محمد الاغظف بوية
مثل الدكتور الفايد شخصية الإنسان المثير الباحث عن دواء لشفاء أمراض مستعصية ماديا على المرضى الذين في غالبيتهم ينتمون للطبقات الفقيرة والمتوسطة،.بحث ليقدم معلومات واستشارات صحية عن التغذية والأعشاب. اتضح أن أسلوب الفايد الطبي أكثر تأثيرا على المتلقي .ووجد في كلامه الشعبي قبولا لدى طبقة من المتعلمين كذلك. ودافع عنه رجال الدين كما وجد ترحيبا من التنظيمات الحزبية والجمعوية.
خاطب الناس بلغة شاعرية مرة .وبلغة زاوجت بين الديني والسياسي مرة آخرى .مستغلا انتشار الخطاب الإسلامي المسيس ليركب موجهة أسلمة المجتمع والدفاع عن القيم .وقد مثل خطابه الصحي تماهيا مع خطاب الصحوة .
وبينها كانت خطبه ووصفاته الطبية تلقى استحسانا من طرف فئات عريضة من المواطنين .كان الدكتور الفايد عرضة لانتقادات شديدة من عدة أطراف لم تتوقف عند حد مناقشة مزاعمه الصحية بل ذهبت لحد الدعوة لمحاكمته بتهم منها ما يفيد تطفله على ميادين الطب وكذلك إتهامه بتهديد صحة المواطنين .
ومع انتشار خطبه ،إزدادت شعبيته. ولم تتوقف مسيرة الدكتور محمد الفايد عند حدود التوعية بأهمية الأعشاب الطبية والتغذية التقليدية بل توجه بفكره لدعم مسألة الإعجاز العلمي للقران الكريم .وهذا ما عرضه كذلك للمزيد من الانتقادات حتى أتهم بأنه واجهة للتيارات الإسلامية المعادية للعلم والعقل .
الانقلاب على التقليد والتحول الجذري؛
لكن الدكتور الفايد سيخلق المفاجأة ذات صباح ،عندما يكشف عن جديده وتصوره للحياة والعلم والدين .يتحول تحولا جذريا .يحدث إنقلابا ليس فقط في كلامه وابحاثه حتى في شخصه .يبشر بمنظور جديد للحياة مخالف تماما مع ما روج له في السابق .
الدكتور الفايد سيضع نفسه هذه المرة أمام فوهة نيران المدافع التي احتضنه ودافعت عنه بل فتحت له كل الغرف والبيوتات، وقدمت له خدمة اشتهر بها في العالمين الافتراضي والواقعي المادي الملموس.
أعاد الدكتور الفايد النقاش من جديد لقضايا تشكل حلقة خلافية بين التيارات الفكرية المغربية المختلفة والمتتافسة .ولكن هذه المرة من وجهة نظر انقلابية ومن تصور مخالف تماما لما آمن به لفترات طويلة من حياته الفكرية .
هاجم الاسلاميين وانتقد بشدة الخطاب التقليدي الفقهي ثم إنبرى لتشكيل في الكثير من أحاديث الإمام البخاري .وانصب إهتمامه أكثر في مسائل تعد من المحرمات كالصلاة مثلا وقضية الإسراء والمعراج .وبذلك يكون الدكتور الفايد قد أعلن القطيعة التامة والكاملة مع الفقهاء وأبناء الحركة الإسلامية وخطى خطوات تتماشى مع الاتجاهات العلمانية .
من التغذية وفوائد الأعشاب إلى انتقاد المسلمات الدينية الأصيلة ،تاريخ جديد صنعه الدكتور الفايد عنوانه خلق النقاش من جديد ،لكن هذه المرة من وجهة نظر لم تكن مقبولة من شخص عرف بدغدغته لمشاعر غالبية أبناء الشعب حتى أتهم بمعاداة الصناعات الدوائية المحلية .