على المحك، فأي دور لمساعدة فرنسا، سيجعلها في خصومة مع موسكو، وأن دعما للانقلاب في النيجر سيجعلها تخسر فرنسا، وفي الحالتين معا، هي تحتاج لدعم قدرات جيشها لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية المحتملة بعد هذه التطورات، ولذلك جاء بيان خارجيتها بتوليفة تجمع بين رفض الانقلاب، ووصفه الاعتداء السافر على النظام الدستوري لإرضاء فرنسا ودول الغرب وأيضا دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، وبين الدعوة للحوار والتفاوض، مع حصر التدخل الدبلوماسي داخل السقف الإفريقي، لمنع أي تدخل غربي في المنطقة، يكون مكلفا لأمنها ونفوذها الإقليمي، وهو الموقف، الذي يزيد من شك موسكو، وعدم اطمئنانها للموقف الجزائري.

المغرب، كما عبر عن ذلك سفيره الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة محمد العروشي، في اجتماع لمجلس السلم والأمن الإفريقي حول الوضع بالنيجر، بقي في منطقة الحياد ورفض أن يدخل دائرة الشجب والتنديد، وفضل أن يستخدم لغة دبلوماسية، تحيل الأمر إلى «شعب النيجر وقواه الحية، وقدرته على الحفاظ على المكتسبات، وعلى دوره الإقليمي البناء والهام» وفي الآن ذاته كان لافتا، التقييم الذي قدمه الملك محمد السادس في خطاب العرش لحقيقة العلاقات المغربية الجزائرية، والتي وصفها بالمستقرة، مكررا مرة أخرى دعوته إلى طي صفحة الخلاف مع الجزائر وفتح الحدود.

المسؤولون الجزائريون، خلافا لمواقفهم السابقة، فضلوا هذه المرة عدم التعليق على هذه الدعوة، وفهموا أن السياق الذي جاءت فيه مدروس للغاية، وأن الجزائر في هذه الظروف، أي ظروف ضيق الخيارات، واقتراب التهديد الأمني والعسكري من منظومة أمنها القومي من جهة حدودها مع النجير، ستكون مدعوة إلى التفكير بجدية في توسيع مروحة خياراتها، بما في ذلك التفكير بشكل جدي في إنهاء القطيعة مع الرباط، لاسيما وأن ملك المغرب، يؤكد لها كل مرة، أن الشر والسوء لن يأتي من قبل المغرب.


عدد التعليقات (11 تعليق)

1

امير

امير

انما المؤمنون اخوة . نعم ونعم بالله، ولكن هل النظام الجزائري وازلامه اخوة؟ انهم مجرد عملاء لفرنسا المسيحية في المنطقة. اغلقوا كل الابواب ولعنوا الحاضر والمستقبل،فكيف يمكن الجمع بين ما لايجمع؟؟

2023/08/06 - 11:31
2

العمريوي

الجزايًر شر

الجزايًر شر ومن الافظل لاًمن المملكة ان تبقى الحدود مغلقة وفي حالة لابد من فتحها لازم نفعل نظام الفيزا لمراقبة من يدخل لارض الوطن لان عصابة العسكر الحاكمة ستكون تتعامل مع منظمات ارهابية منها البوليساريو حزب الله ايران وعصابات افريقية الجزايًر الابتعاد عنها احسن

2023/08/06 - 11:54
3

العمريوي

الجزايًر شر

الجزايًر شر ومن الافظل لاًمن المملكة ان تبقى الحدود مغلقة وفي حالة لابد من فتحها لازم نفعل نظام الفيزا لمراقبة من يدخل لارض الوطن لان عصابة العسكر الحاكمة ستكون تتعامل مع منظمات ارهابية منها البوليساريو حزب الله ايران وعصابات افريقية الجزايًر الابتعاد عنها احسن

2023/08/06 - 11:54
4

الحسين

تحليل منطقي رائع

فصل الكاتب في مقاله كل الظروف السياسية التي تجري في المنطقة تفصيلا واضحا .

2023/08/06 - 12:05
5

بواكناض

عفوا

من الافضل ان تبقى العلاقات مقطوعة...مع ايجاد صيغة لتبادل الزيارات بين العاءلات المرتبطة لا ننتظر اي خير من الجارة الشرقية ....

2023/08/06 - 12:27
6

هشام المغربي

بصيرة ملكنا المحبوب محمد السادس حفظه الله.

سبحان الله كيف تزامن هذا التطور في بلد النيجر ووقت تربع صاحب الجلالة على عرش اسلافه المنعمين ليجدد جلالته في خطاب العرش اليد الممدودة للجارة الجزاءير للمصالحة لانه حفظه الله له نظرة حكيمة لمستقبل المنطقة وبصيرة لا مثيل لها.اندلاع حرب على حدود الجزاءير لدولة فرنسا يقيادة الناتو على دولة النيجير يعتي مواجهة ثانية بين الناتو وروسيا تقريبا نفس سيناريو اوكرانيا وروسيا.وحتما هذا التطور سيؤتر على الجزاءير وقد يصل الينا لا قدر الله.لذلك طلب ملكنا مرة اخرى المصالحة مع الجزاءير لتفادي هذا السناريو.

2023/08/06 - 01:18
7

Nassim

أمراء الحرب الجزاىريون

و هل النظام الجزائري عاقل و رشيد حتى يفكر في مصلحة بلده و يخاف عليها من تداعيات الحروب المشتعلة في جواره، نظام الكابرانات العجزة الجزائري يترأسه امراء حرب كلما تدهور الوضع الامني داخله و بجواره يزدادون ثراء و غنى. ان تعمق المرا فيما يحصل سيجد النظام العسكري الجزائري وراء هذه الفوضى في الساحل الافريقي.

2023/08/06 - 01:53
8

من تيزي اوزو

الحقيقة

حكام الجزائر اصبحوا بين المطرقة والسندان وجاء اليوم الموعود ليدفعوا ثمن طيشهم وطغيانهم وصرف خيرات بلادهم في شراء المنظمات والحكام الارهابيين واليوم حان يوم دفع تهور حكامها ولن ينجوا الحكام المتهورون من دفع الثمن وكذالك الشعب الجزائري مع كامل الأسف... تحيا جمهورية لقبايل الحرة

2023/08/06 - 02:31
9

من تيزي اوزو

الحقيقة

حكام الجزائر اصبحوا بين المطرقة والسندان وجاء اليوم الموعود ليدفعوا ثمن طيشهم وطغيانهم وصرف خيرات بلادهم في شراء المنظمات والحكام الارهابيين واليوم حان يوم دفع تهور حكامها ولن ينجوا الحكام المتهورون من دفع الثمن وكذالك الشعب الجزائري مع كامل الأسف... تحيا جمهورية لقبايل الحرة

2023/08/06 - 02:31
10

جيمس ويب

وجهان لعملة واحدة

هي لعبة محبوكة بين الغريمين الوهميين والضحية بطبيعة الحال لم يأت ذكره في المقال لكنه سيكون حاضرا .....

2023/08/06 - 02:49
11

محمد

العاطفة لا تكفي

باختصار.الجزائر تعتبر المغرب عدوها الكلاسيكي..وما نتمناه منها مجرد حلم...والواقع على الارض في صالح المغرب وضدها..من يملك الجيش المثالي والمكون والعصري والسلاح الحداثي يملك القوة الحقيقية.المغرب خزان الجيش العلمي والعالمي..لا خوف ممن يملك الثرثرة وخردة وكابرانات الزمن الغابر

2023/08/06 - 08:19
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات