إسماعيل حروش
يعتبر الجنس من القضايا التي تنتمي إلى الطبوهات سواء في بلادنا أو بمختلف البلدان الإسلامية. على أن التكتم والتستر عليه لا يدل على انعدامه. بل إن الجنس يظل حاضرا بقوة بيننا على الدوام كهاجس في التفكير اليومي. والمقصود بالجنس هنا سواء الجنس كموضوع ومصدر للذة أو الجنس الآخر. فكيف تتم أشكال التواصل مع هذا الجنس؟ وكيف تلعب تقنيات التواصل الجديدة في تسهيل هذه العملية؟ وما هي نتائج المترتبة عن هذا التواصل؟
لا خلاف ولا جدال في أن تقنيات التواصل الحديثة قد سهلت كثيرا من عمليات الاتصال والتواصل بخصوص الكثير من الموضوعات بين بني البشر، إلى حد أصبح هذا التواصل من أجل التواصل فقط. فكما لكل منتوج أو سلعة تقنية حديثة انحرافاتها وانعكاساتها والتي إذا لم يحذر منها البشر سقط فيها.
هكذا صار اليوم التواصل بين الجنسين مباحا افتراضيا وإن كان في سرية تامة، وبالمقابل احتفظ في الواقع بالتحريم المستمر وإن كان بدرجات متفاوتة. ويلعب اليوم موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وسيطا ناجعا بين الجنسين بحكم الإمكانيات التي بات يتوفر عليها، على غرار باقي المواقع والبرامج السابقة، حيث يثيح إمكانية التواصل بشكل أحدث؛ صور، فيديو، تعليقات... وغيرها من المزايا التي جعلت من التواصل بين الجنسين يتم في أبهى حلله.
وتختلف الأهداف التي ينحو نحوها كل طرف، فهناك من يتخذ مثلا من الفيسبوك مجالا للتعرف على بنات أو أولاد جدد قصد البحث عن علاقات صداقة جادة. وهناك من يتخذه كوسيلة من أجل غاية وهي تحقيق اللذة المتبادلة بين الجنسين. وهناك فئة ثالثة تجعله فضاء للتسلية والمرء وملئ الفراغ. على أننا يمكن أن نشير في الأخير إلى فئة خاصة تجعله مجالا لتلقي الأنباء وخلق النقاشات المتبادلة، وهي فئة صغيرة جدا.
إن الفئة التي تجعل من الفيسبوك كوسيلة من أجل الجنس لهي من أخطر الغايات، والتي غالبا ما يكون أسبابها؛ هو الفراغ الذي يعانون منه سواء؛ فراغ في الزمن أو في الجنس ذاته، وبذلك يتحول هذا الفراغ كسبب حتمي لهذه الظاهر. ومن أجل تجاوز هذه النتيجة، يبدو لي أن السبب يعري عن نفسه من أجل بتره للقضاء على هذه الأشكال التي تكون المرامي منها لا أخلاقية، وهو ملئ الفراغ.