أخبارنا المغربية - و م ع
كشفت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجنوب الغربي أكادير أن التوازنات البيئية بجهة سوس ماسة درعة باتت تواجه "أخطارا وإشكاليات بيئية حقيقية" بفعل تدهور التنوع البيولوجي الناجم عن الجفاف وندرة الموارد المائية وحساسية المنطقة لظاهرة التصحر.
وأكد المدير الجهوي للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العزيز الحسيني٬ خلال يوم تواصلي نظم اليوم الخميس بأكادير٬ أن 65 في المائة من أراضي الجهة تعرف هشاشة متوسطة إلى مرتفعة وأن 80 في المائة منها ذات حساسية متوسطة إلى جد مرتفعة لظاهرة التصحر.
وأشار إلى انخفاض في مستوى الفرشة المائية والمخزون الاستراتيجي بسبب الضغط٬ مبرزا أن المياه الجوفية تعرف عجزا سنويا قد يصل إلى 900 مليون متر مكعب في منطقة مطبوعة بضعف التساقطات وعدم انتظامها.
وبشأن المجال الغابوي٬ الذي يغطي فيه شجر الأركان 73 في المائة من مجموع المساحة الغابوية بالجهة التي تقدر بحوالي 1,3 مليون هكتار٬ أفاد المسؤول بأن التوسع العمراني اقتطع ما لا يقل عن 2600 هكتار من المجالات الطبيعية٬ ناهيك عن انتشار التفليح داخل غابات الأركان و الرعي المفرط الذي يكلف من 2 إلى 3 أضعاف القدرة الإنتاجية الكلئية للمنظومات الغابوية.
وسجل أن نمط الرعي بات يعرف اختلالات واضحة بسبب ارتفاع عدد قطعان الجمال المتوافدة على المنطقة٬ فضلا عن زحف الرمال وتنامي حرائق الغابات كظاهرة جديدة بحيث سجل سنة 2010 ما مجموعه 125 حريقا أتت٬ في ظاهرة غير مسبوقة٬ على ما لا يقل عن 3885 هكتارا.
وبخصوص ظاهرة التفليح داخل غابات الأركان تحديدا٬ ذكر السيد الحسيني أن سهل سوس عرف ما بين سنوات 1969 و2006 تدهور 4801 هكتار من غابة الأركان٬ أي ما يوازي 9 في المائة٬ فيما سجل انخفاض في كثافة الغطاء الغابوي في أكثر من 17 ألف و 330 هكتار٬ بالإضافة إلى إصابة 1800 هكتار من الأراضي بالتملح٬ مع ما يستتبعه ذلك من تدن في خصوبة الأراضي بسبب الاستغلال الزراعي وتهديدات بانقراض بعض الأصناف النباتية والحيوانية.
واعتبر أن تضافر هذه العوامل مجتمعة هو ما أفضى بالضرورة إلى تقلص المساحات الغابوية وتدهور التركيبة النباتية للأنظمة الإيكولوجية وغياب التجديد الطبيعي للأركان بالخصوص٬ بسبب الجمع الكلي للثمار٬ وظهور مشاكل التعرية المائية والهوائية وبروز ظروف معادية للإحياء الطبيعي للأصناف الغابوية.
ويمتد مجال محمية المحيط الحيوي لأركان٬ التي صنفت تراثا عالميا من طرف اليونيسكو في دجنبر 1998٬ على مساحة تقدر ب 2,5 مليون هكتار بالجنوب الغربي للمملكة ويجمع بين جهتي سوس ماسة درعة ومراكش تانسيفت الحوز٬ فيما تغطي هذه الشجرة بمنطقة سوس ما مجموعه 790 ألف هكتار.
يشار إلى أن حصيلة التحديد الغابوي المنجزة على مستوى جهة سوس ماسة درعة خلال العقود الأخيرة تتوزع ما بين المساحة المحفظة التي تبلغ مساحتها 256 ألف و157 هكتار (20 في المائة) والمساحة المحددة نهائيا والتي توجد في طور التحفيظ وتغطي 913 ألف و941 هكتار ( 69 في المائة)٬ فيما تصل المساحة التي توجد في طور التحديد النهائي ما مجموعه 53 ألف و 393 هكتار ( 4 في المائة) والمساحة التي تم تحديدها مؤقتا ما مجموعه 80 ألف و 142 هكتارا ( 6 في المائة).