بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

مدرب الجيش الملكي يبرر الخسارة المفاجئة لنهائي أبطال إفريقيا

شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

الدروس التي يمكن استلاخصها من ظاهرة اللاعب يامين يمال

الدروس التي يمكن استلاخصها من ظاهرة اللاعب يامين يمال

محمد بونوار

بدون شك ، لفت أنظار العالم في وقت وجيز اللاعب الاسباني يامين يمال والذي بلغ اليوم سن 17 سنة بالتمام ، نعم بلغ سنه اليوم 17 سنة ، وأصبح حديث كل صغير وكبير ، واستولى على صفحات الجرائد العالمية والقنوات الاذاعية والراديو واستحوذ على قنوات التواصل الاجتماعية . وذالك لصغر سنه أولا ، ولتألقه ثانيا ، ولتأثيره على نتيجة المقابلات الرياضية لفريقه الاسباني – كأس اروبا 2024 ، علما أنه من أصول أجنبية ، والده مغربي ، ووالدته من غينيا الاستوائية .

هذا الشاب الذي أبهر العالم في ظرف زمني قصير يعد ظاهرة اجتماعية فريدة من نوعها ، ويمكن الاستعانة بها في تصحيح ايديولجية اليمين المتطرف في أروبا ، والذي أصبح يدعي أن جل المشاكل الاجتماعية في كل بلد أروبي سببها أبناء الجالية ، مع العلم أن بعض الدول الاروبية ترتكب أخطاء في التوزيع الجغرافي حيث تجمع الجالية في أحياء مهمشة وفقيرة ، خاصة وأن الشاب لامين يامال يعتبر من أحد سكان هذه الاحياء في دولة اسبانيا ، والعجيب في الامر أن البطل الاسباني من أصول اٍفريقية كلما سجل اٍصابة اٍلا ورسم بأصابعه رقم 304 أمام كاميرات العالم ، وهو رقم الحي الذي ولد وترعرع فيه اللاعب يامين يامال ، وهذا يعتبر في حد ذاته مرجعية تاريخية ، وحجة دامغة ودليلا ساطعا لكل من يتهم الاحياء الفقيرة والمهمشة بالنعوت القدحية و الغير الجميلة .

النقطة الثانية التي يمكن استخلاصيا من ظاهرة الشاب الاسباني من أصول أجنبية ، هو مثابرة الاباء في متابعة أبنائهم في أوقات فراغهم وهوايتهم المفضلة ، وهنا الائحة طويلة لأبناء المغاربة الذين ازدادوا بأروبا وكانوا فقراء ، لكن بمساعدة أوليائهم المتواضعة ورغم انتمائهم للطبقة الفقيرة استطاعوا أن يسجلوا أنفسهم بقلم من ذهب في رياضات عالمية مختلفة وهنا نذكر مثلا : حكيم زياش ، أشرف حكيمي ، بدر هاري ، بن الصديق و......

وهنا وجب التذكير أيضا أن هناك مئات من الشباب الذين ولدوا في ديار المهجر لم يساعدهم الحظ للوصول الى القمة وذالك لظروف عنصرية ، أو تاكتيكية ، أو غيرها .

النقطة الثالثة والتي تعتبر جد مهمة وهي أخلاق ومبادئ المدربين المشرفين على هذه الرياضات ، فلولا تواجد المدرب الاسباني تشافي الذي آمن بمؤهلات لامين يامال والذي ألح على مشاركته مع الفريق الاول لبرشلونة لما وصل الى ماوصل اليه اليوم الشاب لامين يامال . مع العلم أن هناك مدربيين يكرهون الاجانب ولو كانوا متفوقيين ولا داعيا لذكر الاسماء ، لكن عشاق كرة القدم يعرفونهم بالاسماء والمواقف .

النقطة الرابعة وهي البنيات التحتية التي تتمتع بها الفرق الاروبية حيث يتوفر كل ناد على مدرسة لجميع الفئات والاعمار وبأثمنة في متناول الجميع ، والامر هنا لا يقتصر على كرة القدم ، بل يتحداه بكثير ليشمل الموسيقى والرسم والسباحة وركوب الخيل وألعاب القوى وحمل الاثقال وجميع الرياضات والهوايات التي تخطر على بال الانسان .

النقطة الخامسة والاخيرة في هذا الموضوع : هو تسابق الدولة التي احتضت البطل والدولة التي ينتمي اليها الابوين ، وهنا الاختيارات تبقى مفتوحة بين خيارين لا ثالث لهما ، فهناك من يختار البلد الذي ازداد فيه واحتضنه كما هو الحال هنا ، لامين يامال ولد في برشلونة واختار المنتخب الاسباني رغم أن والده مغربي وأمه من غينيا الاستوائية ، وهناك من اختار تمثيل بلد الوالدين ، أو بلد أحد الوالدين .

وجب التذكير أن المؤثر الاول في اختيار اللاعب هوية المنتخب المراد تمثيله في المسابقات الدولية تعود الى رؤية الوالدين ودرجة انتمائهم الوطني ، وعلاقة الابوين بأولادهم ومستوى تأثيرهم في التوجيهات والاختيارات التي يحتاجها الابناء في مثل هذه الحالات .

الخلاصة من هذا كله ، هو أن الفقر والهشاشة يمكن تجاوزهما اٍذا توفرت ظروف بنيوية أساسية ، وهذا هو الخصاص الذي تشكو منه كثير من البلدان في طور النمو : كدور الشباب والملاعب والمسابح والمسرح ، وقاعات للدورات التكوينية و....

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات