محمد أكعبور
يأتي اهتمام الدولة بمغاربة العالم من كونهم مواطنين مغاربة، غير أنهم مقيمون خارج الديار، للوطن عليهم واجبات في ضمان لجميع الحقوق المكفولة لجميع المواطنين المغاربة حيثما هم، ولأنهم في غربة مادية عن الوطن إلا أنهم في رباط وارتباط ووصال من غير فصال البتة عن أرض التسامح والوسطية والاعتدال والانفتاح على الآخر؛ المغرب عزيز البلاد كما كان المغفور له محمد الخامس يصفه في خطبه وهي ذات القيم التي يحملها معهم المغاربة خارج الديار لظروف جعلتهم يعبرون نحو بقاع الأرض فيها يعبرون بكل أشكال التعبير عن هذه القيم المثالية التي تتأسس على تعاليم الدين ومقتضيات المواطنة .
ولتفعيل اقتراب الدولة منهم تم إنشاء مؤسسات مدنية خدماتية واجتماعية ومؤسسات سياسية قطاعية حكومية دستورية للترافع الرسمي عن “خطاب الجالية” ومؤسسات دينية وعلمية يرأسها أمير المؤمنين متفرعة عن المجلس العلمي الأعلى : المجلس الأوربي للعلماء المغاربة أو مستقلة عنها : مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بهدف ترشيد العمل الديني المغربي وتبليغ الخطاب الديني والتربية على الوطنية والمواطنة وتدبير المشترك الإنساني والديني من خلال التكوين والتأطير للإطار الديني قصد تمكينه من مهارات تواصلية وإطلاعه عن المستجدات التشريعية ببلد الإقامة وهو المخاطب القريب من “جماعة التأطير” المتعلمة منها والعالمة في مجتمع الغربة والمعرفة المتعددة المرجعيات في إطار من تفعيل “الخطاب الديني الدامج” و”الخطاب الديني الداعم” .
ويتجلى هذا الاهتمام على أعلى مستوياته التشريعية من استصدار ظهائر شريفة ودسترة “خطاب مغاربة العالم” في دستور المملكة المغربية 2011: متضمَّنا في الفصول: 16_17_18_30_163.
وفي العناوين المدرجة، نحاول الاعتراب عن الاقتراب من “خطاب الجالية “مع عرض نماذج لتجارب مؤسساتية: الفاعل الرسمي والمدني للاسترشاد للترافع عن “خطاب الجالية “فيكون الشروع إذن بخير الحديث عن الحدث من جميل الكرم المولوي السامي:
أولا: تجليات العناية الملكية السامية بالجالية المغربية
أولى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله عناية قصوى للمواطنين بالغربة فأضفى عليهم سابغ رعايته السامية من خلال تجليات نرصد بعضها فيما يلي:
· إنشاء مؤسسات تخاطب الجالية باستصدار أسمى تشريعات وطنية: الظهائر الشريفة.
· تخصيص الجالية المغربية بالديار الأوروبية باللقاءات المباشرة لرعاياه الأوفياء والحديث إليهم من ذلكم:
o الكلمة السامية التي القاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال استقبال جلالته لممثلي الجالية المغربية المقيمة بفرنسا باريس يوم 21/03/2000 ومما جاء في تلكم الكلمة المولوية السامية" يسعدنا أن نلتقي بكم لنعبر لكم ولكافة جاليتنا المقيمة في الخارج عن مدى تقديرنا وافتخارنا.
لقد اعتاد والدنا جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه كلما حل بالديار الفرنسية الالتقاء بكم والاطمئنان عليكم والاهتمام بشؤونكم. وهي سنة نحافظ عليها للاهتمام الذي نوليه لقضاياكم وتجديدا للعهد الذي يربطنا وإياكم. "[1]
o الكلمة السامية التي ألقاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لدى استقباله في مدريد ممثلي الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا بمدريد يوم 18/09/2000 ومما جاء في تلكم الكلمة المولوية السامية: ” إنه لمن دواعي سرورنا أن نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك السعيد لنعبر لكم ولسائر أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا عن تقديرنا واعتزازنا.
إن حرص جلالتنا على اللقاء بأفراد جاليتنا بالخارج كلما حللنا بالأقطار الشقيقة والصديقة المضيفة لهم يندرج ضمن السنة الحميدة التي دأب عليها والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته حيث كان يحرص على استقبالهم وإيلائهم سابغ عطفه ورضاه.
وها نحن اليوم في إطار عنايتنا السامية واهتمامنا المتواصل بشؤون جاليتنا وظروف عيشها ومقامها بهذه الديار نسعد بلقائكم والاجتماع بكم.
إن ما يثلج الصدر ويبعث عن الارتياح أن جاليتنا بدول المهجر تظل متشبثة بهويتها الوطنية ومتعلقة بمقدساتها ومؤسساتها ومتتبعة لشؤون بلدها وما يبذله من جهود في شتى الميادين لتحقيق التنمية والرفاهية لمواطنيه “.[2]
· إقرار ملكي "عملية مرحبا"2001وهي عملية إنسانية بالدرجة الأولى تستهدف حسن الاستقبال وجميل التوديع عبر برامج تدخلات تحقق لمواطني المهجر كفاية تواصلية واجتماعية حسب حالات تستدعي ذلك.
· إقرار ملكي يوم 10 غشت من كل عام؛ اليوم الوطني للمهاجر منذ 2003
· حضور الجالية المغربية في الخطاب الملكي " ولايفوتني هنا، أن أوجه تحية إشادة وتقدير، لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع، التي يتواجدون بها.
والمغرب والحمد لله، يملك جالية تقدر بحوالي خمسة ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم.
ويشكل مغاربة العالم حالة خاصة في هذا المجال، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن، وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم.
ذلك أن قوة الروابط الانسانية، والاعتزاز بالانتماء للمغرب، لايقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين؛ وإنما يتوارثه جيل عن جيل، ليصل إلى الجيلين الثالث والرابع".[3]
ولتنفيذ سياسة جلالته فيما يخص خطاب الجالية؛ تفضل جلالته بوضع خاتمه الشريف على:
o إحداث مجلس الجالية.
o إحداث وزارة المغاربة المقيمين بالخارج.
o إحداث المجلس الأوربي للعلماء المغاربة.
هذا بخصوص المؤسسات المؤطرة لخطاب الجالية، كما تفضل حفظه الله بالمهجر بــــ:
ü بناء مساجد تحمل اسم جلالته الشريف خارج الديار كما بداخلها بمواصفات وخصائص ” المعمار الديني المغربي ” الذي يضفي على الفضاء الروحي جمالية جذابة تسر الناظرين وتأسر الزوار والمشاهدين، تحتضن العمل الديني المغربي وكأنك في إحدى الحواضر المغربية الدينية التاريخية كفاس أو الرباط أو مراكش أو الصويرة.
كل ذلك” تجسيدا للعناية المولوية التي يوليها أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله للشأن الديني في القارة الإفريقية والتي تجسد أصالة العلاقات الروحية التي تجمع المملكة المغربية بباقي البلدان الإفريقية، وبتعليمات سامية من جلالته، سهرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة على بناء أربعة مساجد في كل من جمهورية تشاد وجمهورية تنزانيا وجمهورية غينيا كوناكري وجمهورية كوت ديفوار.
وقد حرص أمير المؤمنين حفظه الله شخصيا أثناء زياراته للبلدان الإفريقية على إعطاء انطلاق أشغال بناء مسجد محمد السادس في كوناكري يوم الجمعة 26 جمادى الأولى 1438 هـ الموافق لـ 24 فبراير 2017 م، رفقة فخامة الرئيس الغيني السيد ألفا كوندي. كما أشرف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا برئيس جمهورية كوت ديفوار السيد الحسن درامان واتارا، يوم الجمعة 4 جمادى الآخر 1438 هـ الموافق لـ 3 مارس 2017 م، بحي تريشفيل في أبيدجان، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مسجد، تفضل جلالته وأطلق عليه اسمه الكريم “.
ثانيا: التأطير الديني للجالية المغربية بالخارج: تجارب ونماذج
سيتركز الكلام على جهود المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة من حيث الوظيفة والتجربة التأطيرية.
كون المغرب دولة المؤسسات، ذلك جعله يصوغ سياسة تقترب من هم مواطنيه حتى بالغربة وهكذا وبهدف ترجمة هندسة التبليغ مؤسساتيا انطلاقا من مرجعية الثوابت الدينية والوطنية[4]
ونجد أن من مهام المجلس فيما نحن بصدد الحديث عنه:
” السهر على حسن أداء الفرائض الدينية والقيام بشعائر الإسلام وصون مقدساته في جو من الطمأنينة والأمن الروحي، بالنسبة لكافة المغاربة المقيمين بأوروبا، رجالا ونساء، وفي إطار العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي؛
المساهمة في أي حوار مفتوح بين كافة العقائد، وذلك للتأكيد عل القيم الأخلاقية التي تتقاسمها الديانات التوحيدية الثلاث من خلال نبذ كل أشكال رفض الآخر والتمييز وإعادة الاعتبار للدور المتميز الذي تضطلع به الأديان من الناحية الأخلاقية؛ ”[5]
وهي المؤسسة العلمية التي تحمل هم تبليغ وترشيد الخطاب الديني في جغرافيا دينية خارج السياق المغربي وبحضور مغربي قوي.
لذلك، سعت إلى تنظيم مجموعة من الأنشطة العلمية التأطيرية والتكوينية لفائدة المؤطرين من أئمة وخطباء ووعاظ تحمل عناوين تغري المتتبع والمهتم بالانضمام للاستفادة:
§ دور الإمام في نشر القيم المشركة بين الناس.
§ دورة علمية لأئمة فرنسا لمدارسة موضوع التعايش.
§ دور الإمام في ترشيد الخطاب الديني في السياق الأوروبي.
§ وضعية الإمامة في أوروبا في ظل جائحة كورونا: الواقع والآفاق.
o كما نجد مبادرات للأطر الدينية المغربية للتدارس حول الخطاب الديني ونورد اقتصارا على هذا العنوان: ” أئمة ومرشدات إيطاليا يتدارسون موضوع دور الإمام في ترشيد الخطاب الديني في السياق الأوروبي"[6].
وإذ المجلس يراهن على التكوين المستمر للأئمة والمرشدات فلأنهم الأقرب إلى جماعة المسجد وهم الفاعلون في المراكز الإسلامية هنالك التي يشرف عليها المغاربة: فرادى ومحسنون وجمعيات لتقديم صورة حضارية عن الإسلام على معهود سلف الأمة المغربية وحالها وهو ينشئ مؤسسات دستورية مؤتمنة على دين وتدين المغاربة ذي الخصائص العملية السنية المنبعثة من أصل الدين وهو الوحي بمستوييه.
كما سعى المجلس إلى التعريف بالعمل الديني المغربي في السياق الأوروبي بما يحترم خصوصيات المجال الجغرافي خارج الديار وحدد لذلكم محور التدين الرقمي حيث نظم لتعميق النقاش في الموضوع لفائدة الجيل الثالث؛ الجيل الرقمي لقاءات علمية وفكرية موسومة بــــــ:[7]
o الملتقى الأوروبي للشباب تحت عنوان: “الشباب المسلم والتدين الرقمي”.
o انطلاق أشغال الملتقى الأوروبي الثاني للشباب حول موضوع “التدين الرقمي، مخاطره وتحدياته”.
وفي باب ترشيد خطاب الأسرة، النواة المجتمعية قام المجلس بتنظيم ندواتٍ علميةً:
o مكانة المرأة في المجتمع: رؤية قرآنية
o الأسرة المسلمة في أوروبا وتحديات ما بعد كورونا.[8]
ويهدف الخطاب الديني الموجه إلى الجالية بإشراف وتأطير مؤسسة العلماء هنالك رفقة الشركاء المباشرين: المؤسسات الرسمية وغير المباشرين: المؤسسات المدنية بديار المهجر وبتنسيق مع المؤسسات ذات الاختصاص السياسي والثقافي والتواصلي والتربية على القيم ومؤسسة المجتمع المدني والهيئات والتنظيمات الموضوعاتية التي تقتضي حمل القيم الوطنية والدفاع عنها وتمثلها بما يلزم لكونها الوسيلة الفعالة في الإدماج والاندماج بمجتمع الضيافة، كل من موقعه في تكامل سلس مثمر يؤدي في متمه إلى:
o توحيد الأداء الديني والشعائري على مستوى الإلقاء والتلقي.
o غرس القيم الأخلاقية والتحسيس بالقيم الكونية المشتركة.
o التربية على الوطنية والمواطنة.
o احترام أخلاقيات وثقافة بلاد المهجر كما سنتها تشريعات دور الاستقبال إسهاما منه _ الخطاب الديني المغربي_ في العملية الاندماجية في مجتمعات الغربية ذات المرجعية الثقافية والحضارية أكثرها تنظيرية نظرا لطبيعة المعاش والنظم الثقافية في جغرافيات تعرف تمازجا ثقافيا وهوية حضارية متنوعة من مختلف الإثنيات والمرجعيات الدينية.
o ترشيد الأداء على المنهج السوي المستند إلى خطاب الثوابت الدينية والوطنية.
o تحقيق امتزاج ديني وروحي ووطني.
كما يهدف إلى وقايتهم من:
o ازدواجية دينية وهوية اجتماعية هجينة.
o الغلو والتطرف الديني والفكري.
o التفكك الأسري والانحلال الخلقي.
مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج: ” أنشئت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج سنة 1990. وهي مؤسسة تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي. والهدف الأساسي لإنشاء مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج هو “ضمان استمرار العلاقات الأساسية التي تربطهم بوطنهم “وتعد رابطة الدين والعمل الديني على المعهود المغربي من أقوى الروابط حيث لا يمكن فصل الخطاب الوطني عن الخطاب الديني والحال أن بينهما وصال لا فصال.
والمؤسسة تعمل جاهدة في سبيل تنمية الروابط والأواصر الدينية والثقافية المؤسسة على واقع اجتماعي منسجم مندمج في بيئة مغربية جعلت الظروف الاقتصادية في واقع تاريخي معين هذا المجتمع ليرتحل نحو الضفة الأوربية كما الإفريقية والأمريكية والعربية، وهي سنة الله في الخلق أن كتب لهم المعاش في أوطان غير وطنهم لحكمة معتبرة حقيقة وهي: إيصال القيم الدينية المغربية السمحة حماية للدين فبلغ الله بهم علماء أو عاملين هذا الدين الإسلامي وهم للوطن والملك خير سفير وهم جمع غفير لهم في الأرض جميل عبير.
و” تأتي الجالية المغربية في طليعة الجاليات المتوفرة على هيكلة منظمة في مجال ممارسة الشعائر الدينية، كما أن الشأن الديني يحظى لديها بكل تلقائية بالأولوية وبالاهتمام باعتبار الإسلام محور الهوية الحضارية والثقافية المغربية التي تتجسد ميدانيا في تنامي عدد المساجد والجمعيات والمراكز الثقافية التي تمتلكها أو تديرها هذه الجالية”[9]
مجلس الجالية: ويضم المجلس في تركيبته مجموعات عمل منها ما هو وثيقة صلة بمقالنا مجموعة “الدين والتربية الدينية”.
ثالثا: جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية.
تعمل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جاهدة لتلبية الحاجيات الدينية لمغاربة العالم _ بنفس الدرجة للمواطنين المقيمين _ الذين لهم دور كبير في التعريف ب ” النموذج الديني المغربي” والخصائص المتفرد بها في الأداء والالتزام بالسلوكيات والأخلاقيات الفاضلة في منحاه السلوكي والتصوف السني ، والوزارة تعمل جادة ” تجسيدا للرعاية الدائمة التي يوليها أمير المؤمنين لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومساهمة منها في صونهم من أي خطاب منحرف، وربطهم بأصولهم المغربية وعقيدتهم الأشعرية ومذهبهم المالكي، كثفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جهودها من أجل تأطيرهم وإرشادهم وإمدادهم بما يحتاجونه في حياتهم الدينية ”.[10]
رابعا: خطاب الجالية المغربية: قضية وطنية.
ولأن قضية الجالية المغربية بالخارج قضية وطنية ، يرعاها وشأنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وتسهر على تنفيذ سياسة الدولة فيما يخص خطاب الجالية مؤسسات تشريعية على أعلى مستوى إلى جانب مؤسسات مجتمعية وطنية بحيث لهم انشغالاتهم ولهم الحق في مؤسساتهم هذه والتي تواكبهم وتترافع عنهم فيما يخصهم من أمور شتى منها : التأطير الديني على وجه التحديد حماية وترسيخا لثوابتهم الدينية التي تنشَّأ عليها الجيل الأول هنا بالبلد الأصل فحملها معه وهو يمتد في الأفق نحو الضفف وخلف الصحراء المغربية ممن لهم الفضل الكبير في عمارة أرض المهجر دينيا وحضاريا فمدها فطريا للجيل الثاني الذي يتحمل كامل المسؤولية في إيصالها بحق كما عهدت وتعهدها جمع غفير إلى الجيل الثالث.
دخل “خطاب الجالية” المؤسسة التشريعية للترافع عن الانشغالات الدينية ذلك “أن التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يهدف إلى حماية وترسيخ ثوابتهم الدينية، وذلك في إطار القوانين الجاري بها العمل في البلدان المضيفة “.
كما دخل خطاب الجالية المجالس العلمية المحلية، فنجد حضورها في الاستقبالات الرسمية لمغاربة العالم في النقط التي تفد إليها برا أو بجرا أو جوا حين العودة للوطن وخلال المغادرة وقبل ذلك تعد برامج دينية تعليمية تثقيفية لأسر الجالية، بل نجد هذه السنة مجال علمية محلية تعد تنظيم يوم خاص للجالية يضم عروضا علمية للحديث عن وظيفة الجالية في الحفاظ على قيمها الفطرية والمكتسبة بديار المهجر وكذا فعاليتها في ترويج العلامة المغربية على مستوى القيم الحضارية وأيضا عمل الجالية في الدبلوماسية الثقافية في التعريف بالتقاليد المغربية في الأدءات الاجتماعية على هامش اليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف 10 غشت من كل عام .
وهكذا نجد هذه المجالس العلمية المحلية إلى جنب تلك الأعمال التي تقوم بها لتواكب هذا اليوم الوطني الاحتفالي تخصص حصصا لتحفيظ كتاب الله وذلك برصد أطر دينية مؤهلة تابعة لها للقيام بهذه المهمة الدينية على الوجه البليغ كما نجدها حاضرة في الاحتفالات الرسمية المخلدة لهذا اليوم.
خامسا: البعثات العلمية والتأطير الديني في رمضان: استراتيجية التبليغ
هذا و “يتم سنويا خلال شهر رمضان الأبرك على الخصوص، إيفاد بعثات علمية من القراء والوعاظ والواعظات المؤهلين إلى بعض الدول الأوروبية لتأطير الجالية المغربية هناك.
(و) ستعمل الوزارة خلال السنوات المقبلة بتنسيق مع الجهات المعنية بشؤون الجالية المغربية بمختلف البلدان على تعيين مقرئين ووعاظ قارين لتغطية حاجيات الجالية في مجال الشأن الديني، وكذا الرفع من عدد أفراد البعثة العلمية التي يتم إيفادها “.[11]
وهو ما تحقق بفضل استراتيجية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الهادفة إلى خلق خارطة جغرافية واسعة النطاق للتبليغ رفقة الفاعلين الدينيين بتوجيه من أمير المؤمنين فيما تم رسمه من هندسة التبليغ المؤسساتي والإعلامي بتنسيق بيني وجماعي مع كل من:
المجلس العلمي الأعلى ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج وكذا باستشارة مجلس الجالية الناطق المدني باسم مغاربة العالم وهو المؤسسة الوطنية الاستشارية.
سادسا: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وعملية مرحبا2024: الخدمات والأنشطة
هكذا وجدنا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هذا الموسم تشارك في وسم: "عملية مرحبا 2024: برنامج عملية مرحبا الخاص بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية" ومنها:
· عرض أنشطة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الخاصة بـعملية مرحبا 2024 الموجهة للمغاربة المقيمين بالخارج، والممتدة من 20 يوليو إلى 20 أغسطس 2024، وتشمل:
· الخدمات والأنشطة المتاحة من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إطار عملية مرحبا 2024؛
· مراكز تحفيظ القرآن الكريم في إطار عملية مرحبا 2024، بعمالة طنجة-أصيلة؛ أقاليم: تطوان، الحسيمة، العرائش، شفشاون والناظور؛"
كما أعدت الوزارة استمارة لتقييم العملية حددت لها عنوانا:
· " استمارة تقييم مساهمة وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية في عملية مرحبا 2024"
على سبيل إقفال من غير إغفال :
هكذا خلصنا بعد جرد لتجليات خطاب الجالية من لدن مؤسسات المملكة الدستورية ضمناه في إيراد وفق المتيسر هدفنا من خلاله تبيين خطاب الجالية والمؤسسات التي تترافع عنه لكونه قضية وطنية وفاء لمواطنينا خارج الديار الذي امتلأت مدرجات الملاعب الألمبية بهم ومن كل الأعمار والعلم الوطني يرفرف عاليا من تلك المدرجات وهم يترقبون نتائج أبطال مغربية في المنافسات الأولمبية، ولنستحضر المشاهد الكروية للمنتخب الوطني الأولمبي وهو يسجل التاريخ بمداد فخر واعتزاز في وصال لتحقيق الحلم الألمبي .
[1] www.collectivites-territoriales.gov.ma
[2] المرجع ذاته
[3] من نص الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 69-لثورة الملك والشعب
[4] ” تم تنظيم المجلس العلمي المغربي لأوروبا بموجب الظهير الشريف 1.08.17 الصادر في 20 شوال 1439 (20 أكتوبر 2008) الذي نص على أنه تسري أحكام الظهير الشريف 1.03.300 الصادر في 2 ربيع الأول 1425(22 أبريل 2004) والمغير والمتمم بموجب الظهير الشريف 1.08.16 الصادر في 20 شوال 1429(20 اكتوبر 2008) بإعادة تنظيم المجالس العلمية على المجلس العلمي المغربي لأوروبا. وفي 20 شوال 1439 (20 أكتوبر 2008) ” www.habous.gov.ma
[5] ceomeurope.eu
[6] المرجع ذاته
[7] المرجع ذاته
[8] المرجع ذاته
[9] www.fh2mre.ma
[10] التأطير الديني للجالية المغربية بالخارج www.habous.gov.ma مرجع سبق ذكره
[11] أحمد التوفيق: التأطير الديني لأفراد الجالية يهدف إلى حماية وترسيخ ثوابتهم الدينية www.hespress.com