الخارجية الفرنسية تعلن نشر خريطة المملكة كاملة على موقعها الرسمي

ناصر بوريطة يكشف مخرجات لقائه بوزير الخارجية الفرنسي

لفتيت: اتفقنا مع فرنسا على تعزيز التعاون الأمني ومحاربة الهجرة السرية

الوزير بنسعيد يستعرض تفاصيل الاتفاقيات الثقافية والإبداعية الموقعة مع باريس

حضور مكثف والتقاط صور تذكارية مع ماكرون خلال منتدى الأعمال المغربي-الفرنسي

السكوري ولعلج يؤكدان فتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين الرباط وباريس

باحث إيطالي يحلل القرار الفرنسي التاريخي القاضي بدعم سيادة المغرب على صحرائه

باحث إيطالي يحلل القرار الفرنسي التاريخي القاضي بدعم سيادة المغرب على صحرائه

أخبارنا المغربية

بقلم: محمد أعزوز

في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة، تبرز قضية الصحراء المغربية كواحدة من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام الدولي. ومع تزايد الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، تتجلى أهمية العلاقات الثنائية بين المغرب والدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وإيطاليا، في عدة مجالات حيوية. على الصعيد الاقتصادي، يشكل الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للمغرب، حيث تستورد فرنسا وإيطاليا العديد من المنتجات المغربية مثل النسيج والمواد الغذائية. سياسيًا، تتميز العلاقات بالاستقرار والتعاون المستمر، حيث يتمتع المغرب بوضع متقدم مع الاتحاد الأوروبي. ثقافيًا، هناك تبادل مستمر يعزز التفاهم المتبادل، بالإضافة إلى التعاون في مجال الهجرة الذي يلعب فيه المغرب دورًا محوريًا. في هذا السياق، يتناول الباحث السياسي الإيطالي ماركو باراتو في مقاله على موقع Focus Mediterraneo، التحول الاستراتيجي في الموقف الفرنسي تجاه الصحراء المغربية، ويستعرض الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلائه العرش، والتي تمثل تحولًا كبيرًا في العلاقات بين فرنسا والمغرب.

تحول في الموقف الفرنسي

يشير باراتو إلى أن الرسالة التي بعث بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاعتلائه العرش، تعكس اعترافًا فرنسيًا بأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الأمثل لقضية الصحراء. هذا الموقف الفرنسي الجديد يعزز من خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب في عام 2007، ويؤكد على أن الوحدة الوطنية للمملكة هي السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة. ويعتبر باراتو أن هذا التحول في الموقف الفرنسي يعكس تطورًا استراتيجيًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تسعى فرنسا إلى تعزيز شراكتها مع المغرب في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

التحديات الفرنسية في إفريقيا

يبرز باراتو أن هذا القرار الفرنسي يأتي في وقت تواجه فيه فرنسا تحديات كبيرة في إفريقيا، خاصة في ظل التوترات السياسية والأمنية في منطقة الساحل والصحراء. ويعتبر أن الدعم الفرنسي لخطة الحكم الذاتي المغربية يعكس رغبة باريس في تعزيز مكانتها في القارة الإفريقية، من خلال دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة. ويشير باراتو إلى أن هذا الموقف يعكس الإرادة السياسية الفرنسية، وأنه يجب على الحكومة الفرنسية، بغض النظر عن تشكيلتها، أن تتابع هذا النهج لدعم الاستقرار في المنطقة.

دعوة لتعزيز التعاون والشراكة مع إيطاليا وباقي دول الاتحاد الأوروبي

في ختام مقاله، يدعو باراتو الدول الأوروبية الأخرى، بما في ذلك إيطاليا، إلى اتباع نهج فرنسا في دعم الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية. ويؤكد أن هذا هو السبيل لتعزيز الاستقرار والتعاون في المنطقة، مشيرًا إلى أن الاعتراف الدولي بخطة الحكم الذاتي المغربية يمكن أن يسهم في حل النزاع الطويل الأمد في الصحراء، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والسياسي بين دول المنطقة.

العلاقات المغربية-الإيطالية وموقف إيطاليا من قضية الوحدة الترابية للمغرب

وهنا لا بد من الإشارة إلى العلاقات بين المغرب وإيطاليا التي تمتد لقرون، حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية الرسمية في أواخر القرن التاسع عشر. اليوم، تعتبر إيطاليا شريكًا تجاريًا مهمًا للمغرب، حيث تشمل التبادلات التجارية بين البلدين منتجات مثل الآلات والمعدات الصناعية والزراعية والطبية، بالإضافة إلى المنتجات السمكية والزراعية المغربية. وبخصوص ملف الصحراء المغربية، تدعم إيطاليا بشكل عام جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي للنزاع في الصحراء المغربية. في السنوات الأخيرة، أبدت إيطاليا تفهمًا لموقف المغرب ودعمت مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل واقعي للنزاع في الصحراء المغربية. على سبيل المثال، عبرت 18 مدينة إيطالية في منطقة كانافيس في شمال غرب إيطاليا، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية. في تصريح مشترك صدر عقب لقاء مؤسساتي عقد في مدينة ريفارولو كانافيس، أشاد عمداء هذه المدن بمسلسل الجهوية المتقدمة في المغرب وأعربوا عن تقديرهم للتحولات الإيجابية التي يشهدها المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. وقد سبق وأشار تقرير صادر عن “معهد تحليل العلاقات الدولية” (Istituto Analisi Relazioni Internazionali - IARI) وهو مركز أبحاث إيطالي تأسس في عام 2018 في صقلية، إلى أن الجذور الثقافية لسكان الصحراء مرتبطة تاريخيًا بالمغرب، مما يعزز من موقف المغرب في النزاع المفتعل حول الصحراء. كما أشادت إيطاليا في إعلان الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

كما أكد مركز التفكير الإيطالي، المعروف أيضًا باسم “المركز الإيطالي للدراسات الدولية”، وهو مؤسسة بحثية تركز على تحليل القضايا الدولية والجيوسياسية، أن حل التوترات السياسية حول هذه القضية سيمر من خلال الحكم الذاتي الذي سيضمن الحقوق الجماعية والفردية للسكان الصحراويين، مع التركيز على مشاريع الاندماج الاقتصادي والاجتماعي لتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.

دور المجتمع المدني والمثقفين المغاربة ودور الدبلوماسية الموازية

يلعب المجتمع المدني المغربي في إيطاليا دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوضيح الحقائق المتعلقة بقضية الصحراء المغربية. على سبيل المثال، نظمت جمعيات مغربية في إيطاليا لقاءات وندوات لتسليط الضوء على الأدلة التاريخية والقانونية التي تثبت مغربية الصحراء. هذه الفعاليات تهدف إلى تعزيز الفهم الصحيح لقضية الصحراء المغربية بين الجمهور الإيطالي وتصحيح المفاهيم الخاطئة. من بين هذه الجمعيات، نجد الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن الذي نظم لقاءات هامة في ميلانو، حيث تم مناقشة العلاقات التاريخية بين المغرب وإيطاليا ومستجدات القضية الوطنية.

وتلعب الدبلوماسية الموازية، التي تشمل جهود المجتمع المدني والجاليات المغربية في الخارج، دورًا حيويًا في دعم الدبلوماسية الرسمية. من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وعلمية، والمشاركة في النقاشات العامة، تسهم هذه الجهود في تفنيد الادعاءات التي يروج لها أعداء الوحدة الترابية للمغرب، وخاصة تلك المدعومة من النظام الجزائري.

في ظل هذه الجهود، يتضح أن المجتمع المدني والمثقفين المغاربة يلعبون دورًا حاسمًا في تعزيز الفهم الصحيح لقضية الصحراء المغربية ودعم الدبلوماسية الرسمية. إن تعزيز التعاون والشراكة مع إيطاليا وباقي دول الاتحاد الأوروبي سيكون له دور كبير في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، خاصة في ظل الإنجازات التي حققتها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

إنجازات تنموية بارزة في الأقاليم الجنوبية المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس

تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، شهدت المملكة المغربية تحقيق العديد من الإنجازات البارزة التي عززت مكانتها على الساحة الدولية. في الأقاليم الجنوبية المغربية، تم تنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية الطموحة التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد المحلي.

مشروع ميناء الداخلة الأطلسي: يهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى تعزيز التجارة البحرية وربط المنطقة بباقي أنحاء العالم، مما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد المحلي.

مشاريع الطاقة المتجددة: تشمل هذه المشاريع إنشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية والرياح، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.

تطوير البنية التحتية: شهدت الأقاليم الجنوبية بناء طرق سريعة ومطارات حديثة، مما يسهل حركة النقل ويعزز من جاذبية المنطقة للاستثمارات المحلية والدولية.

مشاريع زراعية: تهدف هذه المشاريع إلى تحسين الإنتاج الزراعي وتوفير فرص عمل للسكان المحليين، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.

قطاع السياحة: تم تطوير المنتجعات السياحية والفنادق لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويبرز جمال الأقاليم الجنوبية.

هذه الإنجازات التنموية في الأقاليم الجنوبية تعزز من موقف المغرب وتؤكد التزامه بتحقيق التنمية والاستقرار والازدهار في المنطقة. وفي ظل المناخ المناسب الذي أوجدته هذه الإنجازات، إضافة إلى تطور الموقف الفرنسي تجاه دعم خطة الحكم الذاتي المغربية، يجب على الدول الأوروبية الأخرى أن تتبع نهج فرنسا في دعم الحكم الذاتي والاعتراف بمغربية الصحراء، كما أشار إلى ذلك ماركو باراتو في مقاله. إن تعزيز التعاون والشراكة مع إيطاليا وباقي دول الاتحاد الأوروبي سيكون له دور كبير في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، خاصة في ظل الإنجازات التي حققتها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

في الختام، يتضح أن التحول في الموقف الفرنسي تجاه قضية الصحراء المغربية يعكس تطورًا استراتيجيًا في العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، ويعزز من خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل واقعي ومستدام للنزاع. كما أن دعم فرنسا لهذه الخطة يأتي في وقت تواجه فيه تحديات كبيرة في إفريقيا، مما يعكس رغبتها في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.

من جهة أخرى، تلعب العلاقات المغربية-الإيطالية دورًا محوريًا في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، حيث تدعم إيطاليا جهود المغرب في إيجاد حل سلمي للنزاع في الصحراء. كما أن دور المجتمع المدني والمثقفين المغاربة في إيطاليا يسهم بشكل كبير في توضيح الحقائق وتعزيز الفهم الصحيح لقضية الصحراء المغربية.

إن الإنجازات التنموية التي حققتها المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس في الأقاليم الجنوبية تعزز من موقف المغرب وتؤكد التزامه بتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة. وفي ظل هذا المناخ الإيجابي، يجب على الدول الأوروبية الأخرى أن تتبع نهج فرنسا في دعم الحكم الذاتي والاعتراف بمغربية الصحراء، مما سيسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات