رئيس الحكومة يستعرض مظاهر صمود المغرب في وجه التقلبات الظرفية

مواطنون يطالبون المسؤولين بتزفيت الطرقات بتجزئة الآفاق بوجدة

هذا ما قاله سعيد شيبا مدرب الفتح الرباطي بعد الخسارة أمام الوداد

آيت منا فرحان بفوز الوداد على الفتح وكياخذ سيلفيات مع اللاعبين

الأعراس بالشرق.. تقاليد مغربية راسخة لم تنل منها السرقة الجزائرية

بطريقة غريبة... مشجعان يقتحمان أرضية ملعب البشير قبل مواجهة الوداد والفتح

ترميم العقول

ترميم العقول

الحسن بنونة

رغم أنني غير مقتنع بترميم العقل وضعت هذا العنوان لكوني أشاهد و أعايش مرارا حوادث لا يقبلها عقل مكتمل الأركان و الوعي ، فأنا متيقن أن الترميم لا يمكن العمل به على عقل إنسان ، لأن العقل إما أن يكون واعيا أو جاهلا أو به خلل وليس مُحطما جزئيا أو كليا لايحتاج الترميم ، ومن هذا المنظور أرى عقول بعض الناس يجب تغير مفاهيمها و تصحيح ما اعتادت عليه من سلوك غير سوي أو سلوك هدام ، فوضعت كلمة ترميم و كأننا نرممها حتى لا تنهار نهائيا و تبتعد عن الواقع المأمول ، و العدل المنشود ، و الأخلاق المتوخاة ، و الصواب المحمود ، فبيننا يعيش أناس إنسانيتهم غير قارة نظرا لما يقومون به من أفعال و سلوك لا يلق بالإنسان ، الإنسان الذي فضله الله على سائر الكائنات ، قال تعالى :(( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)) سورة الإسراء 

من الآية الكريمة نستخلص تكريم و تفضيل بني آدم على كثير من المخلوقات وهذا التفضيل يقول العلماء أوله العقل و التمييز بين الصالح و الطالح و بعده التدين بدين التوحيد و الهداية للعقيدة الصحيحة .......

 ولا يمكن تصحيح المفاهيم إلا بتضافر الجهود بين مكونات المجتمع كله .

الأسرة أولا ثم المدرسة ثم علماء الدين ثم المربون و المرشدون ثم الشارع ...... ، إما بالتلقين و التعليم ، أو التنبه و التصويب ،

و إما بالقدوة الحسنة .

 فالطفل منذ نعومة أظافره يجب سقيه بالأخلاق الفاضلة و العلم النافع حسب طاقته الاستيعابية 

و البداية تكون من الأسرة ، فعلى الأسرة تربية أبناءها على السلوك القويم و الاحترام المتبادل بين كل أفراد العائلة و الشكر على عمل ما قام به الصغير ، و الطلب بالرجاء و ليس بالأمر ، و عدم فعل أي شيء أمام الأبناء يخدش الحياء ، و تعليمهم أن النظافة من الإيمان و أن الشارع هو امتداد للبيت ، فكما لا نرمي الزبالة داخل البيت و لا نتبول على جدران البيت لن نفعل ذلك خارجه بالأزقة أو الشوارع , و احترام الجار و كل كبير السن ، هكذا سنكون قد قطعنا شوطا كبيرا في تصحيح المفاهيم.

ثم المدرسة ، فيها يتم ترسيخ حب الوطن و ترسيخ الأخلاق و تعاليم الدين الحنيف الذي يحث على التعامل بالحسنى مع الاشخاص و الحيوان و النبات و الجماد ، وبعدها العلماء أو المرشدون الدينيون بتوجيه الشباب إلى الطريق المستقيم و نهيهم عن كل قبيح ، هكذا سيتم إنشاء جيل يفهم معنى الحياة الراقية السليمة و سيحترم نفسه قبل احترام الغير مبتعدا عن كل قبيح كالتعاطي لكل ما هو مدمر للعقل أو مخدش للحياء أو مؤذي للغير .

فالمدرسة اليوم بل مناهج التعليم لا تمت بصلة بالأخلاق و لا الدّين ولا حب الوطن ، سابقا و قبل الاستقلال كانت المدرسة إلى غاية السبعينيات محل التربية الأخلاقية قبل العلمية ، مما أتذكر أن حارس المدرسة كان مربيا و محترما من قِبل التلاميذ ، كما كانت هناك مواد التربية الإسلامية و التربية الوطنية و مادة الأخلاق بنفس المعامل للمواد الأخرى ، أدبية و لغوية و علمية ، اليوم مناهج التعليم فارغة من محتوى الأخلاق و الدين و الشعور بالانتماء للوطن .

فإذا انعدم الوازع الديني من عقل التلميذ انعدمت أخلاقه و حبه للوطن ، و إذا فسدت أخلاقه فلا دين و لا وطن ، و إذا أهمله وطنه لن يشعر بحبه و لا يحافظ على سلامته ولا رونقه و لا على اطمئنانه .

هذا ما نجده اليوم في أغلب شبابنا ، لا حب الوطن ولا أخلاق و لا دين ، مجرد شباب مادي تافه تائه ...... ، طبعا لا أعمم هناك من الشباب من أخلاقه راقية و متعلم ومحب و نافع لوطنه ، لكنهم قلة ، و لا يمكن إصلاح ما فسد في أي مجال إلا بالتصحيح و الإصلاح .

 الدولة لها دوران اولهما إصلاح مناهج التعليم و جعله ثابتا لمدة طويلة وليس تغييره كل عام أو عامين كما قال المفكر المغربي عالم المستقبليات د. المهدي المنجرة رحمه الله : كل ما تغير وزير التعليم ، تغير المنهج ، هذا لا يجدي و لا يمكن أن يقدم لنا فوجا متعلما ناضجا صالحا و مميزا 

  المنهج الدراسي في الابتدائي و الاعدادي يجب تزويد مادتي التربية الدينية و التربية الأخلاقية بمواضيع ترسخ مفهوم الدين المعامله. و جعلهما من المواد الأساسية و بمعامل محترم ، و لا نجاح بدون النجاح فيهما .

ثانيهما وضع مخطط لإيجاد حل لكل المتخرجين من كل المستويات كي يجد كل منهم عملا قارا يكوّن به أسرته و يحفظ كرامته .

أما بالنسبة لكل المواطنين فعلينا جميعا آباء و أمهات و أساتذة و موظفين و تجارا و مستخدمين التعامل فيما بيننا بالاحترام المتبادل لنكون القدوة لأطفالنا و شبابنا ، و على الدولة تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب و المحاسبة المنهجية لكل مسؤول على قطاع ما ، و التعامل القاسي مع المفسدين دون العودة إلى العفو كي لا تتكرر المفاسد .

هكذا أرى و الله أعلم أن الحل للخلل الموجود حاليا في عقول الكثير منا . 

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخْلاقِ"

و في رواية - صالح الأخلاق - 

الحديث صحيح الراوي أبو هريرة .

 

قال الشاعر أحمد شوقي رحمه الله : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت*** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

 فإذا أصيب أي شعب في أخلاقه *** فانتظر الفتن بين أهله 

 

كن متيقنا أخي القارئ أختي القارئة أنه لا قوام و لا صلاح بدون تصحيح المفاهيم و إن شئت ترميم العقول .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات