لاعبو الوداد والرجاء يعلقون على نتيجة التعادل في ديربي الويكلو

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

سابيتنو ينتقد الحكم صبري بسبب عدم طرد لاعب الوداد ويؤكد: الخصم لم يكن يستحق التعادل

تكريم عدد من القضاة والموظفين السابقين بالمحكمة الابتدائية الإدارية بوجدة

هذا ما قاله مدرب الوداد موكوينا عن التعادل في الديربي

فرحة آيت منا بعد هدف التعادل في مرمى الرجاء

بعيداً عن السياسة .. قريبا من الناس؟

بعيداً عن السياسة .. قريبا من الناس؟

المهدي محمد

 

   لم تكن نُظم الحكم وأساليب إدارة الدولة إلا وسائل لتحقيق رفاهية مستدامة للمواطن حفاظا على إنسانيته وكرامته، بيد أن معايير الرفاهية المنشودة ينبغي أن تكون من منظور المواطن وليس كما يراها الساسة ، في هذا المقال سنحاول قدر الإمكان ،رصد الحد الأدنى للمطالب الواقعية للمهمشين أينما وجدوا ،في البوادي أو في أطراف المدن.

    لسنا نجانب الحقيقة إن اختزلنا الصراع الدائر في البلاد منذ الاستقلال وإلى الآن في تقاسم السلطة والثروة،وأخيراً أطل علينا صراع اللغة والهوية بقرونه الحــادّة ،ليزيد جرعة  الاحتقان والتعصب دفقا جديدا على حساب اللّحمة الوطنية والدينية، ولن نجافي الحقيقة أيضا إن قلنا :إن أهل الهامش لا تعنيهم كثيرا دولة القانون الوضعي أو السماوي أو دولة اللاقانون ، وغير مكترثين بالنظام الملكي المركزي أو البرلماني،أو أن يحكمهم دستور علماني أو مرسوم أو ظهير سلطاني ،وليسوا في حاجة لمن يفتيهم في أصول أسلافهم الذكور، أويذكرهم بمرجعياتهم الجينية.

    أهل الهامش كثيرون عند الفزع، قليلون عند الطمع، وقد أثقل الفزع المفتعل ظهروهم، واغتنى الانتهازيون من زهدهم وعفّتهم، وآن للمركز وضع حد لافتعال حالات الطوارئ الاقتصادية والإستنفار الاجتماعي غير المبررة،ووقف الحرب المعلنة على قدرتهم الشرائية، ورفع اليد الثقيلة عن ظهورهم ليتسنى لهم الإلتفات إلى حالهم البائس.

   إن رُد لهم شيء مما ضاع فذاك أسمى المراد ، وإن رفع عن كواهلهم استحقاقات المستقبل، وتركهم وشأنهم لترتيب أوضاعهم بالكيفية التي تناسبهم، فذاك أيضا محمدة.

   المطلوب من المركز رفع الوصاية وإنزال العناية ، والمأمول العطاء دون الأخذ من الهامش ، وأن يدعوه يذهب للمشروعات بدلا من الذهاب إلى المسيرات ، وأن يتركوا أبن الهامش يعسكر في بيته بين أحضان ولده،بدلا من العسكرة أمام البرلمان بين هراوات وسطوة "المخزن"، ويحتفل بعيد العمل بدلاً من رسم اسمه على قائمة الانتظار والأمل، وقبل هذا وذاك، يجب ألا يكون صوت الهامش قيمة مضافة عند كل استحقاق انتخابي فقط .

  هذه الإحتياجات الأولية تقودنا إلى نظرية الدوافع الإنسانية المنضوية ضمن علم النفس التنموي والمعروفة بهرم ماسلو للحاجات، وهي نظرية نفسية ابتكرها عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو*،وتناقش ترتيب حاجات الإنسان، التي تتدرج حسب أهميتها في شكل هرمي وتتكون من:

   * الحاجات الفسيولوجية: وهي الحاجات اللازمة للحفاظ على الحياة من طعام ومياه نقية وجنس ، يقول ماسلو: الفرد الذي يعاني لفترات من عدم إشباع الحاجات الفسيولوجية، قد يرغب في المستقبل عندما يصبح قادراً على ذلك أن يشبعها بشكل مفرط .

   * الحاجة للأمان: وتظهر وفق هرم ماسلو في المرحلة الثانية ، بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية، وهي تشمل السلامة الجسدية والأسرية والضمان الصحي والأمن الوظيفي وأمن الموارد وسلامة الممتلكات الشخصية.

   * بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية والأمان، تظهر الطبقة الثالثة وهي الحاجات الاجتماعية، وتشمل العلاقات العاطفية ، العلاقات الأسرية ، اكتساب الأصدقاء. ويقول إبراهام ماسلو أن البشر عموماً يشعرون بالحاجة إلى الانتماء والقبول، سواء إلى مجموعة اجتماعية كبيرة كالنوادي والجماعات الدينية، والمنظمات المهنية، والفرق الرياضية، والحاجة إلى الحب (الجنسي وغير الجنسي) من الآخرين، وفي غياب هذه العناصر الكثير من الناس يصبحون عرضة للقلق والعزلة الاجتماعية والاكتئاب.

  * الحاجة للتقدير: هنا يتم التركيز على حاجات الفرد في تحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة والشعور باحترام الآخرين له والإحساس بالثقة والقوة.

  * الحاجة لتحقيق الذات: وهي تعتلى قمة الهرم ، وفيها يحاول الفرد تحقيق ذاته من خلال تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.

   عودة على بدء، فإن أغلب الفئات الشعبية لدينا لا تزال مطالبها عند الدرجة الأولى من سلم الحاجيات، ولم تفكر بعد في ما يسمى  بالحاجات الإنسانية التي تشكل هويتها ووجودها ككيان ذو استقلالية وكرامة وحرية ما يعطي لحياتها المعنى الحقيقي ،ولوجودها غايات أسمى من كونها كائنات طبيعية تقتصر حاجاتها على المأكل و المشرب..

   إن الدولة المغربية رغم نيلها للإستقلال منذ ما يقارب الستة عقود ،ما برح أهل الهامش فيها يرزحون في أولى درجات سلم الاحتياجات. بمعنى أن مفهوم الدولة لا يزال في مرحلة التأسيس، والديمقراطية في مرحلة الانتقال الذي طال.. وحتى بالمعايير الدولية ، فإن الأنظمة التي لا تستطيع تلبية حاجيات مواطنيها للسلامة الجسدية والأسرية والأمن الوظيفي والصحي  وتأمين الموارد العامة تعتبر دولة فاشلة. لأنه لا وجود للدولة بدون توفير الأمن الشامل للمواطن.زهما أستحضر استنتاجا ـ صحيحا ـ لبعض الظرفاء حين علق في هذا السياق بقوله:" في الغرب الدولة في خدمة المواطن،أما عندنا فالمواطن في خدمة الدولة".

   إن تخطي هذه المرحلة سيكون المحك الحقيقي والتحدي الأبـرز لحكومة الائتلاف الثلاثي الحالية ولما بعدها ، وإن حدث و أغرق الجميع خلال "الفترة الإسعافية" ـ المسماة مرحلة انتقالية ـ في صراع الهوية وجدلية نظم الحكم ،ونِـسب المشاركة في السلطة، فإن أهل الهامش سيقعون المرة بعد الأخرى ، ضحايا لمتعجلي السؤدد والتسيّد من أبنائهم بالحكومة الحالية، لأن ما نشاهده من تسويف متعمد في إرجاء الاستحقاقات المحلية والتشريعية من جهة،وما نراه من سعي لإستجداء عطف ووُد المؤسسات الدولية المُقرضة من جهة أخرى، يشير إلى أن الساحة موعودة بنوع من التجاذبات السياسوية الضيقة،والمزايدات الانتخابية الشوفينية، التي ستسيء إلى الممارسة السياسية نفسهـا،وتؤدي إلى القفز على سلالم الحاجيات الإنسانية لأهل الهامش بأكملها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

·         ابراهام ماسلو (Abraham Maslow)، (1 ابريل 1908 - 8 يونيو 1970) عالم نفس أمريكي، ولد في بروكلين، نيويورك. اشتهر بنظريته "تدرج الحاجات".. درس في جامعة وسكنس حيث حصل على بكالوريوس في الاداب (1930)، وحصل على الماجستير في الاداب عام(1931) ودكتوراه الفلسفة عام(1934). من أبرز مؤلفاته :

·         نحو سيكولوجية كينونة (1968)

·         الدافعية والشخصية (1954)

·         أبعد ما تستطيعه الطبيعة البشرية (1972)


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات