إيلاف
إذا كان الحذاء كبيرًا أو صغيرًا أو مصنوعًا من مادة قاسية تؤلم الأصابع عند انتعاله، سيشكّل سببًا لعدم الرّاحة للأطفال عند المشي، لكن بعضهم لا يستطيع التعبير عن ذلك لعدم تمكّنه من الكلام، فتصاب الأم بالعصبية لرفضه متابعة المشي.
هذه باختصار نتيجة الدراسة التي وضعها معهد العناية الصحية بالأقدام الصغيرة في كولونيا، ويظهر فيها أن نسبة الأطفال الذين ينتعلون أحذية غير صحيّة تصل إلى 70 في المائة، فأقدام الأطفال وصغار السن طرية وتتأثر بشكل سلبي جدًا، فيشتكون عندما يكبرون من مشاكل تغير شكل القدم ما ينعكس على طريقة المشي لديهم أو صعوبة العثور على الحذاء المريح لهم.
كما أن الأحذية الضيّقة تلحق الضرر بركب الأطفال، وتسفر عن قدم ملتوية أو مفصلية تسبّب مشاكل في العامود الفقري والظهر وتؤدي إلى وقفة غير صحية. وتوجد مشاكل أخرى أيضًا منها التآليل والبثور في القدمين او الفطريات في أظافر الأصابع ما يجعل مشي الطفل صعبًا فتتأثر قدماه ومفاصله بذلك.
ويذكر التقرير أن 98 في المائة من الناس يولدون وأقدامهم سليمة، لكن عندما يكبرون فإن أقدام 40 في المائة فقط تبقى على حالها بسبب الأحذية غير الصحيحة، ما يعني أن كل واحد من خمسة أطفال مهدّد بالإصابة بمشاكل في الأقدام تؤثّر مستقبلاً على عاموده الفقري بشكل خاصّ، بينما لا ينتعل سبعة من كل عشرة أطفال الأحذية الجيدة والمناسبة لأقدامهم.
ففي الصّغر تكون العظام طريّة وتصاب بالتشويه بسرعة، وفي عمر الخمس سنوات تأخذ أقدامهم شكلها شبه النهائي وتتأثّر في هذه المرحلة بضغط الحذاء وتشوّه العظام، لذا يجب على الوالدين الإسراع بمعالجة الوضع بشراء الأحذية الصحيحة وعدم ترك الأمر لوقت يكون فيه العلاج صعبًا.
ومن أهم الأفكار الخاطئة والشائعة بالنسبة لأحذية الأطفال هي أن يكون الحذاء قاسيًا كي تكون القدم ثابتة داخله، فكلما كان كذلك فإن حركة الأصابع تصبح محدودة في ما يجب أن تتحرّك بحرية. والإعتقاد الآخر غير الصحيح هو وجوب انتعال الطفل باكرًا حذاءًا لكي يتعلم المشي، فالأطفال يتعلمون المشي من دون حذاء والوقت الأفضل لأول حذاء هو عندما تصبح خطواته ثابتة أو يكون هناك خوف من إصابته بجرح. أما الإعتقاد الثالث الخاطئ فهو أن الحذاء الأنسب للطفل ذلك الذي يكون بطول قدمه تمامًا، والصحيح يجب أن يكون أطول من القدم ب17 ملم.
والنصحية الأهم عدم شراء حذاء للطفل غيابيًا، فالكثير من الماركات حتى الجيد منها لا تضع المقاييس الصحيحة، لأن قدم الطفل تكون على اساس وزنه، كما أن نوع المواد التي صنع منها تلعب دورًا في إعطاء الطفل راحة عند انتعاله، فقد يكون من جلد حقيقي طري أو من مادة اصطناعية أو من القماش.
وعند تجربة الحذاء على الأهل الضغط على القسم الأمامي لمعرفة ما إذا كانت الأصابع محشورة أم أن وضعها مريح، فهنا أيضًا لا ينفع سؤال الطفل عما إذا كانت قدمه مرتاحة، فالأطفال حتى سن السادسة لا يلحظون إذا كان الحذاء أصغر من قياس قدمهم، لأن نظامهم العصبي لا يقيس الضغط.
إضافة إلى ذلك، تكون أقدامهم تكون طرية وتأخذ شكل الحذاء الصغير، لذا من الأفضل رسم قدم الطفل على ورقة مع إضافة نصف سنتم زيادة للطول ثم قص الرسم ووضعه داخل الحذاء. وبعد انتعال الطفل له يجب أن يمشي لأن عضلات القدم تتمدّد عند المشي وتكون منقبضة عند الجلوس. ولأن أقدام الأطفال تنمو كل أربعة أسابيع بضعة ملمترات يجب فحصها أربعة مرات على الأقل سنويًا وتغيير الحذاء.
إعتدال سلامه