بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

مدرب الجيش الملكي يبرر الخسارة المفاجئة لنهائي أبطال إفريقيا

شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

سياسة المغرب في المغرب العميق

سياسة المغرب في المغرب العميق

محمد بونوار

على اٍثر حادثة سير التي راح ضحيتها 24 مواطن نواحي منطقة دمنات التابعة لاقليم أزيلال الذي يقع وسط المغرب ، يبقى الاستنباط الاول هو أن سياسة المغرب تبقى غير منصفة بين الجهات ، حيث أن اٍقليم أزيلال يعتبر من أفقر الاقاليم في المغرب ، وهنا بالدليل والحجة فجميع الطرقات التي تربط بين الجماعات والدواوير بالجهة ، ورغم أنها تمرعبر مناطق جبلية تتخللها منعطفات ومنعرجات خطيرة ، فهي تعاني من نقص على مستوى السلامة الطرقية بشكل كبير، كعلامات التشوير والحواجز الأمنية اللازمة ، علاوة على هشاشة الطرقات وضيقها ، وعلى ذكر الحواجز فحتى الممرات المائية الاصطناعية لا تتوفر على الحواجز الامنية ، وهو الامر الذي يجعل كثير من السيارات والدراجات النارية تسقط بسهولة في الوديان ، أو في المنعرجات والتي بحكم الطبيعة الجبلية يستحيل على المصابين أن يخرجوا منها سالمين . علاوة على الاطفال الذين يموتون في هذه الاودية في كل سنة عندما يلجؤون الى الاستجمام بالسباحة، وذالك لقلة البدائل في مرافق الترفيه والتسلية .

منطقة أزيلال بها مدينة واحدة تسمى - أزيلال - والباقي عبارة عن تجمعات سكنية يمكن تصنيفها في مصف الجماعات القروية ، أو التجمعات السكنية ،أو المدن الناشئة .

 الاقتصاد الذي يعول عليه في هذا الاقليم هو الفلاحة وتربية المواشي والماعز والابقار ، ويبقى الزيت والزيتون هو الرصيد المعيشي الاول الذي ينعش الاقتصاد المحلي ، وفي حالة الجفاف تنهار القوة الشرائية لسكان هذه المنطقة بشكل رهيب .

عادة المناطق الجبلية الوعرة تحضى برعاية الدولة لأن المداخيل لا ترقى الى المستوى الذي يخول للساكنة مسايرة متطلبات الحياة العامة ، وعلى ذكر الحياة العامة فالاباء في هذه المنطقة يجاهدون ويكافحون ويضحون بالرخيص والغالي لتسجيل أبنائهم في المدارس رغم قلة المداخيل، ورغم قلة النقل المدرسي والعمومي ، لكنهم في الاخير يستسلمون للأمر الواقع حيث يضطرون الى توقيف أبنائهم عن الدراسة بمجرد الحصول على الشهادة الابتدائية ، وذالك بسبب الاعداديات التي تكون بعيدة عن مقر السكن ، وهذا هو السبب الحقيقي الذي يدفع الاباء الى تزويج بناتهن في سن مبكرة ، ونظرا لقلة الوعي وتفشي الفقر ، يزوجون بناتهن بدون عقود وبدون تفكير في العواقب ، و قليل منهن من ينجحن في تكوين أسرة ، لأن غالبيتهن تعود بعد حين الى منزل الوالدين .

نرجع الى مشكلة الجهة والتي تفوض الدولة أمرها الى الجهات المنتخبة ، وهنا لابد من تنوير الجميع أن بعض رؤساء الجماعات يعرقلون التنمية من خلال تسطير مشاريع وهمية فوق الاوراق وليس فوق أرض الواقع ، وهنا بالدليل والحجة نسجل فساد بعض رؤساء الجماعات ثبث في حقهم اختلاس أموال الجماعة ، لكن لم يمسسهم ضرر ولا مسائلة . والغريب في الامر أن هذا الاشكال يتكرر عقب كل انتخاب ، وأمام مرئى السلطات المحلية .

منطقة أزيلال ونواحيها تحتاج الى حواجز الأمان في الطرقات والى مراجعة شاملة للشبكة الطرقية لتمكين السكان من الوصول الى الاسواق الاسبوعية بحكم أنها المكان الوحيد لاقنتاء حاجياتهم ومؤنهم ، وتحتاج الجماعات أيضا الى مراقبة مستمرة ضد كل من يقف في مسار التنمية ، كترصيف الطرقات واٍنارتها ، وتوفير الصرف الصحي ، و الكهرباء والماء الصالح للشرب ، ومسابح للاطفال ونوادي للفتيات ، وملاعب للشباب ، ودور الثقافة ، ودور الولادة ، ودور الاساعافات الاولية ، لأن المنطقة تعج بالافاعي والعقارب .

سكان هذه المنطقة ، ناس يتمتعون بطيبوبة متميزة ، أوفياء لأرضهم ووطنهم ، حيث فئة كبيرة من شبابهم ينخرطون في الجيش ، وهناك منهم من يرابط في الخطوط الامامية للجيش المتواجد في الصحراء المغربية ، وعلى ذكر الصحراء المغربية والتي استرجعها المغرب من الاستعمار الاسباني سنة 1975 ، فالتنمية التي عرفتها الجهات الجنوبية تضاهي كبريات المدن المغربية في كل شيئ ، ولا يمكن بأي حال من الاحوال التفكير في مقاربة تنموية بينها وبين جهة أزيلال .

يتسائل كثير من المغاربة عن سر تقدم جهات كثيرة في المغرب ، وعن تخلف جهات أخرى ، لكن هنا لابد من الاشارة أن جميع المدن التي تلامس البحر تعرف تقدما ملحوضا مقارنة مع المدن الداخلية نسبيا ، وهذه القاعدة تعتبر ظاهرة اقتصادية عالمية وهو ما يسمى بالتباين الاقتصادي في علم الاقتصاد ، لكن منطقة أزيلال ونواحيها تبقى بعيدة كل البعد عن ما وصلت اليه جهات أخرى في المغرب ، ومن هنا يتفق الجميع على تسمية هذه المنطقة بالمغرب العميق ، أو المغرب المنسي .

أتمنى أن تتحرك الجهات المسؤولة بجدية كبيرة لتقديم ما يمكن تقديمه للمناطق الجبلية ، حتى يتم تدارك ما ضاع لعقود عدة . من خلال برامج تنموية بشكل مباشر وبدون تفويضات والاعتماد على التدبيرالمحكم عوض التقدير المرغم .

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات